السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أقسام الابتكار.. ضرورة قصوى لسد الفجوة

22 يونيو 2017 06:30
وسط الأزمات الطاحنة التي تعصف بالمنطقة، تبدو الصحافة العربية الآن مشغولة جداً بمتابعة ما يجري حولها لدرجة أنها تناست حاجتها الماسة لتطوير خدماتها وأدواتها. فكثير من المؤسسات الصحفية، خاصة القديمة منها، ما زالت عاجزة عن الانفلات من قواعد الانطلاق الأولى، التي تعتمد عليها في طرق عملها منذ عقود بعيدة. كما أن المؤسسات الجديدة ، تبدو هي الأخرى وكأنها تغرف من البئر نفسه. بل ظل الأداء عموماً، حتى بعد التحول الخجول نحو الصحافة الرقمية، كلاسيكياً بامتياز. وربما يفسر ذلك حالة الارتباك السائدة حالياً في العلاقة بين الإعلام العربي والجمهور. فالناس زادت ثقتهم في أنفسهم، وتجاوزوا فكرة أنهم مجرد متلقين، وصار لديهم شعور يشبه الندية في نظرتهم للإعلام، كما أن قطاعات كبيرة منهم تشعر بأن الإعلام بوضعه الحالي لا يلبي احتياجاتهم الحقيقية. وطبعا لا أحد يستطيع أن يلومهم للوهلة الأولى. فالتكنولوجيا الحديثة منحت كل من بيده هاتف ذكي فرصة نشر القصص الإخبارية بالكلمة والصورة والفيديو، على الملايين في دقائق معدودة. من ثم قد لا يكون من قبيل المبالغة أو الحذلقة الفكرية أن يبدي كثيرون دهشتهم قائلين: إذن .. ما هي وظيفة مؤسسات الصحافة والإعلام عموماً إذا ما كان الجمهور العادي صار يقوم بالمهام نفسها؟! يكتسب السؤال مشروعيته الحقيقية بالنظر إلى أن كون الإعلام العربي مازال مصمماً بطريقة غريبة على أداء عمله بالطريقة نفسها تقريباً التي كان يعمل بها منذ 60 عاماً على الأقل.! طبعا لا يمكن إنكار حجم الجهد المبذول والتطور الذي شهده الإعلام العربي عموما خلال السنوات الأخيرة.. لكن يظل حجم هذا التطور وسرعته، أقل وأبطأ بكثير من التغيرات الكاسحة التي شهدتها التكنولوجيا الحديثة. بالتالي يبدو الأمر كما لو أنك لا تزرع سوى مساحة محدودة جداً من قطعة أرض شاسعة تملكها، لمجرد أنك مازلت مصراً على استخدام المحراث التقليدي. هذا الخلل الهيكلي سببه الحقيقي أن وسائل الإعلام العربية عاجزة حتى الآن عن القيام بما يمكن أن نسميه «synchronization» أي توافق متزامن بين الإمكانيات الهائلة التي تتيحها التكنولوجيا الحديثة وبين طرق الأداء والتشغيل. لكن يمكن تحقيق ذلك، إذا ما صارت لدينا أقسام معتبرة وإدارات مقدرة للابتكار والإبداع، بحيث يكون لديها الرؤية الشاملة لكيفية الاستفادة من التقنيات الحديثة في تقديم خدمات إعلامية مميزة بطرق مبتكرة جذابة، قادرة على إثارة اهتمام الجمهور. أي أننا بحاجة إلى خلطة ذكية بين الإعلام والتكنولوجيا، لاستعادة ثقة الجمهور وتقديره، على الأقل. وينطوي ذلك على أهمية قصوى الآن في ظل الحاجة الماسة لإعلام حقيقي مسؤول، يستطيع مواجهة سيل الأخبار المفبركة وحملات تزييف الوعي التي يجد الجمهور نفسه فريسة لها على وسائل التواصل الاجتماعي دون أن يملك قدرة حقيقية، أو أدوات فعالة للتأكد من حقيقه ما يراه أو يقرأه. أحمد مصطفى العملة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©