مصطفى عبدالعظيم (دبي) - أكد بوريس جونسون عمدة مدينة لندن أمس أن الزيارة الرسمية المرتقبة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله إلى بريطانيا نهاية الشهر الجاري، تحظى باهتمام واسع على كافة المستويات والصعد في المملكة المتحدة، ووصف هذه الزيارة بـ «التاريخية».
وأشاد جونسون، خلال مؤتمر صحفي عقده في دبي، بقوة العلاقات بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة، في المجالات كافة.
وأكد أن زيارة صاحب السمو رئيس الدولة إلى بريطانيا، تشكل تتويجاً للعلاقات الراسخة بين البلدين التي تزداد عمقاً عبر السنين.
ونوه بمحادثة تليفونية أجرها أمس الأول مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أكد خلالها الاهتمام الكبير بالعلاقات بين الإمارات والمملكة المتحدة، مؤكدا عمق العلاقة الاستراتيجية بين البلدين في المجالات الدبلوماسية والتجارية والعديد من المجالات الأخرى التي يتم تكثيف جهود التعاون فيها.
ويقوم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يرافقه وفد رفيع المستوى بزيارة رسمية إلى المملكة المتحدة خلال الفترة من الثلاثين من شهر أبريل إلى الأول من مايو المقبل، تلبية لدعوة من جلالة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا.
وأكد جونسون دعم لندن ودعمه شخصيا للإمارات في سباقها نحو احتضان معرض إكسبو العالمي 2020، مشيرا إلى أن فوز الإمارات باحتضان اكسبو سيعزز من مكانتها عالميا.
ولفت إلى أنه في حال فوز دبي باستضافة المعرض فإن ذلك سيحمل أنباء جيدة للشركات البريطانية التي تزيد على 4 آلاف شركة متواجدة في الإمارات.
وشدد جونسون على اهتمام بريطانيا بتعزيز وتطوير علاقاتها مع دولة الإمارات في مختلف المجالات خاصة فيما يتصل بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والمضي قدما في إقامة المشاريع والشراكات الاستراتيجية، مشيرا إلى أن زيارته إلى الدولة تهدف إلى تطوير التكامل الاقتصادي بين مدينة لندن ودولة الإمارات.
وقال جونسون إنه استعرض خلال لقائه مع مسؤولين في مدينة مصدر، دراستهم شراء باصات خالية من الكربون تسير في شوارع لندن والتي تعد الوحيدة من نوعها في العالم من إنتاج شركة (رايت باص) ليتم تسييرها في مدينة مصدر، لافتا إلى أن هذه الباصات صناعة بريطانية، تصل بنسبة انبعاث الكربون إلى الصفر وتحظى باهتمام كبير من قبل بلدان مثل أبوظبي وهونج كونج.
وتطرق عمدة لندن خلال المؤتمر الصحفي للحديث عن قطاع التمويل الإسلامي، وعن استضافة العاصمة البريطانية خلال شهر أكتوبر المقبل مؤتمراً للاقتصاد الإسلامي يعد الأول الذي ينظم خارج بلدان العالم الإسلامي.
وأشار إلى أنه قام بتوجيه الدعوة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله لحضور المؤتمر، لافتا إلى أن لندن باتت أكبر مركز للصكوك الإسلامية خارج العالم الإسلامي بإصدارات تبلغ نحو 20 مليار دولار.
وأشاد عمدة لندن بالاستثمارات الإماراتية الكبيرة في العاصمة البريطانية خلال السنوات الأخيرة في مشاريع البنية التحتية مثل مشروع مصفوفة لندن لشركة مصدر وهي من المشاريع الذي ستشكل منعطفاً جديدا على صعيد دعم البنية التحتية للمدينة والإسهام في دعم النمو وخلق فرص عمل جديدة.
وأعلنت «مصفوفة لندن»، محطة طاقة الرياح البحرية التي يطورها تحالف يضم «دونج إنرجي» و»إي. أون» و»مصدر»، مؤخرا عن دخول المرحلة الأولى من المشروع حيز التشغيل باستطاعة قدرها 630 ميجاواط، وذلك بعد الانتهاء من تركيب التوربين الأخير الذي يحمل الرقم 175.
ومع ربط كافة التوربينات بالشبكة الوطنية للكهرباء، من المتوقع أن تنتج «مصفوفة لندن»، التي باتت أكبر محطة قيد التشغيل لتوليد الكهرباء من الرياح البحرية في العالم، طاقة تكفي لإمداد حوالي نصف مليون منزل بالكهرباء سنوياً.
وأشاد جونسون بمشروع «لندن جيتواي» الذي تنفذه موانئ دبي العالمية، واصفا إياه بالمشروع الفريد ويوفر نحو 36 ألف وظيفة عمل للبريطانيين بعد اكتمال جميع مراحل البناء، مشيرا إلى أن هذا المشروع ومعه مشروع مصفوفة لندن، نتاج تعاون وثيق بين الشركاء في البلدين.
ومن المتوقع افتتاح ميناء لندن جيتواي خلال شهر أكتوبر المقبل، وسيصبح الميناء عند اكتماله أكبر مشروع شحن في بريطانيا.
ويقع الميناء بالقرب من أكبر ساحة تخزين لوجستية في أوروبا، كما يتمتع بأعلى التقنيات التي توفر في الوقت والتكلفة للعملاء، ما يجعله من أهم موانئ الشحن في أوروبا خلال الفترة المقبلة.
وأوضح حونسون أن اللقاءات التي أجرها خلال زيارته الراهنة للإمارات هي للوقوف على ما تحقق من محادثات وإنجازات والتعرف على كيفية تعزيز تلك العلاقات والأعمال، لافتا إلى أن هناك الكثير في طريقه للتحقق بين البلدين.
وأضاف أن بلاده تسعى إلى الاستفادة من الرؤى الطموحة للمستثمرين الإماراتيين وقدرتهم على تحويل الطموح إلى واقع، وذلك في معالجة التحديات التي تواجهها لندن على صعيد ازدحام الأجواء بحركة الطيران.
وقال: «ما أجده مثيرا في مستثمري الإمارات أنه يضعون الخطة ويشرعون في تحويلها لمشروع ملموس على الأرض رغم كل التحديات التي قد تواجههم، وهو أمر يثير إعجابي كثيرا.
وأضاف «إنه يدعم تأسيس مطار جديد في لندن، موضحا أن الأمر الآن يخضع لجدال سياسي وغير واضح القرار بشأنه، إلا أن عدم الوضوح لن يبقى للأبد وسنحصل على قرار بشأن تأسيس مطار جديد في لندن بحلول العام المقبل».
وأشاد بأداء مطار دبي الذي يستقبل نحو 66 مليون مسافر عبر مدرجين للمطار نتيجة استقبال الرحلات الليلة على خلاف مطار هيثرو، مضيفا أنه رغم أن حجم الإشغال في هيثرو مازال عالياً لكن ذلك لن يستمر لفترة طويلة.
وكشف عمدة لندن عن مشاريع بمليارات الدولارات توفرها لندن للاستثمار الأجنبي خلال السنوات القليلة المقبلة، في ظل توقعات بزيادة عدد سكان لندن بما يزيد على مليون نسمة بحلول عام 2030، خاصة في قطاعات البنية التحتية والنقل.
وأكد انفتاح لندن، على غرار مدينتي دبي ومدينة أبوظبي، على الاستثمار الأجنبي من بلدان العالم كافة لما تتمتع به من جاذبية عكستها التدفقات الاستثمارية الضخمة التي استقطبتها لندن عند الاستعداد لدورة الألعاب الأولمبية.
عدد اليوم
