التخطيط والاقتصاد : معدلات البطالة في أبوظبي بين الأدنى على مستوى العالم

أكدت دائرة التخطيط والاقتصاد في أبوظبي أمس أن معدلات البطالة في الإمارة من بين أدنى المعدلات في العالم· وقال الدكتور خالد الدسوقي الباحث الاقتصادي الرئيسي بإدارة الدراسات بالدائرة إن ظهور مشكلة البطالة بين صفوف المواطنين داخل الإمارة يعود إلى أسباب اهمها الانتقائية وضعف مشاركة المرأة في التنمية وخلل مخرجات التعليم وكثرة التنقل الوظيفي بين الذكور· ويبلغ عدد المشتغلين في امارة أبوظبي نحو 860 ألف نسمة في نهاية 2007 يمثلون 96,5% من اجمالي القوة العاملة، في حين بلغ عدد العاطلين عن العمل نحو 31 الف عاطل يمثلون 3,5% من اجمالي قوة العمل، وهو معدل بقي ثابتاً منذ عام 2005 من دون تغيير، بحسب التقرير الاقتصادي والاجتماعي لإمارة أبوظبي الصادر عن الدائرة الشهر الماضي· وأوضح الدكتور الدسوقي في محاضرة له بعنوان ''واقع البطالة في إمارة أبوظبي'' أن المشكلة تعود لأسباب اقتصادية واجتماعية وثقافية· وقال الدسوقي إن معدل البطالة في إمارة أبوظبي يعتبر من أدنى معدلات البطالة عالمياً، معتبراً أن الاصرار على تشغيل وتعيين الخريجين في القطاع الحكومي قد عمق الشعور لدى المواطن بأفضلية البحث عن فرصة عمل لدى الحكومة دون غيرها· ودعا في هذا السياق القطاع الخاص، في ظل التغيرات الاقتصادية التي تشهدها إمارة أبوظبي وتوجهاتها المستقبلية، الى المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية لكي تحافظ على توفير المناخ المناسب لعمل هذا القطاع، وذلك من خلال استيعاب خريجي الإمارة من المواطنين· وأشار إلى أن عدم التنوع في مخرجات التعليم واتجاه معظم المواطنين إلى دراسة العلوم الاجتماعية والتربوية يضعفان من حصول هؤلاء الأفراد على فرص عمل لدى القطاع الخاص الذي تنصب معظم احتياجاته من المشتغلين من أصحاب العلوم الطبيعية والهندسية والطبية أكثر من احتياجاته من المشتغلين من أصحاب العلوم الاخرى· وزاد: ''هذه من الأسباب التي تفسر انخفاض نسبة العاملين من المواطنين بالقطاعين المشترك والخاص''· وفيما يتعلق بضعف مساهمة المرأة في التنمية، اشار المحاضر الى ان متوسط حصة الاناث من اجمالي القوى العاملة لا يزال منخفضا، حيث بلغ 20% خلال عام 2007 للدرجة التي تبرز المساهمة الضئيلة للمراة المواطنة في امارة ابوظبي في احداث التنمية الاقتصادية في حين تشير بعض التقديرات الى ارتفاع هذه النسبة في الدول النامية والدول المتقدمة على مستوى العالم· أما فيما يخص كثرة التنقل بين الذكور، اوضح الدكتور خالد الدسوقي أنه من السمات المصاحبة لقضية البطالة في ابوظبي تلك المتعلقة بطموحات وآمال الشباب، حيث يكثر لدى الشباب التنقل من وظيفة لأخرى بحثاً عن عمل مناسب ذي عائد مادي يحقق طموحاته، لافتاً الى ان حركة التنقل الوظيفي تكثر في ابوظبي بين الذكور عنها بين الإناث· وركز على اهمية خلق شراكات بين القطاعين العام والخاص بهدف تعزيز مفهوم التوطين والترغيب في العمل، إضافة الى اهمية ربط مخرجات التعليم بمتطلبات السوق والعمل على وضع استراتيجية اجتماعية تولي مسألة الترشيد العلمي في التوطين اهمية خاصة باعتباره احد اهم عوامل التنمية الاقتصادية المستدامة في الامارة