الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مادورو... تساؤلات حول رجل «غامض»

16 ابريل 2013 21:55
خوان ناجيل كراكاس بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الفنزويلية، سيكمل نيكولاس مادورو فترة ولاية الرئيس الراحل هوجو تشافيز التي تستمر لغاية 2019. وعلى الرغم من استعداد الفنزويليين للقبول بقيادة مادورو للبلاد خلال الأعوام الستة القادمة، فإن العديد منهم يسألون أنفسهم: من يكون هذا الرجل بالضبط؟. لا يعرف أحد الكثير عن «مادورو» في الحقيقة سوى أنه يبلغ من العمر خمسين عاماً، وكان جزءاً من حركة مناصري الرئيس الفنزويلي الراحل «التشافيستا» منذ بدايتها مع شريكته «سيليا فلوريس». وقد انضم «مادورو» وفلوريس للحركة، عندما تعهدت الأخيرة التي كانت تعمل محامية بمساعدة تشافيز بعد فشل محاولته الانقلابية عام 1992. وقرر «مادورو» الذي كان يعمل سائقاً في شركة مترو أنفاق كاراكاس مرافقتها في المهمة التي نذرت نفسها لها، وسرعان ما كسب ثقة تشافيز. منذ أن بدأت ثورة تشافيز البوليفارية، ظل «مادورو» يمثل وجهاً شعبياً مألوفاً، حيث شارك في الجمعية التأسيسية التي كتبت ميثاق فنزويلا عام 1999 كما كان عضواً في الكونجرس الفنزويلي حتى عام 2005. وبعد ذلك عين وزيراً للخارجية، وظل في منصبه حتى أواخر العام الماضي. وبهذه الصفة كان «مادورو» مسؤولاً عن سياسات تشافيز الخارجية اللافتة للنظر -والمثيرة للجدل في الآن ذاته- متنقلاً في مختلف أنحاء العالم، ومصادقاً في حالات كثيرة رؤساء الدول. وعلى الرغم من تاريخه العمومي الحافل، لا توجد هناك سوى دلائل قليلة على أن أي مبادرة من المبادرات الحكومية، التي قدمها تنتمي إليه في الحقيقة؛ إذ ليس هناك أي تصريحات أو آراء عامة تنسب له عن المسائل السياسية الملحة للحكومة، كما أن الآراء القليلة التي أدلى بها في هذا السياق كان يصعب التمييز بينها وبين آراء زعيمه. من بين النواحي غير الإيجابية التي اتسمت بها حملته الرئاسية الأخيرة أنها لم تقدم لنا شيئاً يذكر عن حياته الخاصة قبل انخراطه في غمار السياسة، ما يجعلنا في حاجة لمعرفة الكثير عنها. في بداية هذا الأسبوع وجد مستنـد يفترض أنـه يمثـل تقييماً لأداء مادورو منذ تلك الأيام التي كان يعمل فيها في شركة مترو أنفاق كاراكاس، طريقها إلى شبكة الإنترنت، حيث جرى تداولها بكثافة. من خلال التمعن في تفاصيل ذلك المستند، يتبين أن مادورو كان يمضي وقتاً محدوداً للغاية في أداء وظيفته في حين يقضي الجزء الأكبر من يومه في العمل في اتحادات العمال. من ضمن الجوانب الأخرى المثيرة للاهتمام، الادعاء الذي ما زال ينتظر الدحض الذي يقول إن مادورو قد أمضى جانباً كبيراً من وقته إبان الثمانينيات في الإقامة بكوبا. ولم يتم شرح طبيعة هذه الإقامة المزعومة، ولكن بعض نشطاء المعارضة ليس لديهم شك كبير في أنه كان مشاركاً في برنامج تلقين عقائدي يديره الحزب الشيوعي الكوبي تحت إرشاد الجنرال «راميرو فالديس». ويعتقد على نطاق واسع أن تشافيز، قد اختار مادورو كي يكون خليفة له، لكونه يحظى بثقة الأخوين كاسترو. حتى الآن لم يفعل مادورو سوى القليل لمعارضة هذا الاعتقاد. وقد لوحظ أن عزف النشيد الوطني الكوبي خلال استقبال رسمي خلال الأيام القليلة الماضية، قد نقل في نفس اللحظة على جميع القنوات التلفزيونية والإذاعية في مختلف أنحاء البلاد، وهو ما أثار استغراب الكثيرين. بيد أنه ليس واضحاً مع ذلك ما إذا كان مادورو قد ردد كلمات النشيد كما يدعي البعض في المعارضة، أم لا. بدلاً من تقديم سيرة ذاتية شاملة عنه، ركزت حملة مادورو على شيء واحد فقط: ترسيخ وضعه كخليفة لتشافيز. وفي الحقيقة أن مادورو يتحدث عن تشافيز طوال الوقت، ويذكر اسمه في كل خطاب، ويصر على أن يطلق على نفسه أنه «ابن تشافيز». الطريف أن البعض قد أسس موقعاً على شبكة الأنترنت يقوم بإحصاء عدد المرات التي يذكر فيه مادورو اسم تشافيز. في آخر إحصـاء تبين أنـه ذكـر اسـم الزعيم الراحـل ما يزيد على 7200 مرة منذ وفاته في الخامس من مارس الماضي. في الوقت نفسه، ركزت حملة كابريلس على سقطات مادورو السياسية والإدارية؛ وأشارت إلى الحالة المهتزة للاقتصاد- حيث تم تخفيض العملة مرتين خلال الشهور القليلة الماضية، وارتفعت نسبة التضخم بشكل حاد وندرت السلع في الأسواق لحد كبير، علاوة على المشكلات العويصة المتعلقة بالعجز العام في الموازنة التي تواجهها البلاد. وبعد أن أجبرته حملة كابريلس على معالجة موضوع تفشي الجريمة، لم يقدم مادورو رؤية بشأن الكيفية التي يمكن بها معالجة هذه المشكلة، واكتفى بالقول إنه سيكون» رئيس الأمان»، وإنه سيجعل من تحقيق ذلك الأمان أولوية له. لقد اختـارت فنزويـلا رجـلاً ليس لديـه ما يقوله لتبرير صعوده إلى الشهرة سوى أنه قد اُختير من قبل تشافيز شخصياً لمواصلة قيادة الدفة. وهذا في الحقيقة يثير أسئلة جدية حول درجة تطور الكتلة الناخبة في فنزويلا، ونضجها السياسي. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©