الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبد الحكيم سيد: البطولة جماعية في الخزف

عبد الحكيم سيد: البطولة جماعية في الخزف
8 سبتمبر 2008 23:32
يرى عبد الحكيم سيد مدير مركز الخزف بالفسطاط ان الخزف فن جماهيري وليس نخبويا كما هي الحال في الفنون التشكيلية، ومع ذلك يبدي تخوفه من اندثار فن الخزف الإسلامي، على الرغم من وجود تجارب خزفية مهمة في عدة بلدان عربية مثل مصر والمغرب وتونس· ويؤكد أن فن الخزف لا يجد الرعاية الكاملة ويحتاج إلى منظومة لإحيائه تشارك فيها الدولة إلى جانب وسائل الإعلام · ويقضي الخزاف عبدالحكيم سيد وقتا طويلا كل يوم مع الآنية والأطباق والزهريات وغيرها من الأشكال الخزفية إسلامية، فهو عاشق لفن الخزف ويراه فنا إسلاميا خالصا ويساهم مع غيره بجهودهم لاحياء هذا الفن والحفاظ عليه· وبرغم اختلاف الأشكال التي يبدعها الخزاف عبد الحكيم سيد مثل الأطباق والآنية والأباريق فإن إبداعه الأكبر يركز على الزخارف النباتية والهندسية والوحدات الإسلامية التي يرسمها، فهي دائمة التطور وتوحي بدلالات إبداعية وروحية وتشير إلى امتداد تواصله مع الخزافين الاسلاميين الأوائل الذين تركوا أعمالا فنية خالدة· وتعود بداية مشواره مع الخزف إلى عام 1990 حين تخرج في قسم الخزف بكلية الفنون التطبيقية بالقاهرة ثم التحق بالعمل في مركز الخزف بمدينة الفسطاط بمنطقة مصر القديمة وأتيحت له الفرصة لمعرفة العالم السري للخزف وفنونه ومثلت له المنطقة التي تضم مئات الخزافين والحرفيين معينا لا ينضب · ويقول ان اقترابه من الفنون الاسلامية وبخاصة الخزف مكنه من التعرف على قيمة هذه الفنون وعناصر القوة فيها ومدى الابداع الذي وصل اليه الخزاف قديما· ويضيف ان عمله بمركز الخزف أتاح له الفرصة لمعرفة أسرار القطع الخزفية والابداع والثراء الموجود فيها وبخاصة للوحدات والعناصر الاسلامية المستخدمة كالزخارف النباتية والهندسية والأشكال والكتابات، مؤكدا ان لكل عصر من العصور الإسلامية كالأيوبي والمملوكي والعثماني، اضافات على فن الخزف الاسلامي ويعتبر تجربته الإبداعية امتدادا لفن الخزف الإسلامي الأول ، مؤكدا انه يعشق هذا الفن المتجدد خاصة في استخدام الزخارف النباتية والهندسية، مما دفعه لتطوير تلك الزخارف وصياغتها بشكل مختلف، مشيرا إلى أن هذه الزخارف سواء كانت أوراق شجر أو نباتات أو أشكالا انسانية وحيوانية لها دلالات تجريدية مهمة · ويرى أن الشكل الخزفي للقطعة الفنية شبه ثابت وما يتغير هوالزخارف والكتابات التي تمثل اضافة للقطع الخزفية وان كان البطل لديه كخزاف هو اجتماع كل عناصر التصميم معا الشكل والزخارف والألوان والخامات وتأثير الحرق للقطعة الفنية في الأفران فالبطولة في العمل الخزفي جماعية ولا ترتبط بعنصر واحد· ويقول الفنان عبدالحكيم سيد ان أعمال الخزافين الاوائل كانت تحمل طابعا وظيفيا ولها أغراض دينية برغم انفتاحها وتأثرها بالحضارات الاخرى كالفارسية والهندية والصينية، أما أعمال الخزف المعاصرة فهي تحمل طابعا ثقافيا وفنيا في المقام الأول وتسعى للحفاظ على الخزف كفن اسلامي· ولهذا لا يلتزم الخزافون المعاصرون بالقيود التي كانت موجودة أيام الخزافين الاوائل، لهذا نجد استخدام الكتابات بشكل مختلف وكذلك الاشكال الانسانية وحجم الشكل الخاص بالقطعة الخزفية· ويؤكد ان الخزف فن جماهيري وليس فن للصفوة بعكس لوحات الفن التشكيلي التي قد يحدث اختلاف على قيمتها وجودتها، وكل خزاف يعمل ولديه حلم بأن يجد قطعه الخزفية الابداعية داخل كل بيت وان تكون في متناول الناس قبل أن توضع في قاعة فنية· ويشير إلى انه يلاحظ قيمة الخزف الاسلامي عندما تعرض الأعمال في الدول الأجنبية حيث تحظى تلك الأعمال باهتمام شديد موضحا ان الدول الإسلامية يمكنها أن تنافس وتتفوق على جميع دول العالم في المنتجات اليدوية والتراثية لأنها منتجات ذات قيمة فنية وثقافية وتحمل خصوصية الحضارة الاسلامية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©