الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الهلال» الإماراتية.. شمس لا تغيب

«الهلال» الإماراتية.. شمس لا تغيب
22 يونيو 2017 00:23
العمل الخيري والإنساني هو خير دعاء نتوجه به إلى الله، ولكن البعض في أيامنا هذه يكتفون بالدعاء وينسون المساهمة الفاعلة في عمل، فالعمل هو خير دعاء وهو خير ألف ألف مرة من دعاء من غير فعل أو عمل، في انتظار معجزة في زمن عزَّت فيه المعجزات. «الهلال الأحمر» وكل النشاط الخيري والإنساني الإماراتي، هو نشاط مؤسسي يقوم على فكر ومنهج راسخ، ولا يتأثر بتغير الظروف المحيطة سياسياً أو اقتصادياً أو أمنياً، سواءً في الجوار أو الإقليم أو حتى في العالم، بل على العكس يزداد حجماً وقوة، وأينما كانت الحاجة يسارع إلى تلبية النداء تطوعاً ومن دون استدعاء. البعض اختار مقاعد المتفرجين، مكتفين بالدعاء حين يتذكرون، أو حين تكون هناك فسحة من وقت ربما وسط هذا الزخم والكم الهائل من المسلسلات والتي ربما تأخذ الكثير من وقت العبادة والدعاء، ولكن شعب الإمارات اختار الاقتحام من خلال المساعدات التي يقدمها رجال عيونهم على الطريق، عسى أن يأتي المزيد من الناجين هرباً من الموت والهلاك. «شَرَّقت أم غَرَّبَتْ عزيمتهم لا تتأثر ولا تلين»، يتطلعون نحو الأفق، حيث وهج الصواريخ والقنابل والراجمات، تنهال كالمطر فوق بيوت ورؤوس الأبرياء في مدينة «الموصل الحدباء»، يتطلعون بعيون مفتوحة، ليرصدوا هل من قادمين جدد فارين يلوذون إليهم طلباً للنجاة وحيث الأمان، حيث مخيمات «الهلال الأحمر» الإماراتية المنتشرة والمعبأة لاستقبالهم في كل مكان. أكانت السماء صافية أم ملبدة بالغيوم، أكانت حَراً أم قَرَّاً، ماطرة كانت أم صحواً، تحت شمس حارقة صيفاً أم متدثرة بالغيوم شتاءً، أو أي فصل من الفصول، فالعزيمة هي هي قوية لا تتغير وبكل تصميم وتزيد. مهما كانت الأجواء السياسية مضطربة إقليمياً أو دولياً وسماؤها ملبدة بالغيوم، يبقى الوضع قائماً ويسير بانتظام كقطار يمشي على سكة مرسومة وقضبان، فالعمل الإنساني مبدأ راسخ في عقيدة الإماراتيين. هذا هو حال «الهلال الأحمر» الإماراتية عطاء دائم لا يتأثر بالأهواء أو الأنواء، ولا بالسياسة ولا بالاقتصاد، فهو كيان مستقل هدفه واضح ومرسوم، رجال عاهدوا أنفسهم على العطاء وشعب كريم مِعطاء. رأيتهم وآلاف اللاجئين وقرأت في عيونهم آيات الشكر والفخر والعرفان، يعملون كخلية نحل يتفقدون مخيمات اللاجئين.. شباب ورجال شمّروا عن سواعدهم لأجل مساعدة بني الإنسان بكل عزيمة وإرادة وتصميم، وبكل حب وحنو وحنان. عمل تطوعي نذروا أنفسهم له، وفيه وجدوها، وترجموها كريمة أقوال وعمل دؤوب وأفعال. أيدٍ تمسح الآلام وتطيّب الخواطر وتُطبِّب الجراح، وترعى الثكالى والأيامى والأرامل والشيوخ والأيتام، وكل النازحين من دون تفريق أو تمييز. يقدمون الأمان والاطمئنان قبل الماء والكساء والمأوى والطعام، يستقبلون أفواجاً تترى من بعدها أفواج، بعيون كلها أمل أن ينقذوا المزيد، ويحتضنوا كل خائف وشارد من الموت شريد، ويهدِّئوا روع كل مروَّع، وكل مريض وجريح أو ضعيف إلى الرعاية محتاج، حتى أنهم أنشأوا وحدة صحية ميدانية لمرضى التوحد، للأطفال الذين روِّعوا نتيجة مشاهدتهم وعيشهم لحظات الموت والخوف ودوي القنابل والدمار، وفقدوا النطق نتيجة كل هذه الصدمات، وهي أول تجربة من نوعها تُسابق إلى تقديمها الإمارات وتخطر ببال منظمة أو إنسان. شباب إماراتي متطوع مِعطاء ومستعد لكل التضحيات، يقدمون خدماتهم الإنسانية ويتحدَّون كل الصعاب، وعيونهم ترقب المزيد والمزيد من النازحين هرباً من مدن الخطر والموت نحو الحياة وحيث الأمان، فطوبى لكم.. بلدٌ معطاءٌ وشعبٌ أصيلٌ كريم.. وشكراً. مؤيد رشيد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©