الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأذان الموحد إعلام وخشوع

الأذان الموحد إعلام وخشوع
8 سبتمبر 2008 23:34
يتصف الأذان بالدقة، لغة وفقهاً، والدقة تكون في الأداء وفي ضبط المواقيت، فلا نسمع مؤذناً يصوغ لنا الألفاظ الشرعية صياغة خاطئة ولا يلفظها نشازاً ، ولا يؤذن في غير الأوقات الصحيحة تقديماً أو تأخيراً· ولا أذان إلا بألفاظ مخصوصة، وهي الواردة عن الرسول صلوات الله عليه وسلامه، ففي الصحيحين: '' إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ، وليؤمكم أكبركم · ودل حديث عبدالله بن زيد ، الذي رأي في المنام أنه يؤذن'' الله أكبر الله أكبر '' على كيفية الأذان، وأيده فيه عمر بن الخطاب في حديث طويل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: '' إنها لرؤيا حق إن شاء الله ، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت ، فإنه أندى صوتاً منك'' رواه أحمد وأبو داود ثم أيد الوحي ذلك ، وهذا شرف كبير للصحابة الأخيار بأنهم لا يجتمعون على ضلالة ، بل على حق وصواب · وقد كان الآذان في السنة الأولى من الهجرة، وفي بيان ثوابه قال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا كنت في غنمك أو باديتك ، فأذنت بالصلاة، فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة '' رواه البخاري· ولم يتول الأذان لا النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا خلفاؤه ، فكان وظيفةً لمن سواهم ، ويرى جمهور الفقهاء أن الأذان والإقامة سنة، وعند جمهور الفقهاء يكفي أذان واحد للبلد أو للحي ، وكأني بهذا الاتجاه الفقهي الأصيل أستلهم أن المقصود الأسمى من الآذان هو الإعلام بوقت الصلاة، وبوسيلة واضحة تؤدي الفرض الشرعي، من دون أن يتسبب الأذان بأي ضجيج مخل بمقاصد الشرع في حماية النفوس المكدودة، والطفولة الوادعة، والمرضى، في الهزيع الأخير من الليل، ولا في أي وقت من أوقات الناس، من خلال مكبرات الصوت التي يقل توليفها أو استخدامها استخدماً مناسباً لظروف الناس وأحوالهم · ويبدو لمتتبع تاريخ التشريع، أن الآذان لم يكن يوماً مصدراً من مصادر الإزعاج في المدن والحواضر الإسلامية، إذ لم يكن قد اخترع هذا الجهاز الصوتي الأجش · وعليه فينبغي التحكم في هذا الجهاز ،وألا يترك لأمزجة المؤذنين والقيمين على المساجد، ومكبرات الصوت لذا اجتهدت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، في إنشاء الأذان الموحد، ووفقت والحمد لله ولاقى اجتهادها استحسانا من جميع الناس وهو آلية شرعية معتبرة ، يرفع بها الأذان حياً وليس تسجيلاً من مركز محدد في كل إمارة ويرفعه على مسامع الناس مؤذن رزقه الله صوتاً ندياً· واختارته لجنة اختبارات فرأته أهلاً لهذه الوظيفة المرموقة· وقد كانت التجربة في أبوظبي العاصمة فنجحت وآتت ثمارها، ثم عممت الهيئة هذه التجربة بالدولة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©