الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متطرفون في بلجيكا وهولندا يطلقون مواقع تستهدف المهاجرين

متطرفون في بلجيكا وهولندا يطلقون مواقع تستهدف المهاجرين
16 ابريل 2012
أبوظبي (الاتحاد) - يواجه الاتحاد الأوروبي تحديا شائكا في كيفية مواجهة توظيف الإعلام الجديد ومواقع الإنترنت لدعوات تصنف عنصرية أو معادية للمهاجرين الأجانب إلى بعض دوله، وذلك بعد تدشين موقع إنترنت، هو الثاني من نوعه في وقت متقارب جدا على يد جماعات يمينية متطرفة، ومخصص للإبلاغ عن المهاجرين. ففي بلجيكا دشّن حزب يميني متطرف الأسبوع الماضي موقعاً على شبكة الإنترنت مخصص لدعوة الناس للإبلاغ عن الجرائم التي يرتكبها المهاجرون غير الشرعيين، في مبادرة هي الثانية من نوعها في هولندا. وجاء إنشاء هذا الموقع على يد حزب “فلامز بيلونج” (المصلحة الفلامينكية)، الذي يقول إنه يدافع عن حقوق جماعة الفلامينك، وهي الإثنية الأساسية التي يتبع لها قسم كبير من الشعب البلجيكي. ويسمح الموقع لزواره بتقديم معلومات سرية ومجهولة المصدر تتعلق بتزوير بيانات الضمان الاجتماعي والعمل في السوق السوداء والجرائم الخطرة، وهي أمور قال ناشطون ضد العنصرية إنها “تشبه تحركات أو تكتيكات المرحلة النازية”. ودافع قائد حزب “المصلحة الفلامنكية” فيليب ديوينتر عن فكرة الإقدام على هذه الخطوة، واصفاً تأسيس الموقع بأنه “حاجة بسبب وجود عشرات آلاف المهاجرين غير الشرعيين” في المدن البلجيكية، والمشاكل الناتجة عنهم”. وأضاف أن الموقع سيحول الجرائم المبلغ عنها إلى الشرطة. وينتشر هذا الحزب في منطقة الفلامنيك وفي العاصمة بروكسل، وهو يدافع عن حق الفلامينك بالاستقلال، ويدعو إلى قيود مشددة على الهجرة إلى بلجيكا، ويرفض التعدد الثقافي، ولكنه ينحو نحو التعصب من خلال قبوله بمجتمع متعدد الإثنيات إذا ما تقبلت الجماعات الأخرى الاندماج في الثقافة الفلامنكية. وكان الحزب خضع لمحاكمة في عام 2004 في قضية إدانة عنصرية. وقد حاول منذ يومها تحسين صورته من الراديكالية إلى حزب محافظ، وتخلى عن بعض برامجه السابقة. ومنطقة الفلامينك هي واحدة من ثلاثة أقاليم رسمية في مملكة بلجيكا (إلى جانب إقليم والون وإقليم العاصمة بروكسل)، ويقع في شمال البلاد ويمثل 44.29% من مساحة بلجيكا، وتعبر الأكثر كثافة سكانية في أوروبا. وتدير الإقليم سلطات محلية تتألف من برلمان الفلامنك وحكومة الفلامنك، وهي تمثل جميع شعب الفلامنك حتى أولئك الذي يعيشون في إقليم بروكسل العاصمة. سابقة هولندية وكان “حزب الحرية” الهولندي اليميني المتطرف أنشأ مؤخراً موقعاً مماثلا أسماه “الإبلاغ عن المهاجرين القادمين من شرق أوروبا”، داعيا مواطنيه إلى الإبلاغ عن أي حالات إزعاج من الضجيج أو السكر أو النفايات أو خسارة وظائفهم بسبب العمال المهاجرين. ورغم إدانة البرلمان الهولندي للموقع وردود الفعل الأوروبية الشاجبة له والمطالبة بتحرك الحكومة الهولندية، إلا أن رئيس الوزراء الهولندي مارك روتا تجاهل هذا الأمر بسبب حاجته إلى أصوات “حزب الحرية”، وحتى لا يتصدع تحالف الأقلية النيابية الداعم لحكومته، والمؤلف من 150 نائبا بينهم أربعة وعشرون نائباً لحزب الحرية. وقال روتا لدى رفضه الإدانة إن الموقع هو “شأن حزب سياسي وليس شأن حكومته”. ويذكر أن تأسيس الموقع الهولندي لاقى ردود فعل واسعة في أوساط الاتحاد الأوروبي، فالمفوضية الأوروبية، على لسان ناطق باسمها، وصفت مثل هذه المواقع بأنها “لا تتوافق مع القيم التي ندافع عنها”، ولكنها قالت إن أي إجراء تنفيذي أمر يتعلق بالسلطات الوطنية. وكان البرلمان الأوروبي وصف الموقع بأنه “مؤسف”، وتبنت أغلبية نواب البرلمان الأوروبي قرارا يدينه بشدة، ويعتبر الموقع “مبادرة فظة وتمييزية”، داعياً روتا وحكومته إلى التصرف بهذا الشأن وتجنب اللامبالاة بشأنه، مؤكداً أن سياسات “حزب الحرية” تسير خلافاً لقيم الاتحاد الأوروبي. ولاحظ موقع إذاعة هولندا أن من غير المعتاد أن يفرد البرلمان الأوروبي قرارا من قراراته لبلد واحد ولكنه فعل هذه المرة. ويذكر أن حزب الحرية الهولندي كان تأسس في عام 2005، وتطور حضوره سريعاً في الحياة السياسية حتى أصبح ثالث أكبر حزب في البلاد، وعلى الرغم من أنه يدعم حكومة أقلية روتا إلا أنه لا يتمثل في الحكومة بأي من أعضائها. ويعرف عن الحزب أيضا نظرته التشكيكية نحو الوحدة الأوروبية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©