8 سبتمبر 2008 23:34
وغير ذلك من خيل الشام، التي ما نظر مثلها طرف ولا شام، لأنها جياد عتاق، تستحث النسيم للسباق، ميمونة الغرر، سعيدة الطرر، كأنها يور تمر في الهوى، فكل من رام اللحاق بها وقع وهوى، إذا تبعت العدو الفار فما هو إلا طريح، وإذا دفعت في أثر المنهزم فما هو إلا برماح ركابها جريح، وإذا سابقها المسابق قام بعجزه عن السباق لأنها فاتت البرق والريح، هي للأعداء دوائس، إذا أتتهم دوائس، وهي للأرض قد دحت، وهي للنار من سنابكها قد قدحت، لتشوى في ضرامها ظباء صيدها التي سنحت· فلها في الأرض أعظم وقع، وإذا سارت بمن عليها أظلتها خيام منصوبة من النقع، وإذا شققت الصفوف من عسكر البغاة فما لما خرقته من رقع· وإن قرعت منها الصفاء سنابك أثارت بظلماء العجاج شرارا ، ما رأى مثلها الرائي، فهي الجديرة بأن ينشد فيها قول مؤيد الدين الطغرائي:
سبقت حوافرها النواظر فاستوى
سبق إلى غاياتها وشفون
لولا ترامي الغائبين لأقسم الــ
راؤون أن حراكها تسكين
وتكاد تشببها البروق لوانها
لم تعتلقها أعين وظنون
أو قول الشيخ إبراهيم بن صالح الهندي، فإنه لائق بها عند جميع الأدباء:
وجرد مذاك مقرنات شوازب
عتاق تفوت السهم منها السواهم
تخوض غمار الموت منها سنابك
سوابح في بحر النجيع عوائم
لعثيرها فوق السماك سرادق
تجافت عن العقبان فيه القوادم
كنهورها يسقي الثراء بواكف
تجود بها منه الطلى والجماجم
وتزجيه من جرس الصهيل
رواعد لها بصليل المرهفات تراجم
رعيل تغور الشم في جنباته
وتغرق في طامي رداه الخضارم
عدد اليوم
