الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسرار قسم الله برجع السماء نلمحها في عمل أجهزة البث الإذاعي والتليفزيوني

أسرار قسم الله برجع السماء نلمحها في عمل أجهزة البث الإذاعي والتليفزيوني
19 نوفمبر 2009 23:57
يشير القرآن الكريم في مواضع كثيرة إلى قدرة الله وبديع خلقه، ومن هذا الخلق السماء التي رفعها بغير عمد وأحكم بناءها وجعلها مكللة بالكواكب والنجوم والأجرام التي لا تحصى دون خلل أو تفاوت ويؤكد الخالق سبحانه أن السماء مخلوقة للإنسان بما يحقق مصالحه ومعاشه ومنافعه، ولهذا كله ولأهمية السماء ورد ذكرها في القران الكريم 310 مرات منها 120 باسم السماء و190 مرة باسم السماوات. ويقدر علماء الفلك عمر الكون الآن بحوالي 15 مليار سنة، وذلك من خلال قياس الإشعاع الحراري وكثافة المادة والضوء في السماء، ففي عام 1989 أطلقت الولايات المتحدة السفينة الفضائية «كوب» وأرسل القمر الاصطناعي منها ملايين الصور والمعلومات عن آثار المادة الدخانية التي نتجت بعد مرور 300 ألف سنة من المادة الدخانية الأولى لمولد الكون. ويشير ربنا تبارك وتعالى إلى إحكام بناء السماء فيقول:«والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون» سورة الذاريات الآية 47 . وقال ابن منظور في لسان العرب إن «الأيد» هي القوة.. وقال أصحاب «المنتخب» في تفسير القرآن الكريم إن الله سبحانه وتعالى خلق هذا الكون الواسع بقوة وهو على ما يشاء قدير ومعنى السماء في الآية كل ما علا الشيء وأظله، فكل ما حول الأجرام من كواكب ونجوم ومجموعات شمسية ومجرات متسع اتساعاًَ لا يدركه العقل ولا يتسنى تحديده، إذ المسافات فيه تقاس بملايين السنين الضوئية والسنة الضوئية كما اثبت العلم الحديث هي المسافة التي يقطعها الضوء بسرعة 300 ألف كيلو متر في الثانية وعبارة «وإنا لموسعون» في الآية تشير إلى ذلك أي إلى السعة المذهلة التي عليها الكون منذ خلقه، كما أن الآية تشير أيضا إلى التوسعة المستمرة. ولعل كلمة «البناء» تشير إلى التدرج في الخلق والمتانة فيه.. ولفظ «موسعون» يفيد الماضي والحاضر والمستقبل أي أن الكون في توسع مستمر منذ نشأته.. وفيها دليل أيضا على أنه مخلوق وليس أبدياً. قوة لا ترى ويقول الدكتور أحمد فؤاد باشا ـ استاذ الفيزياء بجامعة القاهرة ـ إن الله سبحانه وتعالى جعل كل كوكب من الكواكب بمنزلة لبنة من بناء سقف أو جدار.. فيشير ربنا إلى قدرته في البناء في قوله تعالى «والسماء وما بناها» سورة الشمس - الآية 5، وما يميز بناء السماء هو تماسك أجزائها على البعد بالجاذبية دون تماس وهذا أمر عجيب يدركه العلماء المحدثون ولا يعرفون سره، فهو نوع من القوة التي لا ترى.. فتبارك الله العلي القدير الذي أوجد هذا الكون بإرادته المباشرة المطلقة وجعل بناءه آية في الروعة والكمال لا اختلاف فيه ولا تنافر ولا نقص ولا عيب ولا خلل ولا شقوق ولا خروق ولا صدوع، أخبر عن عظيم سلطانه وآثار قدرته وأوضح غاية الإحكام والاتفاق في بديع خلقه وباهر صنعه فيقول:«والسماء ذات الحبك إنكم لفي قول مختلف» سورة الذاريات - الآية 8، وقال ابن عباس في معنى الحبك أي ذات الجمال والبهاء ومعنى الحبك أي الإحكام. وأضاف: أكد القرآن الكريم هذه المعاني في مواضع متعددة منها قوله تعالى :»الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور» سورة الملك الآية 3، بل أن القرآن الكريم ينبه إلى الحكمة السامية وراء هذا التناسق والإبداع في قوله تعالى:«أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج» سورة ق - الآية 6. ما ترجعه السماء وأقسم ربنا سبحانه وتعالى كثيراً بالسماء في القرآن الكريم ومنها «والسماء ذات الرجع» سورة الطارق - الآية 11، وذهب عامة المفسرين إلى أن السماء ترجع المطر كل سنة وتعطي الخير وترجعه مرة بعد مرة.. فيجيء المطر ويرجع ويتكرر. ويلقي العلم الحديث بعض الضوء على أسرار هذا القسم الإلهي، ومنها ما يتفق مع ما ذكره المفسرون، إذ أن الطبقة السفلى من الغلاف الجوي تعيد بخار الماء المتصاعد إليها بشكل المطر، فتشير الآية بذلك إلى الدورة المستمرة للتبخر بين المحيطات والأنهار من جهة وسحب الغلاف الجوي من سمائنا من جهة أخرى فإذا تبخر جزء من مياه الأرض بحرارة الشمس فإنه يعود إلينا من السماء على هيئة أمطار. ويذكر علماء الفلك أنه يمكن اعتبار السماء أشبه بمرآة عاكسة للأشعة والموجات الكهرومغناطيسية فهي ترجع ما يبث إليها من الأمواج اللاسلكية والتليفزيونية، وهذا هو أساس عمل أجهزة البث الإذاعي والتليفزيوني عبر أرجاء الكرة الأرضية. والسماء أيضا أشبه بمرآة عاكسة عندما تعكس الأشعة الحرارية تحت الحمراء فترجعها إلى الأرض لتدفئتها كما تعكس السماء ما ينقذف إليها من الأرض، كما تمتص وتعكس وتشتت ما ينقذف إليها من الكون والعالم الخارجي، وهي بذلك تحمي الأرض من قذائف الأشعة الكونية القاتلة ومن الأشعة فوق البنفسجية أي ترجع، ويكون من السماء الى الأرض ما يكون أيضا من السماء إلى الفضاء الخارجي في الكون، ويقوم الغلاف الجوي بإرجاع الحرارة الى الأرض في الليل على شكل ثاني أكسيد الكربون، ويعتبر هذا الغلاف سقفاً وحافظاً ودرعاً واقية عظيمة تحمي كوكب الأرض من الشهب والنيازك والإشعاعات الفتاكة بالأحياء، فهذه واحدة من نعم الله الكبرى فلولا هذه الطبقة لهلكت كل المخلوقات على الأرض.. وطبقة الأوزون في طبقات الجو العليا هي من أهم نعم الله علينا فلولا وجودها لا نقضت الأشعة فوق البنفسجية على كل المخلوقات، وهكذا يقرر القرآن الكريم حقائق علمية عديدة مذهلة لم يتوصل العلم الحديث في علوم الفلك والفضاء إلا إلى القليل منها.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©