ماكين وأوباما يتحدان في إحياء ذكرى ضحايا 11 سبتمبر

أعلن المرشحان لانتخابات الرئاسة الأميركية الجمهوري جون ماكين والديمقراطي باراك أوباما في بيان مشترك نادر أصدراه في واشنطن مساء أمس الأول أنهما يعتزمان الظهور معاً على موقع برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك مساء الخميس المقبل للمشاركة في إحياء الذكرى السنوية السابعة لضحايا هجمات 11 سبتمبر عام 2001 نيويورك وواشنطن· وقال المرشحان: ''اجتمعنا كلنا في 11 سبتمبر، لا كديمقراطيين أو جمهوريين، بل كأميركيين في الأروقة المملوءة بالدخان وعلى أدراج مبنى الكابيتول (مبنى الكونجرس)، في بنوك الدم، أو في أمسيات الصلاة على ضوء الشموع، فكنا موحدين كعائلة أميركية واحدة''· وأضافا ''في ذكرى سبتمبر يوم الخميس، سننحي السياسة جانباً وسنجتمع معاً لنجدد هذه الوحدة، لتكريم ذكرى كل أميركي قتل وللتعبير عن حزننا مع العائلات والأصدقاء الذين فقدوا عزيزاً''· وتابعا ''نشكر أيضاً رجال الإطفاء والشرطة والطوارئ الذين قدموا مثالاً بطولياً لخدمة الغير، وكذلك الرجال والنساء الذين يدافعون اليوم عن الحرية والأمن اللذين استهدفا في نيويورك، في البنتاجون وفي شانكسفيل، بنسلفانيا''· كانا يشيران بذلك إلى أحداث 11 سبتمبر حين اختطف 19 ناشطاً في تنظيم ''القاعدة'' 4 طائرات ركاب أميركية وقاد عدد منهم ثلاثاً منها فصدموا اثنتين ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك وثالثة بمبنى وزارة الدفاع الأميركية ''البنتاجون'' في واشنطن· أما الطائرة الرابعة وبين ركابها 4 خاطفين، فتحطمت في حقل قرب شانكسفيل بولاية بنسلفانيا شرقي الولايات المتحدة· في غضون ذلك تستمر حملة الانتخابات، حيث انتقدت المرشحة الجمهورية لمنصب نائب رئيس الولايات المتحدة، حاكمة ولاية الاسكا سارة بالين للمرة الثانية منافسها الديمقراطي جوزيف بايدن، معتبرة أنه ليس ''عامل تغيير''· وقالت خلال تجمع لأنصارها في كولورادو سبرينجز بولاية كولورادو غربي البلاد ''إن بيدن يستطيع التباهي بأنه شغل كثيراً من المناصب الرفيعة المستوى وأمضى سنوات عديدة في قلب السلطة في واشنطن، لكن حتى أنصاره لا يصفونه بأنه عامل تغيير''· وأضافت ''لقد أطلق ماكين علينا أسم ''فريق المتمردين'' وتحدثت عن طريقتي للحد من التبذير وإجراء إصلاحات في ألاسكا ويريد خلخلة الأمور في واشنطن وهذا فقط سبب إضافي لانتخاب المتمرد في مجلس الشيوخ للبيت الأبيض''· ويواجه بايدن مشكلة مع سارة بالين سواء أثناء الحملة الانتخابية أو في مناظرتهما المرتقبة يوم 2 اكتوبر المقبل، حيث يتعين عليه أن يسير على حبل مشدود بين مهاجمتها وبين السعي إلى كسب أصوات النساء· وقال أحد معاونيه: ''ينبغي أن يكون جو بايدن حريصاً وهو يعلم ذلك·'' أنه تحد خاص لبايدن المحاور المتمرس الخبير في مجال السياسة الخارحية والمعروف على الساحة السياسية الأميركية بأسلوبه الذي يجمع بين السحر والعدوانية· وهو يتحدث برفق عن نظيرته الجمهورية لإدراكه احتمال انه قد يثير رد فعل غاضباً لدى النساء إذا لم يخفف هجومه عند التعامل معها بالين· وسألته امرأة خلال تجمع انتخابي في فرجينيا بيتش بولاية فرجينيا يوم الخميس الماضي إن كان سيتحاور مع بالين كما يفعل مع مرشح رجل، فأجاب ''لا أشن هجوماً شخصياً ولكن سأناقش أراءها'' ويقول اكاديميون انه توجه حكيم· ويذكر وقال المحلل في ''مركز دراسات الكونجرس'' بجامعة نيويورك بول لايت ''لا يمكنه مهاجمتها· ينبغي أن يهاجم ماكين ويجعلها تدافع عنه·'' وقالت الباحثة في شؤون الرئاسة بجامعة جتيسبرج شيرلي إن وورشو ''ينبغي أن يوضح بايدن انه أكثر استعداداً لتولي منصب نائب الرئيس دون ان يبدو كمن يستهين بها''· وهناك ثمة حساسية خاصة لدى الناخبات الأميركيات هذا العام عقب فشل الديقراطية هيلاري كلينتون في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي أمام أوباما لتصبح في حال انتخابها أول امرأة تتولى رئاسة الولايات المتحدة· واعتبر محللون اختيار ماكين المفاجئ لبالين محاولة لجذب مؤيدي هيلاري الغاضبين من أوباما لامتناعه عن ترشيحها معه كنائبة الرئيس·