الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تمويل قطر لـ «حزب الله» و«الحرس الثوري» دليل استمرارها بالفوضى في المنطقة

15 مايو 2018 23:57
أحمد شعبان (القاهرة) أكد خبراء وسياسيون في مصر أن ما أعلنته صحيفة «التليجراف» البريطانية، مؤخراً، من أن ثمة علاقة بين قطر وشخصيات في «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» اللبناني، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن قطر ما زالت تدعم وتمول التنظيمات الإرهابية، وأن مطالبة الإدارة الأميركية لقطر بوقف تمويل ودعم الميليشيات الإرهابية التابعة لإيران، ومنها «حزب الله»، وقيادات «الحرس الثوري»، تتفق أيضاً مع هذا السياق. وشدد هؤلاء على أن قطر تدعم مشروعاً فوضوياً في بعض البلدان، خاصة سوريا والعراق عبر دعم الميليشيات المتقاتلة بالمال الوفير الذي يمكنهم من شراء السلاح واستدامة القتال والصراع. وأن دعم وتمويل قطر لـ«حزب الله» و«الحرس الثوري» سياسة قطرية ثابتة، ودليل على دعم الدوحة للنفوذ الإيراني لزعزعة أمن واستقرار المنطقة. وأشاروا إلى أن إيران وقطر شاركتا في صفقات مشبوهة مع التنظيمات المسلحة الإرهابية في سوريا واليمن والعراق، وبدعم من «حزب الله» في لبنان، ما يؤكد أن قطر تخدم دور إيران التخريبي في المنطقة بصورة كبيرة. وتوقعوا أن تمارس الولايات المتحدة عقوبات وضغوطاً أكثر على قطر والميليشيات الموالية لإيران في الفترة المقبلة، خاصة بعد إدراج بعض هذه الكيانات الإيرانية في قائمة الإرهاب الإماراتية والأميركية، في الوقت الذي فرضت فيه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات جديدة على أشخاص قالت إنهم تربطهم صلة بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى 3 كيانات أخرى إيرانية، بعد أيام من انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني وعودة العقوبات الأميركية على طهران. وكانت إدارة ترامب دعت قطر إلى وقف ما وصفته بتمويل الميليشيات الموالية لإيران، وفقاً لما نقلته صحيفة «التليجراف» التي كشفت عن رسائل موجهة من كبار المسؤولين في الحكومة القطرية إلى أعضاء قياديين في «حزب الله» وكبار القادة في الحرس الثوري الإيراني. وأوضحت أن الرسائل تظهر وجود علاقات ودية بين أعضاء الحكومة القطرية وشخصيات بارزة في الحرس الثوري مثل قاسم سليماني، وحسن نصر الله زعيم «حزب الله». كما أظهرت تفاصيل المحادثات، أن الدوحة دفعت مئات الملايين من الدولارات، كفدية لتأمين الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى الميليشيات في جنوب العراق بما يتعارض بصورة مباشرة مع سياسة واشنطن التي تقوم على عدم دفع الفدية للمنظمات الإرهابية، ما جعل الإدارة الأميركية تدعو الحكومة القطرية، لمراجعة علاقاتها مع إيران والجماعات الإرهابية التي ترعاها إيران. مشروع فوضوي وأكد الباحث في العلاقات الدولية صلاح لبيب، أن الولايات المتحدة تمكنت مؤخراً من سد جانب مهم من الثغرات التي استغلتها قطر في تمويل العديد من الميليشيات المسلحة في المنطقة من الميليشيات الشيعية في العراق إلي ميليشيات سنية عديدة. مشيراً إلى أن قطر تمول الميليشيات المسلحة في ليبيا، وتحتضن قيادات هذه الميليشيات في الدوحة، وتوفر لها الغطاء الإعلامي والسياسي، كما مولت جماعات مصنفة إرهابية أيضاً في سوريا كـ«جبهة النصرة» و«أحرار الشام»، وقامت عبر «الجزيرة» بجهود كبيرة لغسيل سمعة هذه المجموعات الإسلامية. وأضاف: «الناظر لدور قطر، سيري أن جهودها لا تنصب على مجموعات بعينها بهدف تحقيق مشروع محدد، بل بالنظر إلى تمويلها مجموعات شيعية ومجموعات سنية متقاتلة في سوريا والعراق، يؤكد أنها تدعم مشروعاً فوضوياً في هذه البلدان عبر دعم الميليشيات المتقاتلة بالمال الوفير الذي يمكنهم من شراء السلاح واستدامة القتال والصراع». وأكد أن الولايات المتحدة تعمل حالياً على فرز دول الإقليم المصنفة مع إيران مثل قطر وتركيا، وستفرض عليهم عقوبات وستمارس عليهم ضغوطاً هائلة من أجل إبعادهم عن إيران، وأشار إلى أن هناك قضايا ضد قطر وتركيا لتورطهما في دعم الاقتصاد الإيراني. لافتاً إلى أن الحكومة التركية متورطة في خرق العقوبات على إيران، والتي كشف عنها رجل الأعمال التركي «رضا ظراب» الذي يحاكم في أميركا ويبحث الكونجرس فرض عقوبات على تركيا في هذا الشأن. وأضاف: «أما قطر فهناك اتهامات لها بدعم ميليشيات شيعية وأخرى متعلقة بالتعاون مع الاقتصاد الإيراني ودعمه، وكذلك علاقاتها بقيادة ميليشيا حزب الله، وبالتالي فإن الدولتين قطر وتركيا، ستكونان أول بلدين عليهما ضغوط مستقبلاً في مجال العقوبات على إيران». تمويل الإرهاب وأكد الدكتور محمد عباس ناجي، رئيس تحرير مجلة «مختارات إيرانية» بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن ما صرحت به «التليجراف» وطالبت به الإدارة الأميركية قطر بالتوقف عن دعم وتمويل ميليشيات «حزب الله» المدعومة من إيران في لبنان، و«الحرس الثوري» الإيراني، والتي يعتبرها البيت الأبيض منظمات إرهابية، تعد إدانة دولية للنظام القطري على تمويل الجماعات المسلحة، وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن قطر ما زالت تدعم وتمول التنظيمات الإرهابية. وأشار إلى أن علاقة قطر القوية بإيران، جعلتها تتوافق وتتحالف مع ميليشيا «حزب الله» في لبنان وقيادات «الحرس الثوري» الإيراني، بما يشكل تهديداً لأمن واستقرار المنطقة. مؤكداً أن دعم قطر لإيران من خلال تمويل «حزب الله» و«الحرس الثوري»، سياسة قطرية ثابتة، مشيراً إلى أن علاقة قطر بحزب الله، دليل على أن الدوحة ذراع تعمل على دعم النفوذ الإيراني في المنطقة لضرب الأمن القومي العربي. لافتاً إلى أن إيران وقطر شاركتا في صفقات مشبوهة مع التنظيمات المسلحة الإرهابية في سوريا واليمن والعراق، وبدعم من «حزب الله» في لبنان، ما يؤكد أن قطر تخدم دور إيران التخريبي في المنطقة بشكل كبير. وأشار إلى أن التقارير الأمنية تؤكد مساعدة قطر لإيران في تهريب الأسلحة والمعدات إلى الحوثيين الموالين لإيران والمنقلبين على الشرعية في اليمن، كما قامت قطر بدفع أموال طائلة لميليشيات موالية لإيران في العراق للإفراج عن المختطفين القطريين هناك، بما يتعارض مع السياسة الأميركية التي ترفض دفع الفدية للمنظمات الإرهابية. وتوقع أن تمارس الولايات المتحدة عقوبات وضغوطاً أكثر على إيران والميليشيات التابعة لها في الفترة المقبلة، خاصة بعد إدراج بعض هذه الكيانات في قائمة الإرهاب الأميركية، في الوقت الذي فرضت فيه وزارة الخزانة الأميركية، عقوبات جديدة على أشخاص قالت إنهم تربطهم صلة بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى كيانات أخرى إيرانية، بعد أيام من انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، وعودة العقوبات الأميركية على طهران. النفوذ الإيراني من جانبه، أكد الدكتور عادل عامر، مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية، أن قطر تدعم إيران ضمن تحالفات أمنية ومصالح متبادلة بين البلدين، وهذا كان واضحاً من خلال دعم قطر لميليشيا «حزب الله» في الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخراً في لبنان، وأن قطر تسعى من خلال هذا التعاون إلى تدعيم القيادات التابعة لميليشيا «حزب الله» وقيادات «الحرس الثوري» الإيراني. مؤكداً أن قطر تدعم إيران لبسط نفوذها في المنطقة، مستغلة في تحقيق ذلك أذرع إيران في المنطقة، وعلاقتها بالتنظيمات الإرهابية مثل «حزب الله» في لبنان، و«الحرس الثوري»، وجماعة الحوثي في اليمن، لافتاً إلى أن هناك اتفاقاً أمنياً بين قطر وإيران، وأن هناك تعاوناً عسكرياً بين البلدين. وأشار إلى أن قطر تدعم وتمول إيران والتنظيمات التابعة لها ليستمر النظام الإيراني في تهديد أمن المنطقة، وهذا ما أكده التقرير الذي نشرته «تليجراف»، وأكده أيضاً ترامب من قبل عندما طالب تميم خلال زيارته الأخيرة لواشنطن بالالتزام بتعهدات الرياض ووقف تمويل الإرهاب. مؤكداً أن قطر تراهن على استمرار النفوذ الإيراني في المنطقة، للاستقواء بها في أزمتها الراهنة ومقاطعة الرباعي العربي، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بسبب دعمها للإرهاب. وأكد أن إيران أحكمت قبضتها على لبنان عبر ميليشيا «حزب الله» الذي يعمل على خدمة طهران لزعزعة استقرار دول الخليج، مشيراً إلى ضلوع «حزب الله» و«الحرس الثوري» في الحرب بين الحكومة الشرعية والانقلابيين من ميليشيا الحوثي في اليمن، وإطلاق صواريخ باليستية باتجاه الرياض. وشدد على أن مطالبة الولايات المتحدة لقطر بالتوقف عن تمويل ميليشيات «حزب الله» و«الحرس الثوري»، جاءت بعد أيام قليلة من إعلان الإمارات إدراج 9 كيانات وأفراد إيرانيين لقائمة الأشخاص والهيئات الداعمة للإرهاب، بعد أن ثبت أنها نقلت ملايين الدولارات إلى «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري ووكلائه لتمويل الأنشطة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، وكذلك استغلال إيران للمؤسسات المالية في بعض الدول لتمويل القيادات الإرهابية في «حزب الله» و«الحرس الثوري»، ومنهم سليماني، ونصر الله. وحول نشأة الميليشيات الإرهابية الموالية لإيران والمدعومة من قطر، أشار عامر إلى أن «حزب الله» تحول بعد نشأته مباشرة إلى صنيعة إيرانية، وأن «حزب الله» منذ بدايته نفذ تفجيرات وعمليات خطف في لبنان، ثم توسعت حملة العنف لتصل إلى الساحة العالمية، حيث نفذ ودعم هجمات إرهابية في أميركا الجنوبية، وجنوب شرقي آسيا، وأوروبا وغيرها من الدول في الشرق الأوسط. وأكد أنه خلال العقود التي تلت نشأة «حزب الله»، اتضح الكثير حول نشأته وطريقة عمله وصلته بإيران، بداية من تبنيه نموذجاً يعتمد على وجود ميليشيا ودعم اجتماعي ونشاطات ثقافية وقوة اقتصادية، وصولاً إلى تدريبه العسكري الأولي على يد قوات «الباسدران» في بعلبك قبل الانتقال إلى التدريب في إيران، بالإضافة إلى تمويل إيران له ومده بالسلاح لعقود طويلة وبقيمة وصلت إلى نحو 200 مليون دولار سنوياً، وفقاً لتقديرات البنتاجون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©