الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زايد الإنسان

22 يونيو 2017 00:24
في 19 رمضان، حلت الذكرى الثالثة عشرة لرحيل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. أصبح هذا اليوم عيداً للعمل الإنساني يتسابق فيه الجميع بمبادرات الخير والعطاء والإحسان في عام الخير. في كل عام زايد حاضر في الوجدان، ساكن في القلوب، متصدر حديث الذاكرة، تمتلئ لشوقه المدامع، تنشرح لسيرته الصدور وتنفرج لأثره الدروب. تستمد فلسفة زايد الإنسانية ثوابتها من القيم الإسلامية والإنسانية والحضارية والتراثية لأجداده وبيئته؛ لقد تجاوز بحسه الإنساني الأصيل الحدود فأسر القلوب في مسيرة عطاء لن تنتهي. إن البعد الإنساني هو الذي كان يحرك زايد ويعيش ويحكم ويبني ويدير ويفاوض ويتفق ويختلف بنبضه. لقد كان رحمه الله القائد الإنسان، والحاكم الإنسان، والسياسي الإنسان، والحكيم الإنسان. إنه نموذج إنساني في كل ما قام به داخلياً وخارجياً. يقول الشيخ زايد: «اهتمامنا بالإنسان ضروري، لأنه محور كل تقدم حقيقي مستمر، مهما أقمنا من مبان ومنشآت ومدارس ومستشفيات، ومهما مددنا من جسور وأقمنا من زينات»، بهذه الرؤية انطلق زايد بدولة الاتحاد في رحلة مكوكية في البناء والإعمار والتعليم والتطوير والتغيير، يؤمن الخائف ويروي العطشان ويغذي العقول ويمد الجسور ويتحالف مع أمم الأرض لخير الإنسان في كل مكان. لقد تجاوز زايد كل مقاييس ومؤشرات التنمية والتطوير واستطاع في 3 عقود أن يقفز بالدولة من إمارات الساحل المتصالحة إلى دولة الاتحاد، فأسفرت جهوده خلال (33) عاماً عن نتائج باهرة في كل المجالات، وامتد أثره ليعم بقاع المعمورة. فهو زايد الخير، وزايد العطاء، وزايد البيئة، وزايد الحكمة، وزايد الإنسان، إنه زايد الأمة، الذي ربى جيلاً من القادة الاستثنائيين يسيرون على نهجه بنفس العهد والوعد نحو درب سعادة الإنسان أينما كان. سيظل زايد من القادة والشخصيات التي قلما يجود بها الزمن، سيظل القدوة والملهم لكل الأجيال المتعاقبة تردد اسمه ولم ترَه: «أبونا زايد». لن ننسى رجلاً كان إنساناً مع البشر والشجر والحجر. طيب الله ثراه وجزاه عن الأمة خير الجزاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©