السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسيرة زعيم الفن

22 يونيو 2017 00:25
رغم أنه تخطى الخامسة والسبعين من العمر والتجاعيد رسمت فوق وجهه خطوطها العبثية والزمن حفر كلمته فيها لكنه ما زال متألقاً، فربيعه يأبى الهزيمة فمنذ سنين طوال وهو يقف أمام العدسة حيث بدأ فيها أولى خطواته نحو عالم الشهرة والنجومية إلى يومنا هذا هو أسطورة لا تقل قيمة وقامة عن تشي جيفارا وغاندي ومانديلا ربما من الناحية الفكرية والفلسفية يختلف معهم، فلكل واحد من هؤلاء نهج ومسيرة لكن في نهاية المطاف يلتقي معهم في لوحة المجد الذي رسمتها الحضارة، فالثوار يقفون في صف واحد. إنه الدون واللورد والزعيم عادل إمام الذي أبهر الملايين خلال مسيرته الأسطورية في عالم الفن، فأعماله حصدت العشق والهوى والغرام، فبداياته كانت في الستينيات حيث جسد عدة شخصيات مسرحية لكن شهرته ونجوميته انطلقت في السبعينيات حينما جرد المسرح من ثياب الخمول والجمود برائعته مدرسة المشاغبين وانطلق بعيداً بسرب الكوميديا والقهر نحو أفق مفاهيم جديدة في عالم البث الحي والمباشر للكلمة والصورة، فالمسرح هو الحقيقة التي تجسد الواقع، فعندما تفتح الستارة ينتهي الوهم والخيال ويخوض الواقف على الخشبة معركة شرسة أمام الجالس الهدف منها رفع الحواجز والتحرر بشكل كامل من النص المكتوب والخوض في أعماق وأحلام وآمال وطموحات ومشاكل المجتمع الإنساني. بعدها تكررت أعماله مئات الأفلام وعشرات المسلسلات والمسرحيات ومعها حصل على المزيد من النجاح والتفوق في المضمار الذي بدأ السباق فيه، ففي خضم المنافسة والفترة الذهبية التي عاشتها مصر تلك الحقبة ظهر الكثير من النجوم الذين صنعوا أعمالاً خالدة في ذاكرة السينما والتلفزيون لكن هذا لم يزعزع آماله وطموحاته، بل ظل واقفاً منتصب القامة يقاتل بعدة شخصيات تقمص روحها بدقة لا مثيل لها فأسلوبه يتخطى السهل الممتنع وحركاته أشبه ببقع ضوء متمردة تولد من رحم الواقع، ومن ثم تتلاشى في عقول وقلوب عشاقها. فما قدمه عادل إمام من مسلسلات ومسرحيات وأفلام هي بمثابة دروس وعبر وحكم، فلا يخلو عمل قام به من هدف وفكرة وقضية من جانب ومن الجدل والسجال من جانب آخر، فالفرد والمجتمع هو أساس رصيده الإنساني الإبداعي، فهو الممثل الوحيد من بين عمالقة جيله الذي خاطب الجمهور بالخطوط الحمر فلم تبق قضية ولم يبادر بطرحها ولم تبقَ وسيلة إلا واستخدمها لإيصال فكرته، فلقد جمع ما بين الوجع والمعاناة ومزجها بالضحك والسخرية. إيفان زيباري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©