الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتخابات كندا المبكرة··· بين السياسة والاقتصاد

انتخابات كندا المبكرة··· بين السياسة والاقتصاد
9 سبتمبر 2008 00:04
تخلى رئيس الوزراء الكندي ''ستيفن هاربر'' عن الموعد القانوني المحدد لإجراء الانتخابات البرلمانية، على أن تجرى انتخابات فيدرالية مبكرة يوم الأحد المقبل الموافق 14 سبتمبر؛ وتأتي هذه الانتخابات سابقة للموعد المقرر لها رسمياً بموجب التشريع الذي أصدره ''هاربر'' بعد تولي ''الحزب المحافظ'' الذي يقوده لمقاليد السلطة في يناير من عام 2006 بعام كامل تقريباً؛ وبذلك تكون هذه الانتخابات الوطنية الثالثة التي تجريها كندا خلال أربع سنوات فحسب؛ ويزعم ''هاربر'' أن أحزاب المعارضة قد شلت حكومته بعد أن تمكنت من جعل البرلمان جهازاً فاقداً للحيلة والفعالية؛ غير أن خصومه ردوا على هذا الزعم بقولهم إن تكتيك إجراء الانتخابات المبكرة هو عين الألاعيب السياسية التي تعهد رئيس الوزراء سابقاً بوضع حد لها· من ناحيته قال ''هاربر'': ''لقد وصلنا لحظة تطلبت أن يختار الشعب الكندي طريقه للأمام؛ وسوف يختار الكنديون بين تحديد الاتجاه واللايقين، بين ما هو معبر عن الحس العام السليم، وبين التجريب السياسي المغامر، بين الطيش والمثابرة''· يذكر أن حكومة ''هاربر'' الحالية، شأنها شأن الحكومة الليبرالية التي سبقتها، عجزت هي الأخرى عن تحقيق أغلبية برلمانية؛ وأثناء تمكنه من قيادة الحكومة رغم العقبة البرلمانية الكبيرة التي تعترض طريقه، ها هو يحاول الآن استثمار نقاط القوة التي أحرزها حزبه المحافظ، بل استثمار شعبيته شخصياً، قبل أن تمضي الأمور نحو الأسوأ، وبخاصة الاقتصاد؛ وضمن نقاط القوة التي تحسب إيجاباً لصالح الحزب المحافظ، تمكنه من جمع تبرعات أكبر، إضافة إلى حسن مستوى تنظيمه مقارنة بخصمه ''الحزب الليبرالي'' الذي واصل سيطرته على السياسات الكندية خلال الجزء الأعظم من نصف القرن الماضي؛ وعلى رغم عدم تمتع ''هابر'' بالكاريزما السياسية وميله الطبيعي للتعصب والضيق، خاصة حين يثور في وجهه معارضوه، إلا أن شعبيته لا تزال أعلى من شعبية خصمه ''ستيفان دايون'' زعيم الحزب الليبرالي، وفقاً لنتائج استطلاع الرأي السابقة للانتخابات؛ وحصل ''هاربر'' ضمن هذه النتائج على لقب ''أفضل رئيس وزراء'' بنسبة 50 بالمائة، قياساً إلى نسبة 20 بالمائة فحسب، حصل عليها خصمه ''دايون'' الذي يخوض الانتخابات بصفة زعيم للحزب الليبرالي للمرة الأولى، بحكم كونه أكاديمياً سابقاً· ويتحدث ''دايون'' لغة إنجليزية متعثرة؛ بل حتى في لغته الفرنسية الأم، يبدو ''دايون'' وهو يلقي خطبه السياسية كما لو كان أكاديمياً بارداً يلقي بمحاضرات معلوماتية جافة في العلوم السياسية أو الإدارة العامة على طلابه في جامعة ''مونتريال''· يشار إلى أن العامل السلبي الرئيسي الذي دفع ''هاربر'' إلى التعجيل بموعد إجراء الانتخابات، هو تدهور أداء الاقتصاد الكندي؛ فعلى رغم ارتفاع أسعار النفط والسلع الكندية، وهو ما دعم الاقتصاد الوطني وحال دون تدهوره إلى حافة التباطؤ، إلا أن المعلومات الاقتصادية المتوفرة تشير إلى تأثره بمشكلات الاقتصاد الأميركي؛ يضاف إلى ذلك عدم رضا أغلبية الكنديين عن مشاركة بلادهم في المهمة العسكرية الجارية في أفغانستان، وفقاً لآخر استطلاعات الرأي التي أجرتها ''شركة البث الكندية'' ونشرت نتائجها الأسبوع الماضي· يضاف أيضاً أن الحزب المحافظ كان قد فاز بالانتخابات السابقة قبل ثلاث سنوات، نتيجة لرد فعل شعبي عام على تورط الليبراليين في فضيحة مالية لها صلة بالإنفاق الفيدرالي، إلا أن الملاحظ أن الحزب المحافظ الذي وعد بوضع حد للفساد، تحول هو نفسه اليوم إلى محور جدال عام محتدم حول تمويل حملته الانتخابية؛ لكن وعلى رغم ذلك أظهرت نتائج استطلاعات الرأي التي أجريت خلال الأسابيع الماضية، تقدم المحافظين على الليبراليين؛ وحسب نتائج الاستطلاع الذي أجرته منظمة ''إيبسوز ريد'' العالمية المتخصصة في أبحاث السوق، التي أعلن عنها يوم السبت الماضي، فلا يزال يتقدم المحافظون بنسبة 34 بالمائة، قياساً إلى خصومهم الليبراليين الذين لم تزد نسبة تأييدهم الشعبي على 31 بالمائة، إلى ذلك أشارت نتائج استطلاعات رأي أخرى إلى هامش فارق بين الحزبين أكبر مما توصلت إليه النتائج أعلاه· إلا أن الدكتور ''داريل بريكر'' الرئيس والمدير التنفيذي الأول للشؤون العامة بمنظمة إيبسوز ريد- حذّر من مغبة الإفراط في الاستنتاج والتكهن بشأن ما يمكن أن تسفر عنه الانتخابات البرلمانية المقبلة، اعتماداً على ما تظهره نتائج استطلاعات الرأي؛ وقال إن الكنديين يصوتون على أعضاء البرلمان بصفتهم أفراداً وليس على أساس انتمائهم السياسي الحزبي، كما أنهم لا يصوتون لرئيس الوزراء بحكم منصبه؛ وأضاف الدكتور ''بريكر'' قائلاً: إن شعبية الحزب المحافظ تتصاعد بنسبة 62 بالمائة في محافظة ''ألبرتا''، مسقط رأس رئيس الوزراء ''هاربر''؛ ثم استطرد للقول أيضاً: ''لقد كنت قادراً دائماً على التكهن بما يمكن أن تسفر عنه نتائج الانتخابات البرلمانية، إلا أنه يصعب عليّ التكهن هذه المرة، خاصة وأن هناك المزيد من استطلاعات الرأي التي نتوقع نتائجها وكيفية تأثير القضايا والاستراتيجيات المثارة فيها، سلباً وإيجاباً على الحزبين المتنافسين''؛ و''المشكلة هذه المرة أن للمحافظين كل الذي يلزمهم للفوز في الانتخابات وما هم بفائزين، في حين لليبراليين كل الذي يلزمهم لخسارتها وما هم بخاسرين''! فعلى عكس رئيس الوزراء المحافظ ''هاربر'' الذي ينتمي إلى محافظة ''ألبرتا'' حيث حقول النفط والغاز الطبيعي، صعد اسم خصمه الليبرالي ''دايون'' بسبب نشاطه في مجال التغير المناخي بصفته وزيراً ليبرالياً سابقاً للبيئة، وسبق له أن استضاف مؤتمر كيوتو للتغير المناخي في عام 2005؛ وهذه هي نقطة ضعف المحافظين، الذين تؤثر سلباً على مواقفهم من قضايا البيئة، المصالح الاستثمارية الخاصة في مجالي النفط والغاز الطبيعي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©