الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سارة صالح: المصادفة نقلتني من المدرسة إلى تحمل مسؤولية حماية الأطفال من الانحراف

سارة صالح: المصادفة نقلتني من المدرسة إلى تحمل مسؤولية حماية الأطفال من الانحراف
19 نوفمبر 2009 23:55
عندما كان فريق العمل الخاص بالأنشطة والبرامج الموجهة للأحداث من قبل «جميعة توعية ورعاية الأحداث» في دبي، ينفذ أحد البرامج في مدرسة الإبداع، كانت سارة صالح جاسم في قمة حماسها وتعاونها من أجل أي مشروع يصب في صالح الأطفال والناشئة.. لذلك عرض عليها العمل في الجمعية، فانتقلت بذلك من العمل كإدارية في تلك المدرسة إلى العمل في الجمعية لتتحمل مسؤوليات أكبر وتساهم بدورها في توعية ورعاية الأحداث. سلوكيات دخيلة انضمت سارة للعمل في الجمعية كمسؤولة عن أنشطة الأحداث، تقول عن تلك البداية: «بمجرد انضمامي إلى الجمعية بدأت في العمل كمسؤول عن البرامج والأنشطة، وكنت كثيرة الإنصات والتواصل مع رؤساء اللجان، كما كنت استشيرهم دائما وأبحث من أجل تكوين قاعدة بيانات للعناصر والشخصيات ذات الصلة بفئة الناشئة. وقد كنت سعيدة بأول برنامج ساهمت في تنفيذه وهو «صيف بلا فراغ». تضيف سارة: «وفدت إلى الدولة في بداية مسيرة البناء - نتيجة الطفرة النفطية والتطور الاقتصادي- مجموعة من العادات السلبية الدخيلة، مما دفع ببعض الأحداث إلى الجنوح وممارسة بعض السلوكيات الخاطئة، التي من الممكن أن تزج بهم في السجون. لكن، لأن الدولة حريصة على أن لا يحتك الحدث بالمذنب أو المتهم البالغ لئلا يتأثر به وبدلا من إصلاحه ربما يفسد أكثر، تمت إقامة المؤسسات التأهيلية». تأسيس الجمعية قامت القيادة العامة لشرطة دبي، عبر «مركز البحوث والدراسات» بعقد ندوة حملت عنوان «وقاية الأحداث من الجناح» بتاريخ 15و16 مايو من عام 1991، على إثر بروز مشكلات جنوح الأحداث إلى السطح، تشير سارة إلى تلك الندوة وتقول: «كانت الندوة مهمة وقيمة بحق، تم خلالها استعراض مشاكل الأحداث كافة، وأوصت الندوة بأهمية تأسيس جمعية تنسق الجهود في مجال وقاية ورعاية الأحداث لمنع جنوحهم، ولتنوير الأسر بالأساليب والطرق الناجعة لتربية الأبناء، والارتقاء بمستوى العلاقات الاجتماعية والسلوكية في المجتمع. وانطلاقا من هنا تأسست جمعية توعية ورعاية الأحداث بتاريخ 24 يوليو من عام 1991». واتساقا مع هذا الاهتمام الحكومي تجد سارة نفسها منجذبة تماما لكل طفل، تقول في ذلك: «من خلال مساهمتي في البرامج أتمنى وأطمح أن يصبح كل طفل ناجح سلوكيا ودراسيا، وأن لا يكون ذات يوم سببا في إيذاء أسرته ومجتمعه. كما أكره أن يكون الأطفال ضحايا بسبب المشاكل داخل الأسرة. ويسعدني كثيرا حضور أية فعالية تقدم ما يمكنه إنقاذ الأطفال واليافعين ومنعهم من أن يكونوا في حالة قهر وحرمان وسجن بسبب انحرافات تنجم عن الإهمال أو القسوة». وقائع يومية تبدأ سارة عملها يوميا منذ الصباح الباكر بمراجعة البرامج التي تعد لتنفذ خلال العام الدراسي أو خلال الإجازة الصيفية، تشير إلى وقائع يومها قائلة: «أبدأ يومي بالاتصال مع الجهات التي ترعى الطلاب والطالبات، مثل المناطق التعليمية ومديري المدارس ومجالس الأمهات، كي يتم وضع جداول عمل بتلك البرامج، حسب المواعيد المناسبة». وتلفت إلى جزء آخر من برنامجها اليومي، وتقول: «الجزء الثاني من العمل يتمثل بالتواصل مع جهات يمكن أن تكون شريكا في دعم مشاريع جمعية توعية ورعاية الأحداث، ومن ثم الإعداد لتوفير الهدايا التي تقدم لكل الأطفال والناشئة المشاركين في الفعاليات، من أجل تحفيزهم وتشجيعهم». ويغمر سارة السرور والرضا عند الإعداد لأي فعالية، حيث تبدأ في المشاركة بتجهيز المكان الذي تقام به الأنشطة والذي كثيرا ما يكون بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة دبي.. ووفق سارة «تقدم القيادة في كثير من الأحيان نادي الضباط ليكون مقرا لتنفيذ الفعاليات». أنشطة داعمة بدأت سارة في خطوات أخرى جديدة بتوجيهات من أعضاء مجلس الإدارة، تتمثل في أن تنفذ أنشطة وبرامج مع باقي إمارات الدولة، تقول في ذلك: «قمت بتنفيذ أنشطة متنوعة هادفة من خلال مجموعة مسابقات، حيث بدأت في مدينة العين ثم إمارة الفجيرة ومدينة خورفكان، وكانت مهامي تلك ممتعة لأنها تساهم في توجيه الأحداث في مختلف إمارات الدولة إلى المعرفة والصواب والخير. وتعمل على توعيتهم بما يتناسب وميولهم وأعمارهم». عن نوعية تلك الأنشطة التي أشرفت عليها سارة، تقول: «جاءت الأنشطة لتدعم تدريب وتأهيل الطلاب للعمل في الدوائر الحكومية والمؤسسات في إمارة دبي والشارقة ورأس الخيمة ضمن الأولويات، فالجمعية استطاعت أن توفر العمل لخمسة وخمسين طالبا وطالبة من المراحل الثانوية والجامعية في عدد من الجهات الحكومية والخاصة مثل بلدية دبي، بنك دبي الإسلامي، هيئة كهرباء ومياه دبي، شركة دبي للغاز الطبيعي ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر». تضيف: «كانت الأنشطة من أروع ما اختبرته في حياتي المهنية، فهي تقام بالتعاون مع المسؤولات في وزارة الشؤون والمدارس، وكذلك تقام خلال المجالس الرمضانية، حيث نناقش شؤون الأسرة في جو من الصداقة والمودة. فأنا أنهل من الكتب والبحوث المعلومات التي تساعدني في إدارة الأنشطة بشكل أفضل، وكذلك من خلال الصداقات التي أكونها مع الأمهات والمسؤولات فأقترب أكثر من واقع ووقائع الأطفال والأحداث».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©