الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ضعف الاقتصاد العالمي يدعم استمرار ارتفاع الدولار

8 سبتمبر 2008 23:26
لا يزال الدولار الأميركي يواصل مسيرة الصعود الثابت نحو الأعلى في البورصات والأسواق العالمية· وخلال شهر أغسطس الماضي ارتفعت قيمته بالنسبة لليورو بمعدل 5%، وهو أعلى معدل شهري لارتفاعه أمام العملة الأوروبية الموحدة منذ تم اعتمادها في دول الاتحاد الأوروبي عام ·1999 كما يُعدّ هذا المكسب نقطة تحول لافتة ومفاجئة خاصة بعد أن سجل الدولار بداية شهر أغسطس الماضي أدنى قيمة له مقابل العملة الأوروبية الموحدة عندما وصل سعر اليورو إلى 1,6083 دولار (أو 0,6218 دولار لكل يورو)· وخلال الشهر ذاته ارتفع سعر الدولار مقابل بقية العملات الرئيسية العالمية واستعاد 2% من قيمته مقابل الين وأكثر من 7% مقابل الجنيه الإسترليني· ويقول المحلل المالي بيتر جارنهام إن عودة الدولار إلى الصعود لا يمكن اعتبارها دليلاً على استعادة المستثمرين الثقة بالاقتصاد الأميركي، بل مؤشر على أن الآثار السلبية لأزمة الرهن العقاري بدأت تنتشر بقوة بعيداً عن حدود الولايات المتحدة وبسرعة تفوق تلك التي توقعها المحللون· وكان جان كلود تريشه الخبير في البنك المركزي الأوروبي قد أشار في بداية الشهر الماضي إلى أن النمو في منطقة اليورو سوف يتباطأ بشكل كبير· وفي هذا الجو المشحون بالترقب والغموض، حذّر مسؤولون يابانيون من فترة ركود قريبة قد تسود العالم· وأظهرت أرقام نشرت في الثلث الأخير من شهر أغسطس الماضي أن معدل النمو في المملكة المتحدة اقترب كثيراً من قيمة الصفر في النصف الثاني من العام الجاري مما دفع الدولار إلى أعلى قيمة له مقابل الين خلال الأشهر السبعة الأخيرة، ومقابل الجنيه الإسترليني خلال سنتين· ونقل تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز عن مارك شاندلر من مؤسسة براون براذرز هاريمان المالية قوله إن هناك الكثير من القرائن التي تدل على أن الدولار سيرتفع أكثر خلال الأسابيع المقبلة من أهمها حركته التصاعدية السريعة والثابتة خلال الأسابيع الأخيرة· ويتابع شاندلر قائلاً: إن الشيء الذي يقف وراء تضخم الدولار خلال الفترة الأخيرة يكمن في أن الأسواق أدركت الآن فحسب بأن النظرة المتشائمة لحالة الاقتصاد العالمي تبدو اليوم أكثر قتامة· ويشير شاندلر إلى أن الدولار لم يتلق العقاب الكافي خلال السنة الماضية عندما اقتصر اهتمام المستثمرين على النظر إلى الجانب الأميركي وحده من قصة أزمة الرهن العقاري· وأما الآن، فإن الاقتصاد الأميركي بدأ يظهر مؤشرات تدل على الاستقرار في وقت بدأت فيه أعراض الضعف والركود تظهر على الاقتصادات العالمية الكبرى· وكثيراً ما يلخص الخبراء هذه الظاهرة التي تقف وراء الارتفاع ذي الوتيرة الثابتة للدولار بالقول: أصبح الدولار يستقوي بضعف العملات الرئيسية الأخرى· ويبدو شاندلر شديد الثقة بقدرة الدولار على الصمود والارتفاع على المديين القريب والمتوسط حيث يقول: أعتقد أن الدولار سوف يحتفظ بقوته ليس فقط مقابل اليورو والجنيه الإسترليني، بل مقابل كل العملات الرئيسية· وبات في وسع المستثمرين أن يتلمسوا طريقهم إلى الأسواق من خلال هذه الحقيقة· وكان اليورو قد هبط في 15 أغسطس الماضي إلى مستوى 1,4673 دولار فيما ارتفع الدولار إلى 110,51 ين ياباني، وكان الجنيه الإسترليني يواصل انخفاضه بالنسبة للدولار لليوم الحادي عشر على التوالي حتى بلغ أدنى مستوى له منذ عام ·1982 وأظهرت تقارير نشرت مؤخراً أن كلاً من الاقتصادين الياباني والأوروبي سجلا انكماشاً واضحاً في الربع الثاني من العام الجاري فيما سجل اقتصاد المملكة المتحدة تباطؤاً غير مسبوق· ويرى الخبراء أن انخفاض أسعار النفط والمواد الأولية ساهم في دعم الدولار· فلقد خسر النفط أقل بقليل من 30% من قيمته التي سجلها قبل أقل من شهرين فيما واصلت أسعار المواد هبوطها· وانخفض سعر الذرة الصفراء يوم الجمعة الماضي (5 سبتمبر) في أسواق الولايات المتحدة لليوم الرابع على التوالي بمعدل يتراوح بين 13 و16 سنتاً للجوال عن متوسط السعر لهذا الوقت من العام حيث بيع الجوال بسعر 4,94 دولار· وتعرضت أسعار الحبوب الرئيسية الأخرى لضغوط كبيرة بسبب كثرة المعروض وتراجع الطلب· وقال روبرت باربارا عميد المحللين الاقتصاديين في مجموعة (إنفيستمنت تكنولوجي جروب): ''لقد بدأت الأسواق تدرك أن التضخم الناتج عن ارتفاع أسعار المواد الأولية بسبب ارتباطها بالدولار، أصبح شيئاً من الماضي''· ولا شك أن لارتفاع الدولار وانخفاض أسعار المواد الأولية تأثيراً كبيراً على أسواق المال والاقتصاد العالمي برمته· وتمثل هذه التطورات أخباراً سارّة بالنسبة للبنوك المركزية التي كانت شديدة التخوف من ارتفاع معدلات التضخم وخاصة في الولايات المتحدة· عن ''فاينانشيال تايمز'' و''ذي وول ستريت جورنال''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©