الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«برازيليو اليابان» يعودون إلى وطنهم الأم بحثاً عن فرصة أفضل

«برازيليو اليابان» يعودون إلى وطنهم الأم بحثاً عن فرصة أفضل
16 ابريل 2012
تويوهاشي (اليابان) (أ ف ب) - فيما مضى، كان ياماتو هيراي الياباني البرازيلي يجتهد حتى يجد لنفسه مكانا في فريق كرة القدم، أما اليوم فيشهد نقصا في اللاعبين من أمثاله.. فعدد كبير من البرازيليين الذين كانوا قد هاجروا إلى اليابان، عادوا إلى وطنهم الأم بحثاً عن فرصة ما. كرة القدم ونسختها المغايرة كرة القدم الخماسية التي تمارس داخل الصالات والتي تعرف بـ “فوتسال”، سهلتا اندماج البرازيليين في اليابان. وهؤلاء يتحدرون غالبا من أصول يابانية. فأسلافهم كانوا قد توجهوا بداية القرن العشرين إلى البرازيل بحثا عن فرص عمل. لكن في مدن صناعية يابانية مثل تويوهاشي، تتراجع هذه الرياضة بما أن المهاجرين البرازيليين من أمثال هيراي الذي كان قد وصل إلى اليابان في بداية التسعينات لأسباب اقتصادية، يعودون إلى وطنهم الأم حاليا. مساء كل يوم أربعاء، يصطحب هيراي ابنه البالغ من العمر 14 عاما إلى ملعب كرة القدم الخماسية في تويوهاشي كي يتدرب تحضيرا للمباريات التي تقام في عطل نهاية الأسبوع. ويلفت هيراي (48 عاما) وهو مدرب الفريق، إلى أنه “في بعض أيام الأربعاء لا يكون عدد اللاعبين كافيا أو قد يحضر فقط 10 لاعبين، وهو العدد الأدنى الذي يمكننا من اللعب”. ويتذكر السنوات الماضية حيث كان ثلاثون لاعبا على أقل تقدير يحتشدون في الملعب وحوله. يضيف “أما اليوم فقد بلغنا هذه المرحلة إذ ان عدد البرازيليين القاطنين هنا قد تراجع كثيرا”. منذ عام 2008، انخفض عدد السكان المحليين من أصول برازيلية بنسبة 50%، ليسجل حاليا 7 آلاف ياباني برازيلي. تعود الروابط بين البلدين إلى عام 1908، عندما انطلقت السفينة الأولى التي تحمل على متنها مهاجرين يابانيين، باتجاه البرازيل. في ذلك الزمن، كان هذا البلد في أميركا الجنوبية قد ألغى العبودية وكان يبحث خارج حدوده عن متطوعين للعمل في المزارع، خصوصا مزارع البن. بالتالي، أمنت اليابان التي لم تكن قد خبرت بعد النمو المتسارع الذي شهدته في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، يدا عاملة قليلة الكلفة كانت مستعدة للقيام بتضحيات كثيرة. فاستقر المهاجرون هناك وتمكنوا من تشكيل أكبر جماعة من أصول يابانية في الخارج. وفي بداية العقد الأول من القرن الحالي، كان نحو مليون ونصف مليون من سكان البرازيل يعتبرون أنفسهم متحدرين من أصول يابانية. بعد الحرب العالمية الثانية، حفز النمو الاقتصادي الذي شهدته اليابان عشرات آلاف البرازيليين من أصول يابانية للتوجه إلى الأرخبيل ومحاولة إيجاد فرصة لهم هناك. وقد أدى الأمر إلى نشوء مجموعات تتكلم البرتغالية في المناطق الصناعية. ويوضح تويوهيتو تانابيه مدير رابطة البرازيليين في تويوهاشي أن “الأجور في اليابان كانت مرتفعة جداً مقارنة بمستوى الحياة في البرازيل، قبل 20 عاما”. يضيف “وكان عدد كبير من البرازيليين يحضرون إلى هنا حتى يدخروا المال ليتمكنوا من شراء منازل لهم في البرازيل. وكان الأطباء قادرين على إنشاء عياداتهم الخاصة بعد سنوات ممارسة عدة”. يتابع “كانوا يقصدون اليابان، حالمين”. ارتفع عدد سكان اليابان بشكل كبير بعد عام 1989، عندما سهلت الحكومة اليابانية استقرار المتحدرين من أصول يابانية والذين كانوا قد توجهوا إلى البرازيل في الماضي بحثا عن فرصة ما. في عام 2008، أحصي أكثر من 300 ألف مهاجر برازيلي في اليابان، عندما ضربت الأزمة البلاد ودفعت بالشركات الصناعية إلى خفض أعداد العاملين. فخسر عدد كبير من البرازيليين الذين كانوا قد وظفوا وفق عقود عمل أبرمت لفترة زمنية محددة، الأمر الذي دفع باتجاه هجرة هؤلاء من جديد نحو البرازيل. وقد أسهمت السلطات اليابانية بتعزيز تلك الحركة، إذ قدمت بطاقات عودة للمهاجرين الذي خسروا وظائفهم فجأة. في نهاية عام 2011، لم يكن عدد البرازيليين يتجاوز 210 آلاف شخص في اليابان، على الرغم من أنهم ما زالوا يشكلون الجالية الأجنبية الثالثة من حيث العدد في الأرخبيل، بعد الصينيين والكوريين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©