السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

15 مقعداً في ستة ملاعب مخصصة لفاقدي البصر

15 مقعداً في ستة ملاعب مخصصة لفاقدي البصر
22 يونيو 2010 23:37
أصبح بمقدور المكفوفين في جنوب أفريقيا الحضور إلى مباريات كأس العالم 2010 والاستمتاع بالمباريات بعد أن قام الاتحاد الدولي لكرة القدم بإطلاق مشروع الوصف السمعي في ستة ملاعب خلال البطولة يمكن للمكفوفين من خلالها الحضور والتفاعل مع 44 مباراة. وكانت المبادرة بالأساس من الاتحاد السويسري للمكفوفين بالتعاون مع مجلس جنوب أفريقيا للمكفوفين وضعاف النظر ولم يتأخر الفيفا في تبني المبادرة ودعمها مادياً حتى تحققت على أرض الواقع وبات المكفوفون يحضرون المباريات ويستمتعون بأحداثها وهي ضمن خطة الفيفا لجعل البطولة متابعة من قبل الجميع. وتقوم فكرة المشروع على تخصيص 15 مقعداً خاصاً للمكفوفين في الملاعب الستة وتكون هذه المقاعد مجهزة بسماعات ومعلقين مدربين يقومون بتقديم الوصف السمعي والحي للمكفوفين ويصفون كل ما يحدث في أرض الملعب لحظة بلحظة، كما يوجد مرشدون يرافقون المكفوفين ومتطوعون مدربون بشكل جيد لمساعدتهم في الملاعب. وقام معهد الصحافة المتقدمة في جنوب أفريقيا بالتدريب والتنسيق مع المعلقين فيما قامت أكاديمية هندسة الصوت بتقديم خدمات الدعم التقنية للتأكد من أن الوصف الصوتي يصل إلى المكفوفين بطريقة صحيحة. والملاعب التي توجد فيها الخدمة الخاصة بالمكفوفين هي ملعبان في جوهانسبرج وملعب في بريتوريا وملعب في دوربان وملعب في كيب تاون وملعب في بورت اليزابيث، ويسعى القائمون على الرياضة في جنوب أفريقيا إلى الاستعانة بالبرنامج في المستقبل وإمكانية تعميمه على الرياضات الأخرى. وأقيم مؤتمر صحفي في السوكر سيتي أمس الأول لتعريف وسائل الإعلام بالمشروع الذي يتم إطلاقه للمرة الأولى وحضره لاكي بوكابا رئيس المجلس الوطني للمكفوفين في جنوب أفريقيا وفرانسو نيثلين أحد المكفوفين الذين حضروا عدداً من المباريات في البطولة. وقال لاكي بوكابا إنه حضر شخصياً ثلاث مباريات في البطولة وهي المباراة الافتتاحية بالإضافة إلى مباراة الأرجنتين ونيجيريا ومباراة صربيا وغانا، وأضاف أنه منذ أن كان في المدرسة الابتدائية للمكفوفين وهو يتابع الرياضة بانتظام، خصوصاً مباريات كرة القدم وهذا يعود إلى 1971. وذكر بوكابا أنه كان يتابع المباريات عن طريق الإذاعة، حيث كانت هناك محطتان تقومان بنقل المباريات المهمة وأكد أن هذا المشروع يعتبر خدمة كبيرة لمن حرموا من نعمة البصر، حيث أتاح لهم الحضور إلى الملاعب ومتابعة المباريات التي لم تكن متاحة لهم في السابق. وأضاف أنه لا يعلم عما سوف يؤول إليه المشروع بعد كأس العالم ولكنه تمنى أن تتواصل التجربة ويقوم اتحاد جنوب أفريقيا بتبني الفكرة لكي تصل إلى كل الملاعب، حيث إنه يتوافر حالياً في ستة ملاعب فقط وشدد على ضرورة أن يشمل الدوري المحلي لكرة القدم ومختلف الرياضات الأخرى كما تمنى أن تصل الفكرة إلى كل مكان في العالم. أما فرانسوا الذي خاض هذه التجربة فيقول إنه سبق أن ارتبط بأكثر من رياضة من الألعاب الخاصة بالمكفوفين مثل الرجبي والكريكيت وهذه هي المرة الأولى التي يعيش فيها الحدث في كرة القدم، وأضاف أنه عندما حضر إلى الملعب اكتشف أنها فرصة رائعة بالنسبة للمكفوفين ليكونوا جزءاً من اللعبة والملعب، وأكد أنه عندما كان ضمن آلاف الجماهير التي حضرت إلى الملعب فقد منحه هذا شعوراً عظيماً. وقال فرانسوا إن التعليق الصوتي يمنح المكفوف فرصة حقيقية لمتابعة مجريات المباراة لحظة بلحظة وأنه يعرف أين مكان الكرة واللاعب الذي يمررها وفي أي جزء من الملعب تكون الأحداث، مضيفاً أن المعلقين يقومون بإحضار كل تفاصيل المباراة إلى المقعد الذي يجلس عليه المكفوف، مشدداً على ضرورة أن تستنسخ هذه التجربة في ملاعب الرجبي والكريكيت لأنه يعتقد أن هذه الخدمة هي دعم كبير ومن أعظم المشاريع التي تقدم للمكفوفين. وعن تأثير “الفوفوزيلا” في الملعب على استمتاعهم بالتعليق، قال فرانسوا إنها لا تكون مزعجة في الملعب فهو يكون قادراً على تغيير القنوات للبحث عن التردد المناسب كما يتحدث بطريقة عادية مع المشرف الذي يكون بجواره ولكنه أكد أن المشكلة تكون خارج الملعب عندما يقوم البعض باستعمال “الفوفوزيلا” في الشارع أو الأماكن العامة. وقال فرانسوا إنه في السابق كان المكفوفون يحضرون للملعب ويستمعون إلى التعليق الذي يكون عبر الراديو وهو عادة ما يكون متأخراً لبضعة ثوان مما يجعل المعلومة تصل متأخرة وبعد وقوعها على أرض الملعب، وأضاف أنه في السابق كان يقوم بعض الأشخاص باصطحابهم إلى الملاعب ويقومون بإخبارهم بالحاصل في المباريات وهو ما كان يشكل عبئاً عليهم، حيث إنهم يريدون الاستمتاع بالمباريات كما أنهم في بعض الأحيان يقفزون ويصرخون دون أن يعرف المكفوف الحاصل، مؤكداً أنه مع المشروع الجديد أصبح المكفوف على علم بكل شيء يحدث في أرض الملعب ويكون قادراً على التحكم الكامل بنفسه معتبراً أن الأمر يحمل له شخصياً الكثير من المتعة.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©