شاشات المساجد إرشاد وجمال

قبل بضعة عقود، كان بعض المتشددين يحرمون سماع القرآن الكريم من المذياع بحجة أن هذا الجهاز مفاسده أكثر من منافعه، ثم اخترع التلفاز، فكانت الآراء الفقهية السطحية حياله أشد إنكاراً، وأنكر البعض تركيب المكيفات في المساجد بحجة أنها بدعة، وتجاوز الزمان كل ذلك وفرض التقدم البشري منتجاته على أذواق الناس وعاداتهم، وتبين لأصحاب التدين المتشدد أن احتياطاتهم الدفاعية ليست في محلها، وشاءت الأقدار أن تتبوأ دولة الإمارات العربية المتحدة مكان الصدارة في الشرق العربي من حيث استخداماتها للتقنية والمعلوماتية، حتى عدت حكومتها الرشيدة أول حكومة عربية تتبنى مصطلح ''الحكومة الالكترونية'' نهجاً وواقعاً وممارسة، وليس أفراد المجتمع هنا بأقل خبرة أو حماسة لتبني هذا النهج وممارسته، فهل يعقل بعد كل هذا أن تبقى المساجد والشؤون الإسلامية بعامة، منزوية في جزيرة منقطعة عن العالم؟ إن الذي يقود عملية التحديث هو صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة ''حفظه الله'' وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة· وأجهزة الحكومة كافة، والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف جزء منها، معنية كذلك ومنخرطة في عملية التحديث،ومن هنا ليس بدعاً أن تقوم الهيئة العامة للشؤون الإسلامية بدورها العصري وتأخذ نصيبها من التقنية وتوظفها لخدمة الدولة والمجتمع، ولذلك نشطت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف وبدعم متواصل من قيادتنا وحكومتنا الرشيدة وأهل البر والخير في مجتمعنا، لتبني المساجد، وترعاها بكل وسائل العلم والفنون الإسلامية الراقية، لتكون فعلاً منارات علم وصروح هداية· وعليه فلم تعد للناس حاجة أن تشوه الإعلانات الجدارية جدران المساجد، وقد بذلت الحكومة وأهل الخير عليها بسخاء لتحافظ على السمت الجمالي الهادئ، الذي يزيد المسلم خشوعاً وطمأنينة وهو يؤم المسجد خمس مرات في اليوم· ومن هنا ابتكرت الهيئة وسيلتها العصرية التي يمكن من خلالها أن تتواصل مع الجمهور، حيث زودت المساجد بشاشات عرض إلكترونية تبث من خلالها التعليمات والإرشادات والنصائح ومواعيد الصلاة والإقامة، والمناسبات الدينية، وما يليق بها من تثقيف وتوعية، وكذلك الآداب والأخلاق المطلوبة في بيوت الله· يتم ذلك بصورة تليق بالمساجد ولا تشوش على الناس صلاتهم· وهذا خير كبير·