الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

“دموع” المشهد العام في شوارع القاهرة

“دموع” المشهد العام في شوارع القاهرة
20 نوفمبر 2009 00:23
ذرف الجمهور المصري الدموع مساء أمس الأول في القاهرة إثر فشل منتخب بلاده في بلوغ نهائيات كأس العالم المقبلة في جنوب أفريفيا بخسارته أمام الجزائر (صفر - 1) في المباراة الفاصلة التي أقيمت بينهما في الخرطوم، في الوقت الذي عاش فيه لاعبو المنتخب لحظات من الذهول وخيبة الأمل لعدم تحقيق حلم الجماهير. وقال أحد أنصار المنتخب المصري، ويدعى خالد جمال وهو يبكي في أحد مقاهي حي المهندسين في القاهرة، حيث كان يتابع المباراة وسط مجموعة غفيرة تحلقت حول شاشة التلفزيون "لم يتمكن فريقنا من فعل أي شيء". وكان لسان حال زميله خالد حسن مماثلاً بقوله "كرة القدم فوز وخسارة، يوم لك ويوم عليك" في إشارة إلى فوز منتخب مصر على نظيره 2 - صفر السبت الماضي في القاهرة، ثم خسارته أمامه صفر - 1 في الخرطوم. وفي مقهى آخر أغمي على أحد أنصار المنتخب وقام بعض الشبان بنقله في سيارة أجرة إلى أقرب مستشفى. وعلى الرغم من حالة الإحباط، فإن بعض أنصار المنتخب المصري تجمعوا في أحد الأحياء واستمروا في عزف الموسيقى وإطلاق المفرقعات النارية في الهواء، غير أن البهجة كانت غائبة عن وجوههم. وتابع جمهور مصري غفير المباراة بين المنتخبين وقد خلت شوارع مصر تماماً وهي التي تكون عادة مكتظة بآلاف السيارات والمارة. وخيم الصمت على أرجاء مصر بعد أن أحرز المدافع الجزائري المولود في فرنسا هدفاً قاتلاً لبلاده قبل خمس دقائق على نهاية الشوط الأول لينتزع لمحاربي الصحراء بطاقة التأهل إلى كأس العالم من بين أنياب الفراعنة. وكانت العاصمة المصرية القاهرة تعيش أجواء صاخبة شهدت قيام مئات الآلاف من المشجعين المصريين برفع أعلام بلادهم وأخذوا يهتفون وينشدون أسماء لاعبي فريقهم والجهاز الفني بقيادة المدرب المخضرم حسن شحاتة وسط ضجيج حاد ناتج عن إطلاق أبواق السيارات. وأحيطت السفارة الجزائرية في القاهرة بطوق أمني شاركت فيه أعداد هائلة من رجال الشرطة لحماية المؤسسة الأجنبية في حال حدوث أي مناوشات، وسال الدمع من عيني جندي حاد الملامح بينما احتضنت إحدى الأمهات ابنها وقالت له "لا عليك، سنفوز في المرة القادمة". وفي محاولة واضحة لإنعاش الروح المعنوية تجمعت المئات من الجماهير المصرية في ميدان التحرير بوسط القاهرة وقاموا بالقرع على الطبول والتلويح بالأعلام والغناء بصوت مرتفع. وقال أحد المشجعين لصديقه ناظراً إلى الشاب الصغير الذي انشغل بالرقص، "لا أفهم لِمَ يشعرون بهذه السعادة؟". واختلف المشهد جملة وتفصيلاً في الخرطوم حيث خرجت جماهير كرة القدم السودانية، إلى الشوارع للاحتفال عن طريق النفخ في الأبواق والغناء والتلويح بالأعلام الجزائرية، وصاح أحد المواطنين المرتبكين قائلاً "لم أر شيئاً من هذا القبيل مسبقاً هنا، هذا هو الشيء الأكبر الذي تشاهده الخرطوم منذ أعوام طويلة". واستقبل السودان عشرات الآلاف من جماهير كرة القدم، وانتشرت الشرطة بين جموع المشجعين الذين خرجوا للاحتفال، وعاد الكثيرون من سكان الخرطوم إلى منازلهم في وقت مبكر فيما بدا وأنه نصف يوم عمل، وانتشر رجال الشرطة مدججين بالأسلحة في شوارع المدينة وقاموا بعمل حواجز في أغلب الطرق الرئيسية للمدينة. واتخذ المسؤولون في الجزائر ومصر نفس الإجراءات، وذكرت تقارير إعلامية أنه تم رفع درجة الاستعدادات الأمنية في مدينة مرسيليا الفرنسية التي تعيش فيها جالية جزائرية كبيرة ونفس الحال في الكويت التي تحتضن الآلاف من المصريين. وفي القاهرة عقب المباراة بدا أنه لا داعي للإجراءات التحذيرية، حيث إن المخاوف من حدوث أعمال شغب وعنف من بعض الغاضبين لم تقع على أرض الواقع، وعاد أغلب المشجعين إلى منازلهم في حالة من الوجوم التام. واشتعلت الأجواء توتراً بين مصر والجزائر منذ السبت الماضي، عندما أحرز المنتخب المصري هدفاً في الوقت القاتل عن طريق عماد متعب ليحقق الفوز بهدفين ويحتكم الفريقان إلى مباراة فاصلة. وفيما يتعلق بمباراتي السبت والأربعاء دخل المشجعون المصريون والجزائريون في حرب إلكترونية مع بث أغان وطنية لهذه المناسبة عبر شاشات التليفزيون وموجات الإذاعة. وكانت لمشاعر التوتر أصداء دبلوماسية وتجارية وتعرضت الجماهير للهجوم في مصر والجزائر، وتأتي أجواء التوتر في ظل حرب الثأر التي بدأت بين المصريين والجزائريين منذ نحو 20 عاماً حين فاز المنتخب المصري على نظيره الجزائري في عام 1989 بالتصفيات الأفريقية بهدف نظيف أحرزه النجم حسام حسن ليعبر ببلاده إلى كأس العالم 1990 بإيطاليا.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©