استعرض سيد أطهر علي سكرتير وزارة الدفاع الباكستانية الواقع الأمني والاقتصادي والدبلوماسي لباكستان خاصة بعد أن تبنت إسلام آباد استراتيجية الحرب على الإرهاب بالتعاون مع قوات التحالف الدولي بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.
وقال خلال محاضرة ألقاها في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بعنوان “قراءة في الوضع الأمني في باكستان”، إن تدهور الأوضاع الأمنية كلف بلاده نحو 40 مليار دولار لمواجهة الإرهاب وتأمين الحياة لثلاثة ملايين لاجئ من أفغانستان فضلاً عما تكبده الاقتصاد من أضرار كبيرة جراء عزوف المستثمرين عن الاستثمار في باكستان بسبب الاضطرابات والحرب على الإرهاب بالإضافة إلى الخسائر البشرية والمادية التي نجمت عن الفيضانات الأخيرة.
وأشار إلى أن مشاركة بلاده في عمليات تنفيذ القانون ضد الجماعات المسلحة والإرهابية كلفها ثمناً فادحاً على المستوى الداخلي حيث انقسم المجتمع الباكستاني إلى أقطاب مختلفة بسبب هذه المشاركة.
وأكد أنه رغم الإنجازات التي حققتها بلاده في المعارك مع الإرهاب وتكبيد المجموعات الإرهابية نحو 35 ألف شخص ما بين قتيل ومعتقل خلال المعارك، فإن السيطرة على الحدود الواسعة مع أفغانستان يعد أمراً صعباً نظراً لوعورة المنطقة الجبلية على الحدود إذ تتراوح ارتفاعات الجبال هناك من 6 آلاف إلى 15 ألف متر.
وقال أطهر إن التعاون الأمني بين باكستان وأفغانستان بشأن ضبط الحدود ومنع المتسللين ليس بالأمر السهل خاصة أن لدى باكستان نحو 21 مركزاً لمراقبة الحدود مقابل 12 مركزاً لأفغانستان وهذا لا يكفي لوقف حركة المتسللين بين البلدين الذين يقدر عددهم نحو 40 ألف متسلل يومياً.
وشدد سكرتير وزارة الدفاع الباكستانية على ضرورة تبني دول العالم استراتيجية مدروسة لمواجهة الإرهاب مشيراً إلى أن باكستان لا تستطيع القيام بهذه المهمة وحدها خاصة أن الإرهاب لا يهددها وحدها بل يهدد العالم بأسره. كما لفت إلى أن الأوضاع الحدودية غير المستقرة بين الهند وباكستان التي تكلف بلاده جهداً بشرياً ومادياً إضافياً.
ميدانيا في باكستان، أصيب شخصان بانفجار سيارة مفخخة على طريق الجيلاني الجديد في مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان ومتاخم للحدود الأفغانية، متسببة بأضرار جسيمة بسيارات ومحال تجارية والمنازل. كما تسبب انفجار عبوة بتدمير مركز للشرطة في مدينة فيصل آباد.
من ناحيته، قال حافظ شيخ وزير المالية الباكستاني إن ما يتردد عن حصول بلاده على مساعدات أميركية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات هو “أسطورة”.
وصرح شيخ في كلمة ألقاها في مركز وودرو ويلسون للأبحاث السياسية في واشنطن بأن الولايات المتحدة لم تسلم باكستان ما وعدت به في قانون مساعدات نص على تقديم 5.7 مليار دولار كمساعدات مدنية على مدى 5 سنوات.
وفي تطور آخر، أعلن الجيش الباكستاني أمس عن إطلاق صاروخ بالستي قصير المدى بنجاح ضمن سلسلة تجارب تجريها قيادة القوة الاستراتيجية على أجيال من الصواريخ الباليستية “حتف 9”.
وذكر بيان عسكري أن الصاروخ أرض أرض الذاتي الدفع يبلغ مداه 60 كيلومتراً وهو قادر على حمل رؤوس نووية وتقليدية ويتميز بدقته الفائقة.
وأفاد بيان للجيش الباكستاني إن الصاروخ حتف يبلغ مداه 60 كيلومتراً ويمكنه حمل رؤوس نووية تستطيع إصابة أهدافها بدقة متناهية. وتم إجراء التجربة بنجاح في مكان لم يعلن عنه وشهدها ضباط كبار وعلماء ومهندسون من منظمات استراتيجية. وقال البيان إن الرئيس الباكستاني ورئيس الوزراء أشادا بإطلاق الصاروخ وقدما التهنئة للعلماء والمهندسين على هذا النجاح الكبير. وكانت باكستان أجرت تجارب نووية في مايو 1998 بعد أيام من قيام الهند بإجراء اختبارات مماثلة. وخاض البلدان 3 حروب منذ استقلالهما عام 1947.
عدد اليوم
