الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خالد فودة: «جنوب سيناء» آمنة ونواجه الإرهاب بالتنمية والمشاريع الاستثمارية

خالد فودة: «جنوب سيناء» آمنة ونواجه الإرهاب بالتنمية والمشاريع الاستثمارية
12 أغسطس 2016 01:48
ناصر الجابري (أبوظبي) استضاف مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أمس الأول محاضرة بعنوان التنمية ودورها في مواجهة الإرهاب بمقر المركز في أبوظبي، ألقاها اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، بحضور الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وفضيلة الشيخ علي الهاشمي المستشار الديني بوزارة شؤون الرئاسة، ومعالي الدكتور رياض ياسين وزير خارجية جمهورية اليمن السابق، وعدد كبير من الدبلوماسيين، وكبار الشخصيات، ورجال الأعمال، وممثلي وسائل الإعلام. وأشاد اللواء خالد فودة في بداية المحاضرة بالدور الريادي الذي يقوم به مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في تنوير الفكر، والعقل، وبإسهامات مديره العام الدكتور جمال سند السويدي من خلال مؤلفاته الثريّة، وكتبه النيّرة، مؤكداً متانة العلاقات الإماراتية المصرية، التي تعد علاقة تاريخية تشهد لها المواقف، والأحداث. وقال اللواء فودة: «إن قضية الإرهاب تشكل خطراً جسيماً على المجتمع، نظراً إلى ما تؤدي إليه من تهديد للأمن، والممتلكات، وانتهاك للحرمات، وتدنيس للمقدسات، وخطف، وقتل للآمنين، فآفة الإرهاب التي تعانيها الإنسانية اليوم، امتدت لتشمل معظم دول العالم، كما أسهم التطور العلمي في المعلوماتية، ووسائل التواصل الاجتماعي في تكوين دائرة فاعلة للإرهاب عبر محاولتهم لاستقطاب الشباب، واستغلالهم عبر هذه الوسائل». وأضاف: «الإرهاب هو أي عمل يهدف إلى ترويع الفرد أو الجماعة أو الدولة بغية تحقيق أهداف لا تجيزها القوانين، ومن المهم معالجة مفهوم الإرهاب، بأقسامه الفردية، والجماعية، والدولية، فالإرهاب الفردي هو الذي يرتكبه الفرد لإرهاب غيره بشكل يتعارض مع القوانين الدولية والمجتمعية، وقد يرجع هذا النوع إلى أسباب فكرية أو عقائدية أو مجتمعية، أما الإرهاب الجماعي المنظم فهو الذي تمارسه جماعات أو هيئات أو دول سعياً لتحقيق أهداف سياسية أو دينية والمثال على ذلك ما تمارسه الجماعات المسلحة، أما الإرهاب غير المنظم فهو ما تقوم به العصابات غير المنظمة بشكل عشوائي إما لتحقيق أهداف خاصة أو لإخلال الأمن العام، أما الإرهاب الدولي فهو ما تقوم به دولة لتحقيق هدف سياسي عن طريق تسخير مواردها، أو علاقاتها الدبلوماسية في الضغط على الدول الأخرى». وأشار فودة إلى تداعيات الإرهاب المختلفة التي تتمثل بالتداعيات المحلية، وهي استنزاف الموارد، وزيادة الأعباء الاقتصادية، وزعزعة الشعب في قيادته، وخروج المستثمرين من الدولة، وتهديد نسيج المجتمع، وزيادة الأعباء الأمنية، وتشتيت جهود الجيش والشرطة، أما التداعيات الإقليمية فتتمثل بتشتيت جهود السياسة الخارجية للدولة، وإثارة التوترات حول المناطق الحدودية، والتأثير السياسي على علاقات التعاون الاستراتيجي، وإضعاف قدرة الدولة على التأثير في المستوى الإقليمي، بينما تتمثل التداعيات الدولية في تشويه صورة الإسلام، وإضعاف الموقف السياسي والدبلوماسي، والتعرض لضغوط خارجية، وفرض قيود على التحركات السياسية والاقتصادية». وحول محور التنمية، أوضح اللواء فودة أن مفهوم التنمية مرتبط بالتقدم الاقتصادي والاجتماعي وما يعنيه من تغير في بنية الاقتصاد، وتطور في خدمات التعليم والصحة، وأضاف: «إن للتنمية ركنين فكري ومادي، وهما في تفاعل متبادل، فالتطور المادي لا بد أن يكون مسبوقاً بتطور فكري، وهناك أنواع للتنمية منها التنمية الاقتصادية، والبشرية، والإدارية، والمجتمعية، ويعد الإنسان القاسم المشترك في جوانب التنمية كافة». وأشار إلى أن العلاقة بين الإرهاب والتنمية عكسية، فالكثير يرى أن الفشل في التنمية يعد من العوامل الدافعة إلى الإرهاب، وهذا يفسر انتشار الإرهاب في بعض البقع دون غيرها في العالم، فكلما زادت التنمية، غاب الإرهاب، أما انتشار البطالة، والتخلف، والجهل فيعد من العوامل التي تؤدي إلى ظهور الإرهاب، ولذلك تبرز ضرورة وجود المشاريع التنموية التي تُعمل العقل، وتوظّف الشباب، بما يعلي من قيمة العمل والعلم في مواجهة قوى التطرف والظلام. وفي الشأن المصري، قال اللواء خالد فودة: «أدركت مصر ضرورة نشر الوعي، والتنمية في القضاء على العوامل الحاضنة للإرهاب، من خلال رؤية استراتيجية للتنمية المستدامة لمصر، وهي رؤية 2030 بهدف تحقيق تنمية اقتصادية تؤدي إلى سعادة المواطن، وتحافظ على رأس المال البشري، ولتصل مصر إلى أفضل المستويات الاقتصادية، ووضعت مصر خطة طموحة للتنفيذ تقوم على أسس علمية، وتستند إلى استغلال موقعها الجغرافي، وظروفها الطبيعية، في سبيل توفير حياة كريمة للمواطن المصري». المشاريع التنموية واستعرض فودة مجموعة من المشاريع، منها مشروع قناة السويس الجديدة، الذي أثبت للعالم قدرة المصريين على التخطيط، والتنفيذ، ويهدف المشروع إلى توفير فرص العمل، وجعله بوابة وصل عالمية، وللاستفادة من الموارد المتوقعة منها، إضافة إلى مشروع تنمية شرق بورسعيد الذي يتضمن إنشاء مناطق حيوية، وميناء بحري، وأرصفة بطول 5 كيلومتر، كما توجد مشروعات أخرى مثل مشروع مدينة الجلالة، هو عبارة عن منتجع سياحي يشمل مدينة مشمولة بخدمات، تقع فيها جامعة الملك سلمان بن عبدالعزيز، إضافة إلى طرق رابطة، وهي من المشاريع الاستراتيجية التي يتم العمل فيها لإنجازها خلال فترة وجيزة. وأضاف: «توجد مشاريع ضخمة لتطوير سكك الحديد، ووسائل النقل، كما يوجد مشروع لتنفيذ 1.5 مليون فدان، وهو مشروع زراعي تنموي متابع من قبل أعلى المستويات في جمهورية مصر العربية، يهدف إلى تحقيق فرص العمل للشباب». وحول مشروع تطوير العشوائيات، أكد فودة أنه بناء على توجيهات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالانتهاء من ظاهرة العشوائيات خلال عامين، ومحافظة جنوب سيناء بدأت في تنفيذ الوحدات السكنية التي يصل عددها إلى نحو 12 ألف وحدة سكنية، وتم الانتهاء من 9 آلاف وحدة سكنية، وذلك في سبيل توفير مقومات العيش الكريم كافة، ومواجهة للإرهاب الذي ينشط في مناطق العشوائيات. وأضاف: «لدينا جامعتان يتم العمل عليهما حالياً هما جامعة الملك سلمان، وجامعة الملك عبدالله، وستبدأ الدراسة فيهما خلال عامين، ومع وجود شبكة الطرق، والمشاريع الزراعية، فإن محافظة جنوب سيناء مقبلة على نهضة تنموية شاملة». وحول رفع كفاءة الطاقة الكهربائية، أشار فودة إلى أنه تم إضافة 3690 ميجا وات إلى شبكة الكهرباء، كما سيتم البدء في محطة التفاعلات النووية التي تم توقيعها مع الجانب الروسي، ستنفذ على 7 سنوات، وسيحقق هذا المشروع تشغيل المصانع، والمواطنين، وهي أيضاً تصب في مشاريع التنمية، كاشفاً عن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، والذي يهدف إلى إنشاء منطقة تكون مقراً للجهات الحكومية، والسفارات الأجنبية، وأهم المقرات، كما يوجد مشروع لإنشاء مدينة للأثاث في منطقة دمياط، لتشمل معارض، وأسواقاً، ومصانع خاصة بالأثاث. وأكد أن محافظة جنوب سيناء آمنة، كما أن يقظة القوات المسلحة المصرية، وقيامها بضربات استباقية في منطقة شمال سيناء، أضعفت عناصر الجماعات الإرهابية، التي أصبحت محاصرة في مناطق ضيقة بشمال سيناء، مشيراً إلى أن الاستراتيجية المصرية في مكافحة الإرهاب تتمثل في الجانب العسكري عبر الضربات المتلاحقة المدروسة. وأضاف: «لدينا 21 مركزاً شبابياً في جنوب سيناء لممارسة الأنشطة الرياضية، ولاستغلال طاقاتهم الإيجابية، ونسعى دوماً لسماع صوت الشباب، والتعرف على آرائهم، فالشباب يشكلون 60% من عدد سكان جمهورية مصر الإجمالي، فالرؤية حالياً تطبق عبر تدريب الشباب على تولي المناصب القيادية، وتحمل المسؤولية. وخلص اللواء فودة أن التنمية تعد من العوامل التي تقلص من الإرهاب والفكر المتطرف، كما أن عمليات التنمية تتطلب ضخ استثمارات داخلية وخارجية، وأهمية تهيئة المناخ المناسب القائم على تذليل الصعوبات الاستثمارية، وهو ما تقوم به مصر عبر جهاز الاستثمار العالي. وطالب فودة مراكز الدراسات في العالم العربي أن تعمل بالتشارك مع مراكز تقييم المخاطر العالمية، وألا يترك المجال للاعتماد الكلي على مراكز تقييم المخاطر، فهذه المراكز في بعض الأحيان تخطئ في تقاريرها، ولا تنشر المعلومات الصحيحة، مشدداً على ضرورة عمل الدراسات التي تتحدث عن أسباب ظهور التطرف، والإرهاب، وتنسيق الجهود العربية في مواجهته، وتشجيع الاستثمارات العربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©