الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وضاع الميراث

8 سبتمبر 2008 23:35
يروى أن القاضي عامر الشعبي دخل عليه رجل شاكٍ فقال: أيها القاضي إني أنازع إخوتي·· فقد توفي أبانا·· فقال له الشعبي قل أبونا·· فقال فورثنا من أبونا·· فقال الشعبي قل أبينا·· فقال: وقد وصى أبينا·· قال الشعبي قل أبونا·· قال: فما ورثنا أبونا·· قال الشعبي: قل أبانا فغضب الرجل وقال: أرى أني أحاول موافقتك ولكنك مولع بمخالفتي فقال له الشعبي: وأنا والله أرى أن ما ضاع من لسانك أعظم مما ضاع من ميراثك! مباراة شعرية قيل أن امرأ القيس نزل به علقمة الفحل فتجادلا أيهما أشعر فتحاكما إلى زوجة امرئ القيس وهي أم جندب امرأة من طيء· فقبلت التحكيم وأمرتهما بالإنشاد· فأنشد امرؤ القيس قصيدته التي مطلعها: خليلي مُرا بي على أم جُندب نقض لبانات الفـــؤاد المعــــذَبِ فإنكمــــا إن تنظـــراني ســاعة من الدهر تنفعني لدى أم جندب إلى أن قال: وقد أغتدى والطير في وكناتها وماء الندى يجـــري على كل مذنب بمنــجـــرد قــيد الأوابـــــد لاحه طراد الهوادي كل شأو مغرب فبينا نعـــاج يرتعـــين خميلـــة كمشي العذاري في المُلاء المهدب فطـــال تنادينـــا وعقد عذاره وقال صحابي قد شأونك فاطلب إلى أن قال: فللساق ألهــــوبٌ وللســـوط درةٌ وللزجر منه وقعُ أهوج منعب فأدرك لم يجهد ولم يثين شآوه يمر كخذروف الوليد المثقب ثم أنشد علقمة الفحل قصيدة من نفس الروي والوزن مطلعها: ذهبت من الهجران في غير مذهبِ ولم يك حقا كل هذا التجنب إلى أن قال واصفا فرسه: فأدركهن ثانيا من عنانه يمر كمر الرائح المتحلّب فقضت أم جندب بتفوق علقمة! فتعجب امرؤ القيس وقال لها (وكان معتقداً أنها ستقضي له إذ كان معتدا بنفسه تماما) بم فضلته عليّ؟ قالت إنك أجهدت فرسك بالألهوب والسوط كما مريته بساقك أي بلكزه الفرس بالساق· أما فرس علقمة فكان كالريح بدون هذه الأساليب! فطلقها امرؤ القيس وقيل تزوج منها علقمة· وقد شكك بعض أهل الأدب في هذه الواقعة، ولكن تشكيكهم قائم على استنتاجات في نظرهم هم أدلة تاريخية، مع العلم أن القصة وردت في كتب كثيرة، ولست أرى داعيا لتأليفها، ونسبتها لأشخاص بأعينهم على خلاف الحقيقة، وليس كل ما نستغربه مصطنعاً
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©