الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فقراء لبنان يلوذون بمهنة مسح الأحذية

فقراء لبنان يلوذون بمهنة مسح الأحذية
16 ابريل 2012
عماد ملاح (بيروت) - مبلغ زهيد جدا ويدب اللمعان في الحذاء الذي لوّنه وَحلُ وغبارُ طرقات العاصمة بيروت وضواحيها، حيث ما زال عدد كبير من فقراء لبنان يعملون في مهنة مسح الأحذية فالفقر يدفع الإنسان لأن يجلس بالقرب من صندوقه، منتظراً من يمد قدميه نحوه، طالباً منه تلميع الحذاء. وهذه المهنة محصورة بالفقراء، لأنها لا تتطلب رأس مال كبيراً ولا شهادات علمية ولا خبرة لعمل ما، كل ما في الأمر صندوق وخرق بالية وطلاء من كل الألوان وفرشاة. «بويا» ... «بويا» كلمة تتردد مع انبلاج كل فجر في الساحات المفتوحة أمام ماسحي الأحذية، فهناك ساحات مقفلة في وجوههم حيث تطاردهم الدوريات الأمنية بتهمة «تشويه منظر المدينة». ماسحو الأحذية يعملون بصمت يتأملون المارة بعيون تحمل الأمل والرجاء، بأن يتوقف أحدهم لتلميع حذائه وتنظيفه، علّهم يقبضون بضع ليرات تسد جوع أسرهم. وقديماً، كنت تلتقي بماسح الأحذية عند مداخل السينما التي كانت منتشرة في ساحة البرج سابقاً، وأمام المطاعم والمقاهي ودور التسلية. أما الآن فإن الصدفة قد تلعب دوراً في العثور على الزبائن أثناء التجوال، لأن لا مكان ثابت له، فالتنقل في الشوارع والأحياء، هو الذي يساعده على اصطياد الزبائن والباقي على الله، كما يقول أبو حوراء، الذي لديه عائلة مؤلفة من ثمانية أفراد، ويوضح «عائلتي كبيرة ومتطلباتها عديدة، ولا أعرف كيف أؤمن متطلباتهم الحياتية». ويضيف «لأنني غير متعلم وليس لدي حرفة اخترت أن أعمل في مسح الأحذية لأنها لا تتطلب علما ولا خبرة». وعن إقبال الزبائن عليهم، يقول «الإقبال قليل جدا فالزبون أصبح يلمع حذائه مرة بالشهر، وأنا لا أطلب مبلغا محددا وكل زبون وذوقه وكرمه وحالته النفسية». من جهته، يقول نادر فقيه «تعلمت المهنة بعدما سدّت سبل العمل في وجهي، وأنا مجبر عليها حتى أشتري طعاما لعائلتي». أما حبيب رموّ، فبلغ من العمر 50 سنة، وما زال يعمل ماسح أحذية. عن معاناته مع هذه المهنة. يقول «لدي أربعة أولاد في المدرسة، وأربعة يشتغلون لتأمين مصاريفهم الذاتية، ومعظم الأحيان يأخذون مني، فالمعيشة غالية والحياة مكلفة». ويضيف «صحيح أن دخل العمل قليل جدا لكنني أعتبر هذه المهنة شريفة، لأنك لا تسرق ولا تنهب، والشغل ليس عيباً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©