بعد 319 يوماً يعود الجزيرة إلى دوامة الخسائر الثقيلة في دوري المحترفين لكرة القدم، عندما تجرع من الكأس نفسه بالنتيجة نفسها 1 - 5، التي مني بها أمام النصر، ضمن الجولة الـ 20 لدوري الموسم الماضي، وأعادت هذه الخسارة الكبيرة التساؤل من جديد، عن أسباب هبوط الفريق، وتراجع مستواه في الخطوات الأخيرة للموسم، بعد أن تكرر الموقف أمس الأول أمام الشباب بخماسية جديدة.
والطريف في «الخماسيتين» أن «فرقة الفورمولا»، سجلت هدفاً يتيماً بتوقيع علي مبخوت في خماسية الموسم الماضي وخماسية الموسم الجاري، وتعد الهزيمة أمام «الجوارح» هي الأكبر في الموسم الحالي، حيث لم يسبق للجزيرة التعرض إلى مثل هذه الخسائر، رغم مواجهته أقوى الفرق التي تنافس على لقب الدوري، ليوصل الفريق مسيرته السلبية، تحت قيادة الإسباني لويس ميا.
وفي المقابل، حقق الشباب فوزاً ثميناً، حصد من ورائه العديد من الإيجابيات، خاصة أنه في أمس الحاجة إلى فوز يعيد الثقة إلى اللاعبين، بعد «عثرات» الجولات الماضية، ويرفع المعنويات، قبل مباراة نصف نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، حتى تحلق «فرقة الجوارح» بنجاح في «سماء» المسابقات.
وعلى الرغم من الفوز الكبير، إلا أن القائمين على الشباب تعاملوا مع اللقاء بعقلانية كبيرة، رافضين التهويل من النتيجة، حيث اعتبر البرازيلي ماركوس باكيتا مدرب الفريق أن فرحة الفوز على الجزيرة بخماسية، لا يجب أن تستغرق أكثر من 24 ساعة، لأن اللاعبين يجب ألا ينخدعوا بالنتيجة، أو أن يعطوا المباراة أكثر من حجمها، وطالب لاعبيه بضرورة استغلال هذا الفوز، لتصحيح وضع الفريق، والعودة بقوة إلى النتائج الإيجابية، وإنهاء الموسم في أفضل الظروف، مذكراً فريقه بأنه تلقى الخسارة الثقيلة نفسها، وتعلم الدرس من هذه النتائج الكبيرة.
وأبدى باكيتا أيضاً ارتياحه للمستوى الذي حققه فريقه أمس الأول، مشيراً أن المباراة جاءت جيدة، وقدم خلالها الشباب أداءً طيباً، كما أن النتيجة الكبيرة لا تعكس حقيقة مجريات اللقاء، لأن المواجهة كانت صعبة ومتوازنة في أغلب فتراتها.
وأوضح أن الجهاز الفني لـ «الجوارح» فوجئ بتغيير الجزيرة لطريقة لعبه في الشوط الثاني، وتعديل بعض المراكز، إلا أن ردة الفعل، كانت سريعة لملء الفراغات، واستغلال الوضع لمصلحة «الأخضر» وأخذ الأسبقية في التسجيل.
واعترف مدرب الشباب بأن المبادرة في التسجيل منحت الثقة للاعبين، ورفعت من معنوياتهم، لمواصلة اللقاء بقوة، وإضافة أهداف جديدة تعزز تقدم الفريق، مؤكداً أيضاً أن الشباب استغل المساحات الشاغرة التي تركها المنافس، بسبب تقدمه إلى الهجوم، من أجل التعديل، ونجح لاعبو «الجوارح» في استثمار أغلب الفرص التي أتيحت لتسجيل خمسة أهداف كاملة.
وعن الفوز الكبير الذي لم يكن متوقعاً لدى أكثر المتفائلين من جمهور الشباب، خاصة أن الشوط الأول جاء سلبياً على مستوى الأداء والنتيجة، ولم يمنح الإشارات أو الإيحاءات بأفضلية كبيرة لـ «فرقة الجوارح» تؤهله لتسجيل خماسية كاملة، قال باكيتا «إن الجهاز الفني درس جيداً المنافس، ووقف على نقاط قوته وضعفه، وركز على استغلال المساحات التي يتركها خلال تقدمه للهجوم».
وأضاف «أن اندفاع لاعبي الجزيرة إلى الهجوم، بعد الهدف الثاني للشباب، سهل من مهمة لاعبي «الجوارح» لتطبيق الخطة بدقة، وتنفيذ التوجيهات في القيام بهجمات مرتدة سريعة، وإضافة أهداف جديدة، رفعت النتيجة إلى خماسية كاملة، مؤكداً أنه لم يكن يتوقع الفوز بنتيجة كبيرة، إلا أنه كان متفائلاً بتحقيق نتيجة إيجابية إذا نجح فريقه في البدء بالتسجيل.
وفيما يتعلق بالتناقض الكبير في مسيرة الفريق، بعد خسارته برباعية الأسبوع الماضي أمام الاتفاق السعودي، في البطولة الآسيوية، وفوزه أمس الأول على الجزيرة محلياً، أوضح باكيتا أن فريقه، وعلى الرغم من الخسارة الثقيلة في الدمام، إلا أنه لعب بشكل جيد، وكان مؤهلاً للعودة إلى المباراة خلال الشوط الثاني، بعد تسجيله هدفاً مبكراً، إلا أن الطرد أثر على «الأخضر»، وتسبب في تراجع مستواه، مشيراً أيضاً أن الجهاز الفني يعد الفريق بالطريقة نفسها فنياً ونفسياً وتكتيكياً لمختلف المباريات، ويتعامل مع كل لقاء بجدية عالية، إلا أن الأمور قد لا تسير بالشكل المطلوب في بعض المباريات، مؤكداً أن الأداء الذي قدمه الفريق أمس الأول يبعث على التفاؤل، باستعادة اللاعبين لثقتهم في أنفسهم، وهذا أمر مهم بالنسبة لبقية مشوار الفريق، وتحضيره لمباراة نصف نهائي الكأس.
أما عن مدى قدرة الشباب على إنهاء الموسم بين رباعي الصدارة، في ظل تركيز الفريق على مسابقة كأس صاحب السمو رئيس الدولة بشكل أساسي، أشار مدرب «الجوارح» إلى أن التقدم في جدول الترتيب من أبرز أهداف الفريق حتى ينهي الموسم في مركز لائق.
عدد اليوم
