لا تحمّل الموبايل كلّ أسرارك

يقول دانييل هوفمان رئيس قسم أمن المعلومات في شركة «إس موبايل سيستمز» المتخصصة بابتداع الحلول الأمنية وبرمجيات حماية أجهزة الموبايل: «لقد اعتاد الناس الاعتماد على أحاسيس خاطئة حول مستوى الأمان الذي تنطوي عليه أجهزة الهاتف المحمول التي يستخدمونها». وكثيراً ما عمد خبراء أمن المعلومات لتحذير المستخدمين من خطر وقوع أجهزة الموبايل أو المحتويات التي تتضمنها في أيدي قراصنة المعلومات. وتصاعدت هذه المخاوف بقوة العام الماضي عندما تعرّض نظام سيمبيان لتشغيل الموبايل إلى هجوم القراصنة، وخاصة في أجهزة نوكيا. ومع تزايد مستوى التعقيد في أجهزة الموبايل الذكية، ازدادت هذه الأجهزة انفتاحاً وأصبحت تفتح المزيد من الطرق أمام القراصنة لحقن أجيال جديدة من الديدان والفيروسات الحاسوبية. وعادة ما يتلمّس القراصنة طريقهم إلى محتوى هاتفك المحمول من المعلومات، عن طريق الرسائل النصّية التي ترسلها لأصدقائك، فيسرقون بياناتها ويستخدمون أرقام قوائم الأصدقاء الذين تكثر من محادثتهم لإيقاع المزيد من الضحايا الجدد. وأصبح قراصنة بيانات البطاقات الائتمانية قادرين على معرفة رقم بطاقة الضمان الصحي أو الأرقام السرّية لبطاقات السحب الآلي للنقود التي تحتفظ بها في قائمة العناوين والأرقام على هاتفك. ويستخدم هؤلاء نفس الطرق التي تعوّدوا استخدامها لسرقة البيانات من الكمبيوتر الشخصي. وقد ينطوي ضياع أو سرقة جهاز الهاتف المحمول على أضرار تفوق بكثير ما يمكنك توقعه. ولهذا السبب، ينصح الخبراء بتجنب تحميل جهاز الموبايل بالأسرار أو الأرقام أو الأسماء أو الصور التي تتصف بالحساسية أو تنطوي على الخطورة. وينبغي اتخاذ جوانب الحيطة والحذر من التعرّض لذكر هذه الأرقام أثناء إجراء المكالمات الهاتفية الصوتية لأن من المحتمل أن يتمكن القراصنة من الدخول على الخطّ بطرقهم الجهنمية. ويكون على مشتري الهاتف المحمول أن يعتمد على مدى اهتمام الشركة الصانعة للجهاز الذي يشتريه بشحنه بتقنيات الأمان والسلامة. وعادة ما تكون هناك العديد من الطرق والأساليب البسيطة التي تسمح للمستخدم بحماية نفسه من مثل هذه الأخطار. وتشير الإحصائيات المتعلقة بمعدلات استخدام الوظائف المختلفة للموبايل أن إرسال الرسائل النصّية يمثل الخدمة المفضّلة للمستخدمين. كما أصبحت الوسيلة رقم 1 لتسلل القراصنة إلى المعلومات المختزنة في الجهاز. ومن أمثلة ذلك أن الهجوم الذي تعرضت له الأجهزة التي تعمل بنظام سيمبيان للتشغيل آخر العام الماضي، تم عن طريق الدخول إلى رسائل نصّية تحمل شفرات مهمة لفتح ملفات بالغة الحساسية وقيل بأن تسرّب مثل هذه الشفرات يمكن أن يشكل خطراً كبيراً على الجهاز «آبل آي فون» الذي يعمل بنظام سيمبيان للتشغيل. وعانى أصحاب الأجهزة المحمولة التي تعمل بنظام سيمبيان للتشغيل والتي تعرضت لهجوم الرسائل الموبوءة لمشكلة فقد القدرة على استقبال المزيد من الرسائل العادية. ولم يكن إصلاح هذا العطل ممكناً إلا بإرسال الأجهزة إلى المصانع التي جاءت منها. وفي شهر يوليو الماضي، أعلنت عصابة من القراصنة أنه أصبح في وسعهم إرسال رسائل نصّية إلى أجهزة آي فون يمكنها أن تكشف كافة الأسرار المحفوظة فيها عند استخدام الهواتف الموبوءة في إرسال أية رسالة نصّية فيما بعد. عن صحيفة «وول ستريت جورنال»