الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية··· مجاعة على الأبواب

كوريا الشمالية··· مجاعة على الأبواب
8 سبتمبر 2008 01:19
حذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن كوريا الشمالية تحتاج إلى مواد إغاثية عاجلة بقيمة نصف مليار دولار، حتى تتمكن من تفادي كارثة مجاعة ظلت تطرق أبوابها بإلحاح منذ فترة؛ وبسبب النقص الحاد في المواد الغذائية هناك، لجأت أعداد أكبر من العائلات الكورية الشمالية، لجمع ما تجود به الطبيعة من لقمة عيش برية أو بحرية لسد رمقها، وهو ما يدق ناقوس الخطر ويعجل بالمجتمع الدولي لتقديم منح مالية طارئة لبرنامج الأمم المتحدة للغذاء، على حد تصريح ''توني بانبري'' -المدير الإقليمي للبرنامج-، وأضاف ''بانبري'' -الذي أنهى لتوه زيارة إلى كوريا الشمالية- قوله: ''إنها ليست مجاعة بعد، وسوف نبذل كل ما نستطيع من أجل منع تطور الوضع الحالي إلى مجاعة''· وعزا المسؤول الأممي نسبة 20 في المائة من نقص الغذاء الحالي في كوريا الشمالية، إلى عدة عوامل بما فيها الفيضانات التي حدثت هناك خلال العام الحالي، والنقص الحاد في المساعدات الغذائية الصينية لجارتها الكورية ؟بسبب القيود المفروضة على تصدير القمح-، إضافة إلى وقف كوريا الجنوبية شحناتها من الأغذية والأسمدة لشقهـــا الشمالي هذا العام؛ ويعود هذا الإجراء إلى تعهد الرئيس الكوري الجنوبي الجديد ''لي مايونج باك'' باتخاذ سياسات صارمة ضد جارته الشمالية؛ وتوصل تقييم للوضـــع الغذائي في كوريا الشمالية -أجراه برنامج الأمم المتحدة للغذاء مؤخراً- إلى أن ما يزيد على نصف العائلات هناك تتناول وجبتين فحسب يومياً، وأن أسعار الحبوب ارتفعت بنسبة 300 في المائة خــلال العــام الماضي· أما العائلات التي يحق لها تلقي المساعدات الغذائية من الدولة، فانخفضت حصتها اليومية من 500 جرام إلى 150 جراماً فحسب، على حد قول السيد ''بانبري''؛ بل إن فئة قليلة جداً من المواطنين تتناول اللحوم كامتياز استثنائي في المناسبات الكبرى مثل العطلات الوطنية، التي تسخو فيها الحكومة بتوزيع قطع اللحم على الفئات المحظية من المواطنين؛ ويصنف التقرير الصادر عن البرنامج المذكور الجزء الغالب من البلاد على أنه ''يعاني من أزمة غذائية معيشية حــادة''؛ ورد ذلـــك على لســـان ''جــان بيير دي مارجيري'' -ممثل الأمم المتحدة في العاصمة بيونج يانج-، مضيفا قوله: ''إن المناطق النائية الفقيرة من كوريا الشمالية تواجه وضعاً إنسانياً طارئاً''· هذا وتشير التقديرات إلى وفاة ما يزيد على المليون نسمة من الكوريين الشماليين تحت تأثير الجوع في منتصف عقد التسعينيات في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي، الذي كان يعد السند الرئيسي التقليدي لـ''بيونج يانج''؛ وفي ذلك الوقت، أبدت حكومة كوريا الشمالية قدراً كبيراً من التعنت في رفضها السماح للمجتمع الدولي بتقديم مساعدات إنسانية غوثية تخفف من غلواء أزمة الجوع بين مواطنيها· إلا أن اتفاقاً جديداً أبرم بين برنامج الأمم المتحدة للغذاء العالمي وحكومة ''بيونج يانج''، من شأنه فتح أبواب المساعدات الإنسانية على مصراعيها، فضلاً عن توفير أفضل بيئة عمل إنساني ممكنة، كما يقول السيد ''بانبري''؛ وبالنتيجة تمكن البرنامج من نشر أكبر عدد ممكن من موظفي وعمال الإغاثة الدوليين في شتى أنحاء البلاد، خلافاً لأي فترة سابقة من تاريخ هذه الدولة الاشتراكية؛ وتعد هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها برنامج الغذاء العالمي موظفين يتحدثون اللغة الكورية المحلية، فضلاً عن نشر عدد من مراقبي الإغاثة الكوريين خارج العاصمة ''بيونج يانج''؛ بل إن العاصمة نفسها شرعت في قبول مساعدات إنسانية من دول طالما اعتبرتها دائماً عدوة لها، مثل الولايات المتحدة الأميركية التي نقلت 110 آلاف طن من المواد الغذائية إلى كوريا الشمالية خلال الشهرين الماضيين؛ لكن وعلى رغم هذا الانفتاح رفضت ''بيونج يانج'' عرض المساعدات الإنسانية الذي قدمته لها جارتها الجنوبية· وفي المقابل، فليس من مؤشرات داخلية محلية تطمئن على نجاح سياسة ''الاعتماد على الذات'' التي تتشبث بها ''بيونج'' فيما يتصل بتحسين مستوى الإنتاج الزراعي، بما يمكّن البلاد من توفير كميات أكبر من المواد الغذائية المحلية للمواطنين؛ تعليقاً على هذا، عبّر السيد ''بانبري'' عن صدمته إزاء تخلف وسائل إنتاج الذرة الشامية في الحقول المحلية، وضعف المحصول بالنتيجة؛ وقال إن هذه السمات تعد جزءاً من الركود الاقتصادي الذي تعانيه كوريا الشمالية؛ واستطرد ''بانبري'' قائلاً: حين ترى الأشياء على حقيقتها مثلما هي عليه في الماضي والآن، فسرعان ما تدرك أن كل شيء يمضي في الاتجاه الخطأ''؛ يذكر أن هذه التصريحات صدرت إثر الزيارة السابعة التي قام بها ''بانبري'' إلى كوريا الشمالية· هذا ويقدر للبرنامج الغذائي المخصص من قبل الأمم المتحدة لهذه الدولة، أن يقدم مساعداته الغوثية الطارئة لما يصل إلى نحو 6,3 مليون نسمة، بتكلفة تقدر بحوالي 503 ملايين دولار خلال الخمسة عشر شهراً المقبلة، مع ملاحظة أنه سوف يكون البرنامج الغوثي الأكبر من نوعه عالمياً من حيث عدد المتضررين المستفيدين منه؛ وفي الوقت الراهن هناك حاجة ماسة إلى 60 مليون دولار حتى يصبح ممكناً تمويل البرنامج حتى نهاية العام الحالي· بيتر فورد- بكين ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©