السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصطفى محمود يهز النفس البشرية بـ «الزلزال»

مصطفى محمود يهز النفس البشرية بـ «الزلزال»
11 أغسطس 2016 21:32
القاهرة (الاتحاد) «الزلزال».. مسرحية اجتماعية إنسانية فلسفية تدرجت فيها الأحداث الدرامية بتراجيدية أخاذة، وركزت على حالتين مختلفتين، حالة حب الدنيا، وحالة الإنسان في الآخرة وهو يرى الدنيا على حقيقتها، وأنها لا تمثل شيئاً. دارت أحداثها حول عدد من الشخصيات التي تعج بالصفات المتناقضة، فهناك شخصية الطماع والمتعلم المتفتح، وأولئك الذين يحبون الحياة لدرجة العشق، والذين يهيمون بالموت ومظاهره، ويعصف بكل هذه الشخصيات زلزال شديد أو كما اتفقت شخصيات المسرحية على أنه القيامة، وفي ظل هذه الظروف الصعبة يعرض الكاتب رد فعل كل شخصية من شخصيات المسرحية، كل وفق صفاته وقناعته، وتدور الأحداث كلها بشكل يؤدي إلى موت كل شخصيات المسرحية، ولا يتبقى سوى الأطفال في إشارة من مؤلفها إلى أنه لن يبقى من هذا المجتمع الفاسد سوى من يمثلون المستقبل. وكتبها عام 1963 الدكتور مصطفى محمود في ظروف استثنائية، عندما صدر قرار بإيقافه عن الكتابة في الصحافة، فكتبها بشكل أساسي كنوع من استشراف مستقبل المجتمع القائم ساعتها، وقام ببطولتها صلاح ذوالفقار الذي جسد شخصية الطبيب الخيّر الذي يحلم بعلاج الفقراء بأسعار رمزية، وزوزو نبيل، وجسدت شخصية السيدة المسنة البخيلة التي تملك المال، وعزيزة راشد، جسدت شخصية ممثلة الإغراء، مع وجود بعض الشخصيات الثانوية الأخرى وأخرجها جلال الشرقاوي، وأجمع عدد من النقاد والمهتمين بالمسرح على أن مصطفى محمود في هذه المسرحية أتقن فن الحوار، واستطاع توصيل رسالته أفضل من الكتب الفلسفية، رغم أن أعماله المسرحية لا تخلو من الفلسفة، وأن كل مسرحياته هي فلسفية في الأساس، وأن المسرحية صورت بدقة مدى متعاب الحياة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©