السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللاجئون السوريون.. ومعاناة الشتاء الرابع

11 يناير 2015 22:46
بالنسبة لعشرات الآلاف من اللاجئين السوريين، تبهت معاناة العيش في خيام اليوم -في ما يبدو على نحو متزايد أنه فصل شتاء قارس على نحو غير عادي- إذا ما قورنت مع التهديد المتمثل في هدم الثلوج الثقيلة لتلك الخيام. فالرياح العاتية، والثلوج الكثيفة، والأمطار الباردة، تعرقل اليوم الحياة العادية وتزيد المعاناة عبر منطقة واسعة تمتد من تركيا إلى الأردن وفلسطين. ولكن بالنسبة لثلث سكان سوريا الذين يبلغ عددهم 23 مليون نسمة، وقد أُرغموا على النزوح بسبب الحرب الأهلية التي تمزق بلدهم، يمثل الشتاء تحدياً أكبر بكثير. بل إن البرد القارس أدى لوفيات عدد صغير ولكن بشكل متزايد من الأطفال واللاجئين الآخرين، حيث أفادت تقارير إخبارية لبنانية بأن طفلين رضيعين على الأقل ماتا بسبب البرد في مخيمات للاجئين السوريين في لبنان، هذا في حين علق ثلاثة سوريين هذا الأسبوع -من بينهم طفل- في عاصفة توفوا أثناء محاولتهم الفرار إلى لبنان. والسوريون الذين أجبرتهم الحرب الأهلية على النزوح كانوا قد صمدوا في وجه ثلاثة فصول شتاء سابقة، ولكن الظروف المناخية هذا العام تبدو هي الأسوأ بسبب جملة من الأسباب: ذلك أن هناك عدداً أكبر من اللاجئين، والمساعدات من الوكالات التابعة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى باتت أقل، وهذا الشتاء يبدو أيضاً أنه هو الأكثر قسوة. واليوم، فر أكثر من 3 ملايين سوري إلى البلدان المجاورة حيث يعيشون إما في مخيمات منظمة -المحظوظون منهم- أو في ملاجئ مزرية صنعت من الخشب والبلاستيك وصفائح القصدير. وعلى سبيل المثال، ففي لبنان المجاور يعيش نحو مليون سوري، وهو ما يشكّل قرابة ربع سكان ذلك البلد. كما وجدت دراسة صدرت هذا الأسبوع عن المفوضية السامية للاجئين، التابعة للأمم المتحدة، أن السوريين تجاوزوا الأفغان باعتبارهم أكبر مجموعة من اللاجئين تقوم المفوضية بمساعدتهم. غير أن الوكالات الإغاثية مثل المفوضية السامية للاجئين تواجه تحدياً كبيراً بسبب ارتفاع كبير في أعداد من هم في حاجة للمساعدة، وفي مقدمتهم ضحايا الأزمة السورية. وفي هذا السياق، أعلن برنامج الغذاء العالمي الشهر الماضي عن عدم وفاء بعض البلدان المانحة بوعودها، وكان من نتائج ذلك أن اضطر البرنامج إلى تعليق مساعداته إلى 1?7 مليون لاجئ سوري. وهذا التنبيه أدى إلى التزام أكبر من قبل الجهات المانحة على التبرع وتقديم المساعدات فألغي التعليق، ولكن حصص الطعام تقلصت مع ذلك لتعكس نقص حجم المساعدات، بشكل عام. وعلاوة على ذلك، أرغم نقص التمويل الوكالات الإنسانية الرئيسية على الحد من برامج مساعداتها الشتائية والتركيز على اللاجئين الأكثر ضعفاً وهشاشة مثل الأطفال. وعلى رغم الظروف الإنسانية المزرية التي ما فتئت تزداد سوءاً، إلا أن وكالات مثل المفوضية السامية للاجئين، وبرنامج الغذاء العالمي، وصندوق الأمم المتحدة للأطفال «اليونيسيف» تفيد بإحراز بعض التقدم أيضاً. ففي يوم الأربعاء الماضي، أعلنت «اليونيسيف» وبرنامج الغذاء العالمي أنهما دخلا في شراكة من أجل توفير مساعدات نقدية طارئة بسبب الشتاء لـ41 ألف طفل لاجئ سوري تحت سن الرابعة عشرة في مخيمين عملاقين للاجئين في الأردن. ونظراً للتقارير الإعلامية الواردة من عدة مخيمات، والتي تُظهر أطفالًا في مخيمات كستها الثلوج يرتدون ملابس خفيفة -وبعضهم ما زال يرتدي صنادل صيفية- فإن الهدف من المساعدة المتواضعة المتمثلة في تخصيص نحو 20 دولاراً للطفل الواحد هو السماح للعائلات بأن تقتني لأطفالها معاطف وأحذية للاحتماء من برد الشتاء القارس. هذا في حين ركزت برامج أخرى على مساعدة عائلات اللاجئين على إضافة طبقة أخرى من الحماية (التي تتخذ في بعض الأحيان شكل قطعة قماش أخرى) إلى خيامهم، إلا أن تقارير عديدة أفادت خلال الأيام الأخيرة بسقوط خيام جراء ثقل الثلوج المتراكمة. وهناك مشكلة أخرى مطروحة بالنسبة لعائلات اللاجئين التي تعاني من البرد وتتعلق بتوفير الدفء. ذلك أن العديد من العائلات التي فرت من سوريا مع بعض المال رأت مدخراتها تنفد وتختفي مع حلول فصل الشتاء. ولذلك، فإن بعض العائلات باتت تلجأ اليوم إلى النيران التي يتم إشعالها باستعمال ما تيسر من خشب، وهو ما يطرح مخاطر جديدة أخرى في المخيمات المكتظة باللاجئين. هاورد لافرانشي * صحفي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©