الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«عنتر» يقود «محاربو الصحراء» إلى المونديال

«عنتر» يقود «محاربو الصحراء» إلى المونديال
19 نوفمبر 2009 01:52
حسم المنتخب الوطني الجزائري بطاقة التأهل لمونديال جنوب أفريقيا لكرة القدم عام 2010، بعد تغلبه على نظيره المصري بهدف دون رد في المباراة الفاصلة التي جرت مساء أمس باستاد نادي المريخ في أم درمان بالسودان، وهي المرة الثالثة التي يصعد فيها المنتخب الجزائري إلى نهائيات كأس العالم، ويعتبر صعود أمس الأغلى والأكثر إثارة على الأقل على صعيد مواجهات المنتخبين، وأصبح محاربو الصحراء الممثل الوحيد للكرة العربية في المونديال المقبل، وأحرز عنتر يحيى الهدف الغالي للمنتخب الجزائري في الدقيقة 40 من الشوط الأول. وهي المرة الثالثة التي تبلغ فيها الجزائر النهائيات بعد عامي 1982 في إسبانيا و1986 في المكسيك، في حين فشلت مصر في ذلك بعد مشاركتين عامي 1934 و1990 كلتاهما في إيطاليا، وبات المنتخب الجزائري ممثل العرب الوحيد في النهائيات بعد فشل عرب آسيا في بلوغ النهائيات، وكان آخرهم المنتخب البحريني بخسارته الملحق الآسيوي-الأوقياني أمام نيوزيلندا، وتونس التي سقطت في الجولة الأخيرة من التصفيات الأفريقية أمام موزمبيق. وأكمل منتخب «ثعالب الصحراء» بالتالي عقد المنتخبات الأفريقية ولحق بنيجيريا وغانا والكاميرون وكوت ديفوار وجنوب أفريقيا الدولة المضيفة. وكان المنتخبان تعادلا نقاطا وأهدافا وبفارق الأهداف أيضا، فلعبا مباراة فاصلة اختار الاتحاد الدولي العاصمة السودانية الخرطوم مسرحاً لها. ندرت الخطورة على المرميين من كلا المنتخبين، إلا من محاولات على فترات متباعدة، ونجح الأخضر الجزائري في أن تكون له الأسبقية في هز شباك الحضري، من تسديدة صاروخية ارتطمت في بطن العارضة إلى داخل الشباك، ولا حت قبلها فرصة للجزائر أبعدها وائل جمعة، في مقابل فرصة للمحمدي أنقذها الحارس الجزائري، وأخرى تسديدة غير متقنة من أبوتريكة، هكذا كان ملخص أحداث الشوط الأول. لعب المنتخب المصري بطريقة هجومية للاستفادة من الشحن المعنوي الإيجابي للفراعنة بعد الفوز في المباراة الأخيرة بهدفين، والوصول للقاء الفاصل في السودان، وفي الدفاع وائل جمعة وعبدالظاهر السقا وهاني سعيد، بينما في الوسط يلعب محمد أبوتريكة وأحمد فتحي وأحمد حسن والمحمدي وسيد معوض وفي الهجوم عمرو زكي وعماد متعب. وسيطر المنتخب المصري على مجريات اللعب معظم فترات الشوط الأول على الرغم من محاولات المنتخب الجزائري فرض الرقابة من وسط الملعب عبر تحركات نذير بالحاج ومراد مغني ورفيق صيفي وبوقرة وعنتر يحيى وحسن يبدا. وحاول المنتخب المصري خلخلة الدفاع المتكتل للفريق الجزائري المتقارب الخطوط عبر تحركات عرضية لأحمد حسن ومحمد أبوتريكة ومن ورائهم عمرو زكي الذي لعب كمهاجم متأخر تاركاً عماد متعب كرأس حربة وحيد، ومالت سيطرة المنتخب المصري على منطقة الوسط ونجح أحمد حسن وأحمد فتحي كمحوري ارتكاز في الحد من خطورة لاعبي الجزائر بصورة كبيرة، وحصل عماد متعب على كرة عرضية سهلة، ولكن الحارس البديل فوزي شاوشي أمسك بالكرة، وبادر المنتخب الجزائري بالهجوم الضغط عبر تقدم لاعبيه لتشكيل الضغط من مختلف أرجاء الملعب وتلقى رفيق صيفي واحدة على حدود المنطقة وحاول التسديد ولكنها خرجت لضربة ركنية. ووضحت مبكراً أخطاء تشكيل المنتخب المصري، الذي اعتمد على عماد متعب العائد من الإصابة كرأس حربة صريح بدون مساندة كافية من الوسط أو من عمرو زكي الذي مال للنزول للوسط للهروب من الرقابة تارة أو لخطف الكرة والتوجه بها لمنقطة العمليات الجزائرية نتيجة غياب دور صانع الألعاب الذي لم يتقنه أبوتريكة في المباراة الثانية على التوالي. وفي الدقيقة 30 يتلقى محمد أبوتريكة تمريرة عرضية من سيد معوض يسددها قوية بعيداً عن المرمى ويفرض المنتخب المصري السيطرة على معظم فترات الشوط الشوط الأول، ولكن بلا خطورة هجومية كافية، ويهاجم من على طرفي الملعب عبر تحركات أحمد المحمدي الذي يتلقى تمريرة سحرية ويسدد قوية ينقذها الحارس شاوشي، ووضح خلال الشوط ابتعاد عماد متعب تماماً عن مستواه، حيث استسلم للرقابة اللصيقة التي فرضت عليه، مما أثر على القدرات الهجومية على المرمى الجزائري. وفي الدقيقة 40، تلقى عنتر يحيى كرة عرضية خلف المدافعين وسدد قوية في شباك الحضري ليتقدم الجزائر بهدف من خطأ دفاعي قاتل للمنتخب المصري، في الهجمة الثانية المنظمة التي قادها الجزائر خلال الشوط، وعاد المنتخب المصري إلى السيطرة الفعلية على الملعب خاصة بعد تقهقر لاعبي الجزائر للدفاع من أجل الخروج بالهدف والعمل على التعزيز خلال الشوط الثاني وتلقى محمد أبوتريكة كرة عرضية نموذجية من محمد المحمدي داخل منطقة الجزاء، ولكنه يلعبها بدون تركيز بعيدا عن الثلاث خشبات، ويعود المنتخب الوطني المصري إلى السيطرة الكاملة على الدقائق الأخيرة ويتلقى سيد معوض تمريرة من احمد حسن على حدود الـ18 من الجانب الأيسر، يحولها قوية إلى عماد متعب الذي يفشل في التصدي للكرة وتضيع فرصة سانحة أمام المنتخب المصري ويرد المنتخب الجزائري بتسديدة الحارس شاوشي، والتي تسقط على حدود منطقة الجزاء المصرية، ولكن يخرج الحضري الذي يغطي أخطاء الدفاع وينقذ الموقف قبل أن يطلق الحكم ايدي ماييه صافرة نهاية الشوط الأول بتقدم المنتخب الجزائري بهدف. بدأ الشوط الثاني بتغييرات وسط الملعب في المنتخب المصري بالدفع بحسني عبدربه ومحمد زيدان بدلاً من أحمد المحمدي وعمرو زكي في محاولة لاستعادة الأداء بفاعلية في وسط المنتخب المصري وتلقى محمد زيدان كرة طولية من محمد أبوتريكة أخطأ مدافعو الجزائر في أبعادها، وسقطت أمام زيدان الذي حاول المراوغة والتسديد من على حدود المنطقة، ولكنه سدد ضعيفة خارج الثلاث خشبات. ولعب حسني عبدربه تمريرة بينية جيدة لمحمد أبوتريكة، ولكنه لعبها بتسرع بالرأس، وأخرج رابح سعدان اللاعب مراد مغني ودفع بفتحي جيلاش المدافع للحد من سيطرة لاعبي المنتخب المصري. وتراجع لاعبو الجزائر للدفاع بكل رجولة عن الهدف الغالي، فيما عاب المنتخب المصري خلال النصف الأول من الشوط الثاني غياب الاختراق من العمق، مما أدى للعب على الأجناب معظم فترات الشوط وقاد الجزائر هجمة مرتدة عبر فتحي جيلاش الذي حول كرة عرضية خطيرة وسط غفلة من مدافعي المنتخب المصري حولها بالرأس المهاجم الجزائري خطيرة، ولكن الحضري أنقذ هدفا محققا للجزائر كان كفيلاً بقتل المباراة لصالح محاربي الصحراء. ورد المنتخب المصري بهجمة عبر تحرك محمد أبوتريكة الذي حول الكرة لمحمد زيدان وبدوره راوغ مدافعين من الجزائر وحولها داخل منطقة الجزاء لعماد متعب الذي سدد بقوة، أنقذها شاوشي الحارس الجزائري البارع بمهارة ليضيع هدف محقق من أخطر فرص المنتخب المصري خلال زمن الشوط الثاني، وأجرى المنتخب المصري تغييرا تكتيكا ًبتراجع أحمد حسن للتصدي للهجوم المرتد للاعبي الجزائر وتقدم هاني سعيد للعب دور الوسط المتحرر للقيام بالزيادة العددية المطلوبة ودفع رابح سعدان بسمير زاوي بديلاً لعنتر يحيى لتحقيق السيطرة المطلوبة على منتصف الملعب. ودفع المنتخب المصري بأحمد عيد بديلاً لعبد الظاهر السقا، ولعب الفراعنة بطريقة 3-4-3 عبر تقدم رباعي الوسط للهجوم وتشكيل الضغط على دفاع الجزائر، الذي مال للاعتماد على الهجمات المرتدة والتي تصدي لها عبدربه وجمعة، ولكنها كانت منظمة وشكلت خطورة على مرمى الحضري، وكان من الممكن أن تسفر عن أهداف، خاصة في ظل حالة الاندفاع للاعبي مصر سعياً إلى معادلة النتيجة. وحاول رفيق حليش القيام بهجمة مرتدة، ولكن تدخل وائل جمعة ليعرقله من وسط الملعب، ويحتسب الحكم ايدي ماييه ضربة حرة للجزائر، ويهدأ “ريتم” المباراة وسط استمرار منتخب الجزائر للعب بصورة دفاعية، مما أدى إلى توتر لاعبي المنتخب المصري بصورة كبيرة، حيث افتقدت التمريرات الدقة المطلوبة نتيجة التسرع وغياب التركيز، وهو ما استفاد منه لاعبو منتخب الجزائر، حيث حاول لاعبوه استهلاك الوقت عبر تناقل الكرة من قدم إلى قدم ومنع لاعبي المنتخب المصري من الحصول على الثقة المطلوبة لإدراك التعادل، واستمر المنتخب المصري في اللعب على الكرات العالية وغابت اللمحة الفنية الجمالية عبر فشل لاعبيه في آخر الشوط من اختراق الدفاع المستبسل للاعبي الجزائر، الذين تمسكوا بالهدف بقوة شديدة، وخرج رفيق صيفي ودفع سعدان بلاعب مدافع لإحكام السيطرة على منطقة الدفاع وسد أي ثغرات أمام لاعبي المنتخب الجزائري. واخترق محمد زيدان في الدقيقة 40 دفاع الجزائر، ولكن الهجمة لم تكتمل، وسيطر التوتر على لاعبي المنتخب المصري، مما أدى إلى ضياع الفرص الواحدة تلو الأخرى رغم الأداء التكتيكي الجيد لأبناء شحاته، ولكن على مستوى وسط الملعب فقط بعدما غابت الخطورة الحقيقية على خط الهجوم وفشل اللاعبين في استغلال أي فرصة سهلة لاحت حتى الدقيقة 44 لتنتهي المباراة بفوز الجزائر وحصولها على بطاقة التأهل لمونديال العالم 2010 بجنوب أفريقيا. التوتر يخيم على الأجواء قبل المباراة الدوحة والخرطوم (وكالات) - خيم التوتر الشديد على العاصمة السودانية قبل المباراة، فيما فرضت السلطات إجراءات أمنية مشددة لتجنب أي أعمال عنف بين مشجعي البلدين، واجتاح آلاف المشجعين المصريين والجزائريين شوارع الخرطوم المدينة التي يقطنها خمسة ملايين نسمة عند ملتقى النيلين الأبيض والأزرق والتي لم تعتد هذا النوع من اللقاءات الدولية لكرة القدم، وكان المشجعون الجزائريون يجوبون بسياراتهم أمام المطاعم التي تجمع بها المصريون، حيث كانوا يرقصون ويغنون ويرددون هتافات لتشجيع فريقهم. وعززت السلطات السودانية الإجراءات الأمنية ونشرت 15 ألف رجل شرطة وضعوا على أهبة الاستعداد للتدخل قبل أو أثناء أو بعد المباراة في حال وقوع مشاجرات بين المشجعين الذين قال العديدون منهم إنهم على استعداد للعراك بعد ما حدث في البلدين خلال الأيام الأخيرة. وقررت ولاية الخرطوم إغلاق المدارس أمس وإنهاء يوم العمل في الساعة 13,00 من أجل الحد من حركة المرور في الوقت الذي يتوجه فيه المشجعون إلى الاستاد. وطلبت عدة سفارات من رعاياها وموظفيها عدم مغادرة منازلهم بعد العودة من العمل خوفاً من وقوع أعمال شغب. وتخصص مقاعد لمتفرجي البلدين عند طرفين متقابلين في الاستاد ويغادرون الاستاد ومدينة أم درمان من طريقين مختلفين حددتهما السلطات في محاولة لتجنب أي احتكاكات. وقال رئيس اللجنة الطبية المسؤول عن المباراة حسن عبدالعزيز للصحفيين إن «فريقاً طبياً من 400 شخص تواجد في الاستاد إضافة إلى 120 سيارة إسعاف». وبادرت وزارة الشباب والرياضة في الجزائر إلى اقتناء 15 ألف علم ليجرى إرسالها إلى العاصمة السودانية الخرطوم وتوزيعها على المشجعين لمؤازرة المنتخب الجزائري، وقالت زينة عزوق، مسؤولة الاتصال إن وزارة الشباب والرياضة تكفلت بمنح كل مشجع يسافر إلى الخرطوم علما وحقيبة «تحوي مياه ومؤونة غير قابلة للتلف» فضلاً عن توفير لجان مختصة على مستوى مطار «هواري بومدين» الدولي بالعاصمة الجزائر للتكفل بالمشجعين من كل النواحي. واتهم رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم طالب محمد روراوة نظيره المصري بالوقوف وراء أعمال العنف التي رافقت مباراة التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 التي جرت في القاهرة السبت الماضي بين منتخبي البلدين. وقال روراوة في تصريح لمجموعة صغيرة من الصحفيين في الخرطوم إن رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر «وراء كل الأحداث التي وقعت خصوصاً الاعتداء الوحشي الذي الحق بنا إصابات (ثلاثة لاعبين) وصدم لاعبينا وجعلهم في حالة صعبة جداً». وكان الفريق الجزائري تعرض للرشق بالحجارة بينما كان في الحافلة التي أقلته مساء الخميس من مطار القاهرة التي وصلها استعداداً للمباراة التي جرت السبت وانتهت بفوز مصر بهدفين مقابل لا شيء ما أدى إلى تحديد مباراة فاصلة في الخرطوم. وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير استقبل الثلاثاء أعضاء اتحادي كرة القدم المصري والجزائري. كما استقبل مسؤولين من البلدين عشية المباراة الفاصلة.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©