الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عصر الطيران

20 نوفمبر 2009 22:34
تنتهي اليوم الأربعاء فعاليات معرض دبي للطيران الذي يعقد مرة كل عامين، وهذا المعرض هو أحد أبرز معارض الطيران والصناعات الجوية والفضائية في الشرق الأوسط، وأسرع المعارض المماثلة نمواً على مستوى العالم، ويحتل المركز الثالث بين المعارض العالمية المماثلة، وتشير التوقعات إلى أنه ربما يحتل موقعاً اكثر تقدماً في المستقبل. بالطبع لست في حاجة إلى أن أذكر ما تعانيه صناعة النقل الجوي في العالم من اضطرابات ومشكلات اقتصادية، لدرجة أن بعض الشركات تتلاشى أو تندمج مع شركات أخرى فتختفي تماماً من على الساحة. بيد أن هذا الوضع مختلف تماماً في منطقة الشرق الأوسط، فهي المنطقة التي لا تزال تبعث بالأمل إلى قطاع الطيران في العالم، فهي الأكثر نمواً وتطوراً من حيث حركة الطيران ومن حيث معدلات شراء وتشغيل الطائرات، ومن حيث فتح أسواق جديدة بينما تغلق شركات عالمية كبرى خطوطها وتقلص حجم أعمالها. هذه المؤشرات بالطبع تفسر نمو حجم معرض دبي للطيران واتساع نطاق أعماله هذا العام، فهو معرض المنطقة الأكثر نشاطاً والأكبر نمواً، وهذا الأمر في حد ذاته يبعث على الفخر ويؤكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح. في السنوات الأخيرة، ظهرت شركات طيران وطنية جديدة بشكل متتابع ومتوال، طيران الاتحاد ثم العربية للطيران ورويال جت وفلاي دبي، وكان البعض يشكك في قدرة هذه الشركات الكثيرة على تحقيق النجاح ومنافسة بعضها البعض في دولة واحدة، وهناك من قال إن العالم يدمج شركاته بينما نحن نستحدث شركات متنافسة. ولكن هذه هي السنوات تمر لتؤكد أن وجهة نظرنا كانت صحيحة، وأن السير في ركاب ما يحدث في العالم ليس دائماً هو الصحيح، فلا يزال قطاع الطيران في العالم يعاني، بينما الوضع مختلف تماماً في منطقة الشرق الأوسط والإمارات بشكل خاص. الحدث الأهم في نظري بغض النظر عن الصفقات أو الطائرات الجديدة الرائعة والتكنولوجيا الحديثة التي شهدها المعرض، هو الاتفاقية التي تم توقيعها بين شركة مبادلة للتنمية وشركة إيرباص الأوروبية لصناعة الطائرات، والتي تقضي بتصنيع أجزاء من الطائرة الإيرباص في الامارات، وهو العقد الذي تتوقع مبادلة منه عائدات بأكثر من مليار دولار على مدى عشر سنوات، ويقضي العقد بصناعة ألواح الفايبر للجنيحات المركبة المستعملة في اجنحة وذيل طائرات إيرباص لتصبح بذلك الإمارات المصدر الحصري عالمياً لتوريد هذه المكونات لطائرات إيرباص في العالم. هذا العقد قد يكون أهم حدث في قطاع الطيران الإماراتي الذي يدخل بذلك إلى عصر الطيران من بوابة إحدى أعظم الطائرات التي ابتكرها الانسان، وأتوقع أن تكون هذه الخطوة بداية لدخول الإمارات إلى عصر جديد نكون فيه جزءاً من الإنتاج في هذا القطاع الرائد، وامهلنا الله واياكم من العمر سنوات حتى نرى إنجازات أكبر خلال السنوات القادمة وهو ما أتوقعه في المستقبل القريب، وما أتمناه من الله.. وحياكم الله.. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©