جامع الصالح في صنعاء مقصد مصلِّي التراويح

صنعاء- خطف جامع ''الصالح''، منذ تدشينه في العاصمة اليمنية صنعاء بالتزامن مع حلول رمضان، الأضواء الدينية في ظل تزايد أعداد المصلين فيه من مختلف الفئات العمرية والمناطق اليمنية حتى أصبح الجامع مقصداً نظراً لروحانية المكان الواقع في باحة ''السبعين'' القريبة من رمز الجندي المجهول، وساحة الاحتفالات بأعياد الثورة اليمنية· ويتربع ''الصالح'' فوق مساحة كبيرة، وله مآذن عديدة، وقباب، وأروقة وساحات كثيرة، ومصلى واسع، إلى جانب كلية للشريعة الإسلامية، ومتحف لفنون العمارة الإسلامية· وزاد من تألق جامع الصالح، الذي بلغت كلفة تشييده نحو ستين مليون دولار، إطلاق الجمهورية لقناة فضائية جديدة تحمل اسم ''الإيمان'' تنقل صلاة التراويح من الجامع نقلاً مباشراً مما شجع مواطنين على أداء الصلاة فيه· وحظي الجامع ، الذي أنشئ على نفقة الرئيس علي عبدالله صالح، بالإضافة إلى تبرعات المحسنين، باهتمام زوار اليمن، إذ زاره الرئيس الفلسطيني محمود عباس في (يونيو) الماضي، وعبّر رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في سجل الزيارات عن إعجابه بهذا المعلم الإسلامي· وشيّد جامع الصالح على مساحة تزيد عن 27 ألف متر مربع، ويتسع لحوالي 44 ألف مصل، ويتكون من صالة الصلاة الرئيسة، ويوجد لها عشرة أبواب رئيسة من الناحيتين الشرقية والغربية، وخمسة أخرى من الجهة الجنوبية تؤدي إلى الرواق الخلفي للجامع، وصحن الكلية الشرعية، إلى جانب منطقة الوضوء، وتغطي المنطقة الوسطى لسقف الجامع خمس قباب، أربع منها بقطر 15,60 سم وارتفاع 20,35 سم من سقف الجامع، فيما يبلغ قطر القبة الوسطية، الأكبر، 27 متراً وبارتفاع 39,60 سم من سقف الجامع، كما أن هناك أربعَ قباب صغيرة في الأركان الأربعة لسقف الجامع بقطر 8,90 سم، وارتفاع 12,89 سم من سقف الجامع، بالإضافة إلى ست مآذن أربع منها على جانبي الجامع بارتفاع 100 متر، ومئذنتين على جانبي الكلية الشرعية بارتفاع 80 متراً· ويوجد بالجامع كلية للعلوم الشرعية وتتكون من ثلاثة أدوار وتحتوي على 20 فصلاً دراسياً، وقاعات للمحاضرات، ومكتبة للرجال وأخرى للنساء، وقاعة لحفظ المخطوطات، ومرافق صحية· ويشمل الجامع مرافق وخدمات متكاملة ومواقف للسيارات تتسع لحوالي ألف سيارة كما يحيط بالجامع مجموعة من الحدائق والمسطحات الخضراء· ويتألف مبنى الكلية من ثلاثة أدوار ويضم خمسة وعشرين فصلاً للدراسة إضافة إلى قاعات صلاة ومكتباتٍ وقاعات اجتماعات· وراعى مهندسو البناء أن يتخذ الجامع الشكل المستطيل، وقسمت قاعة الصلاة الرئيسية إلى جناحين: شرقيٍّ وغربي، أما الانطلاق من المنطقة الطرفية إلى المنطقة الوسطى فتتأمن بتدرجاتٍ في جسم الجامع من الأسفل إلى الأعلى، وبتكوين فراغاتٍ أسفل القباب الرئيسية البالغة ثلاثاً وعشرين قبةً· ويضم الجامع مصلى للنساء يقع أعلى الرواق الخلفي ويتصل بالجامع عن طريق نوافذ مطلة على قاعة الصلاة عبر مداخل خاصة، تحقق الفصل بين الرجال والنساء· ويتميز الجامع بست منارات فريدة ذات تصميم خاص يبلغ ارتفاع أربع منها مائة وستة أمتار مع الهلال، وقد استخدمت فيها أساسات خاصة تصل إلى عمق خمسة وثلاثين متراً، وبقطر سبعين سم لكل مئذنة، وهو ما سيساعد في تقوية المبنى على مقاومة الزلازل· وتم تحديد مواصفات المشروع بأربعة أصناف من الأحجار، أحجار بازلتية باللون الأسود، وأحجار جيرية بالألوان السوداء والبيضاء والحمراء، كما حددت المواصفات مقاسات أحجار البناء بحيث لا يقل طول الحجر عن 160 سم ولا يقل ارتفاعه عن 80 سم· واعتمد الجرانيت الأحمر المنقط بالأبيض لكساء الأعمدة الداخلية للجامع· أما الياجور الذي يمتاز بجمالية نادرة وبعمره الافتراضي الكبير، فتم اختياره كمادة بناء لتكسيه واجهات المنارات حفاظاً على التراث المعماري اليمني العريق· من صميم التراث اليمني الزاخر بأعمال خشبية فنية، تم استمداد تصميمات الأعمال الخشبية للجامع، ولهذا جرى اعتماد أفخر أنواع الأخشاب المعتمدة عالمياً لصناعة 15 باباً رئيسياً يزيد حجم الواحد منها عن 23 متراً مزخرفة بالخط العربي ومطعمة بالنحاس المعالج بأحدث تقنيات ألـفذضف، أما أعمال السقوف الخشبية فيفوق عددها 30 ألف قطعة زخرفية معتقة بالذهب الخالص والألوان، ومثبتة بارتفاعات وصلت إلى 23 متراً· ولكساء قباب الجامع من الخارج، استخدمت مادة عصرية متطورة اسمها ''الجي آر سي''، وهي مادة تحاكي الجص اليمني من جهة الطواعية في أعمال الزخرفة، إضافة لميزاتها العالية من جهة الديمومة والمحافظة على الشكل· وفي جدران الجامع، نُقشت سبعمائة وثمانون آية من اثنتين وستين سورة قرآنية، فيما بلغ عدد السور المكتملة في الجامع والكلية ثماني سور هي: ''الفاتحة، ويس، والرحمن، والقدر، والعصر، والإخلاص، والفلق، والناس''· واللافت في نجفات الإنارة الداخلية أنها مصنوعة من الكريستال العالمي المعروف، فيما استخدمت لمبات إضاءة حديثة لإنارة القباب والأعمدة داخل الجامع· ولإنارة المداخل الرئيسية ومصليات الرجال والنساء والممرات الداخلية والخارجية للكلية، استخدم النجف النحاسي النادر، المشغول يدوياً بنقوش عربية· وتتوافر في الجامع أحدث الأنظمة التقنية الحديثة لكل ما يتعلق بالصوتيات والبث التلفزيوني المباشر، إضافة إلى أنظمة متطورة للحماية من الحريق والصواعق·