الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عرض رواية مخطوطة لنجيب محفوظ للبيع إلكترونياً

عرض رواية مخطوطة لنجيب محفوظ للبيع إلكترونياً
8 سبتمبر 2008 01:15
رغم عشرات الكتب والدراسات الأكاديمية التي تناولت أعمال الروائي المصري الراحل والحاصل على جائزة نوبل نجيب محفوظ (1911 - 2006) وحياته، فإن حرصه على إخفاء محاولاته الإبداعية الأولى لم يفلح تماما في منع وصول مخطوطة رواية ''مجهولة'' له، كتبها في السادسة عشرة من عمره، إلى موقع إلكتروني يعرضها حاليا للبيع· لكن محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب هدد باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمنع بيع الرواية التي حدد لها الموقع الإلكتروني ثمنا مبدئيا قدره خمسة آلاف جنيه استرليني (48 ألف جنيه مصري) ويقول إن محفوظ كتبها في سن السادسة عشرة· وأشار الموقع إلى أن المزاد ينتهي يوم 31 ديسمبر المقبل· ويعرض موقع إكسكلوسيف بيدينج دوت كوم على الإنترنت الرواية المكتوبة على صفحات كراسة مدرسية وتبدو بياناتها مكتوبة على الغلاف بخط اليد كالتالي: مؤلفات محفوظ (1) أما عنوان الرواية فكتب بخط كبير ''الأحدب أو هارماكيس'' وتحته بخط أصغر تاريخ الكتابة ·1927 ويقول الكاتب المصري المقيم في بريطانيا منير مطاوع الذي لفت الانتباه إلى هذا الأمر، إن الرواية المجهولة ''عبارة عن مذكرة تشمل حياة هارماكيس'' خادم إيزيس الإلهة المرموقة في العقيدة المصرية القديمة· ورجح مطاوع أن تكون الرواية: أول محاولات صاحب نوبل في الإبداع الروائي وتعتمد على التاريخ والأساطير المصرية القديمة· والمخطوطة التي يزيد عمرها على 80 عاما تحتاج إلى دراسة فاحصة من النقاد والباحثين، إذ قد يترتب عليها إعادة النظر في تاريخ وإبداع محفوظ· وحسب المعلومات التي يوفرها الموقع عن المخطوطة، فهي مكتوبة على وجهي أوراق الكراسة بخط اليد بقلم رصاص وأجزاء منها مكتوبة بالقلم الكوبيا· ويقول محفوظ في مقدمتها التي تحتوي على بعض الأخطاء النحوية: ها هو هارماكيس يصور لكم بقلمه شكل من أشكال مصر قديما ويعترف بجرائمه التي أدت به إلى أسفل مكان يمكن الوصول إليه ويذكر الأسباب التي أدت لإجرامه· ترجمت تلك المذكرة من الكتابة الهيلوغرافية (كذا) إلى العربية بواسطة عالم عظيم ونقلتها في صفحات روائية لما وجدت فيها من العظات البينات· وتضم الرواية سبعة فصول ويسجل في الصفحة قبل الأخيرة كلمتي ''انتهت الرواية''، في حين كتب في الصفحة الأخيرة ''تظهر قريبا رواية ''فيرونيكا'' أو ''هدية التمثيل''· تأليف نجيب محفوظ'' لكنه محا'' ''أو هدية التمثيل'' بشكل غير كامل· ولم ينكر سلماوي -الذي أنابه محفوظ عنه في تسلم جائزة نوبل عام 1988- أن تكون هذه الرواية لمحفوظ مرجحا أن تظهر أعمال أخرى مجهولة لمحفوظ الذي كتب (في شبابه) قصصا كثيرة جدا ولم يرض عن بعضها بما في ذلك ما نشر بالمجلات· ويقول سلماوي: عندي تخطيطات لروايات (لمحفوظ) وأول قصة كتبها ونشرت في مجلة المدرسة· كانت مجرد إرهاصات· وأضاف إنه سيتخذ ''على الفور'' الإجراءات القانونية لمنع هذا البيع الذي ''يقع تحت طائلة القانون· هذه الرواية (يجب أن) تعامل معاملة اللوحة المسروقة''، مشددا على أن الورثة وحدهم هم أصحاب الشأن، فيما ينشر وما لا ينشر من آثار الكاتب لمدة 50 عاما وبعدها تصبح أعماله تراثا إنسانيا· وتجاهل محفوظ (1911-2006) مقالاته التي كتبها في الثلاثينات وكثيرا من قصصه القصيرة المنشورة وغير المنشورة، مستغنيا عنها برصيد إبداعي يضم حوالي 50 رواية ومجموعة قصصية ومسرحية قصيرة· ولا تخلو بعض أعمال محفوظ من غموض إذ لم يكن يكتب تاريخ الانتهاء من أعماله باستثناء رواية (الكرنك) نهاية عام 1971 وفيها مراجعة صريحة لعهد الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر· ولعله كان يهدف بإثبات تاريخ الكتابة إبراء الذمة ونفي تهمة الانضمام إلى كثيرين كانوا مؤيدين لعبدالناصر ثم انتقدوا سياساته في عهد خلفه أنور السادات· وهناك لبس وغموض يحيط بالمجموعة القصصية الأولى لمحفوظ ''همس الجنون'' لكن نقادا مصريين منهم الراحل علي الراعي تمكنوا من إثبات أنها نشرت لأول مرة في الأربعينيات، حيث تتناول بعض قصصها آثار الحرب العالمية الثانية، ورغم هذا يصر ناشراه القديم ''مكتبة مصر'' والجديد ''دار الشروق'' على أنها نشرت عام 1938 والتاريخ الأخير هو المثبت على قائمة أعماله· وفسر البعض سلوك محفوظ بعدم اقتناعه ببعض ما نشره في بداياته، ولذا نسب قصص ''همس الجنون'' حين صدرت في كتاب إلى تاريخ مبكر بأثر رجعي· وأتاحت دار الشروق كتاباته الأولى ''النادرة'' في القصة والفلسفة وغيرها للقراءة فقط في موقع إلكتروني خاص به قائلة إن نشرها لا يتنافى مع رغبة محفوظ القديمة في عدم نشرها في كتاب ورقي وفي الوقت نفسه لا يحرم الباحثين أن يطلعوا عليها ويدرسوها· ويمكن اعتبار بعض قصصه المبكرة غير المنشورة مثل ''عفو الملك أسر كاف'' و ''عودة سنوهي'' إرهاصات لرواياته الثلاث ''عبث الأقدار'' 1939 و''رادوبيس'' 1943 و''كفاح طيبة'' 1944 التي تناولت جانبا من الحضارة المصرية القديمة·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©