طالب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أمس، وفداً أميركياً رفيعاً في كابول بالعمل على وقف المداهمات الليلية التي تشنها القوات الأميركية والدولية وخفض العمليات العسكرية التي تتسبب بوقوع خسائر بشرية في صفوف المدنيين بأفغانستان. في حين قال السفير الأميركي لدى كابول كارل ايكينبري الحكومة الأفغانية والقوات الأجنبية بأن عليها أن تتوقع تصعيداً من «طالبان» بتكثيف الاغتيالات والهجمات الانتحارية في المدن في إطار تغيير تكتيكاتها للتركيز بدرجة كبيرة على العمليات الإرهابية.
وبالتوازي، غادر وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجي كابول صباح أمس، في ختام زيارة استمرت 48 ساعة لتفقد القوات الفرنسية المنتشرة في أفغانستان، شهدت اعتداء قالت حركة «طالبان» إنه كان يستهدفه فيما نفت باريس ذلك. وفيما يقترب موعد بدء الانسحاب الأميركي من أفغانستان، يبذل الجيش الباكستاني جهوداً متعاظمة لتوثيق العلاقات مع الجهات الأمنية في أفغانستان لتأمين دور محوري له في أي تسوية يجري التفاوض عليها بين كابول والمتمردين، خاصة بعد اتفاق البلدين الأسبوع الماضي على ضم مسؤولين عسكريين واستخباريين في اللجنة المكلفة ايجاد حل لسلمي للنزاع في «طالبان».
وجاءت مطالبة كرزاي لدى استقباله رئيس مجلس النواب الأميركي جون بونر الذي يزور كابول على رأس وفد يتألف من 6 نواب، بعد زيارة مماثلة لباكستان.
وأفاد بيان صادر عن المكتب الرئاسي في كابول أمس، أن كرزاي أعرب للوفد عن امتنان الأفغان للمساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة على مدى السنوات العشر الماضية، مشدداً على ضرورة أن يعيد الجيش الأميركي النظر وبشكل جدي في المداهمات الليلية والعشوائية، وتلك العمليات العسكرية التي توقع ضحايا وسط المدنيين.
وظلت قضية المداهمات الليلية العشوائية في المناطق الأفغانية المختلفة مصدر خلاف بين كرزاي والدول الأخرى المشاركة في العمليات العسكرية في البلاد. ومن المقرر أن يبدأ الجيش الأميركي انسحاباً محدوداً في يوليو المقبل، عندما تتسلم القوات الأفغانية المسؤولية الأمنية في عدد من المناطق قبل انتقال السلطة الكاملة لها عام 2014. .
من جهته، قال السفير الأميركي في كابول في مقابلة مع رويترز أمس، إن وقوع 3 هجمات في 4 أيام فقط يشير إلى تغير في الاستراتيجية عقب تعرض طالبان لانتكاسات في مواجهة قوات الأمن الأفغانية والدولية.
وذكر ايكينبري خلال مقابلة أجريت معه على متن طائرة أقلته في زيارة خاطفة لإقليم قندهار المضطرب “نشعر إنه خلال فصل الربيع والصيف سنشهد استمراراً للهجمات الانتحارية ربما على مستوى أعلى مما شهدناه العام الماضي”. وأضاف “يبدو لنا الآن أنهم غير قادرين على ابقاء قوات في ساحة القتال أو الدخول في معركة متواصلة.. لقد غيروا استراتيجيتهم وبدأوا حملة إرهابية مركزة جداً”.” وأمس الأول، قتل مسلح شخصين في وزارة الدفاع الأفغانية في ثالث هجوم على منشأة أمنية في 4 أيام.
عدد اليوم
