الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التنين الصيني يمد أذرعه النفطية في أرجاء العالم لإشباع حاجته من الطاقة

التنين الصيني يمد أذرعه النفطية في أرجاء العالم لإشباع حاجته من الطاقة
20 نوفمبر 2009 22:37
عمدت الصين إلى شراء العديد من حقول النفط في كازاخستان قبل 10 أعوام من الآن، وحالياً فقد وضعت شركات النفط الصينية الحكومية بقيادة المؤسسة الصينية الوطنية للبترول استراتيجية تستهدف الفوز بكمية هائلة من موجودات الطاقة الكازاخية من أجل تلبية حاجة الدولة المتنامية من النفط، وكذلك فقد أصبح لديها أيضاً المزيد من مشاريع الطاقة على امتداد دول آسيا الوسطى وبقدر أكبر مما لدى أي دولة أخرى في العالم. وفي الوقت الذي أخذت تعاني فيه كبريات شركات النفط الغربية من مخاطر التورط في تنفيذ مشاريع البنية التحتية الباهظة التكلفة في المناطق النائية المتخلفة فقد أقدمت الصين مؤخراً وبشجاعة تحسد عليها على بناء خط للأنابيب بطول 3 آلاف كيلومتر من أجل تحويل إنتاج حقول النفط في كازاخستان إلى مصلحتها بشكل حصري. على أن هذه الخطوات وغيرها في العديد من مناطق العالم الأخرى بدأت تثير المخاوف من إمكانية تفجر النزاعات بين الغرب والصين بشأن النفط، وكان كل من جون ماكين وباراك أوباما قد استغل هذا التهديد أثناء حملته الانتخابية في العام الماضي لمطالبة بالمزيد من الاستقلال في مجال الطاقة. أما التنفيذيون في الصناعة فقد أصبحت تتملكهم المخاوف من عدم مقدرتهم على منافسة الشركات الصينية المدعومة من الحكومة بالمليارات من الدولارات وامكانية خروجهم وبشكل نهائي من بقية حقول النفط الجديدة القليلة المتوفرة. وتبدو الصورة أكثر إظلاماً أيضاً على خلفية التحذيرات التي أطلقتها العديد من المنظمات المعنية مؤخراً بما فيها وكالة الطاقة الدولية الجهة المراقبة للطاقة لمصلحة الدول الغنية من أن العام أضحى يتجه بكلياته نحو أزمة نفطية جديدة بحلول منتصف العقد القادم. وفي مؤتمر عقد في لندن في الشهر الماضي تحدى كريستوف دي مارجري الرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية المدراء التنفيذيين في الشركات النفطية الأخرى بإثبات عدم صحة نظريته التي تؤكد أن العالم لن يصبح بوسعه على الإطلاق إنتاج كمية أكبر من 100 مليون برميل من النفط في اليوم - أي بزيادة بمقدار 20 في المئة فقط من الكمية الحالية - نسبة لأن معظم الاحتياطيات المتبقية تستلقي في دول غير راغبة أو غير قادرة على استجلاب شركات النفط العالمية لاستخراج هذه الكميات. وفي بعض المناطق وبخاصة في آسيا الوسطى فقد أصبحت طموحات الصين تؤتي ثمارها بينما أضحت بكين أكثر قدرة على المناورة من روسيا ومن أوروبا الغربية على حد سواء، أما بالنسبة لمكامن النفط في المناطق النائية والمتخلفة فإن رغبة الصين في عقد الشراكات والتحالفات مع شركات النفط العالمية إنما يؤكد أن أسوأ المخاوف التي تساور المدراء التنفيذيون في هذه الشركات لم تصبح بعد حقيقة على أرض الواقع. والآن فإن الصين سوف تصبح قادرة على اقتناص كمية تصل إلى 20 في المئة من المبادرات النفطية للجمهوريات السوفيتية السابقة بحلول نهاية، هذا العام عندما يتم ربط خط الأنابيب الذي يضخ النفط من وسط كازاخستان إلى الحدود الصينية بالحقول الأخرى التي تشرف على بحر قزوين. علماً بأن الصين أصبحت تسيطر الآن على إنتاج النفط الكازاخي الذي يتدفق أصلاً بكمية تقترب من 300 ألف برميل يومياً إلى أكثر من ربع إجمالي الإنتاج الصيني فيما وراء البحار، ومن أجل تشديد قبضتها على النفط في كامل الاقليم عمدت الصين في هذا العام إلى منح قرض بقيمة 10 مليارات دولار إلى كازاخستان على أن يتم تسديده في المستقبل بواسطة الامدادات النفطية وعبر حصة مقدرة، في مؤسسة النفط في كازاخستان. وبالإضافة لذلك فقد عمد صندوق الثروة السيادية في بكين مؤخراً إلى شراء، حصة بنسبة 11 في المئة في شركة “كازموناي جاز” للاستكشافات والانتاج المسجلة في لندن والتي تتملكها بحصة غالبة شركة كازاخستان الحكومية للنفط، أما السودان فقد أصبح الدولة الأخرى التي تحقق فيها بكين نجاحات مقدرة فيما يتعلق بالانتاج بعد أن أضحت الصين تنتج حوالي 225 ألف برميل يومياً في الدولة التي تقع في شمال شرق القارة الأفريقية، إلا أن الاضطرابات السياسية هناك بدأت تهدد هذه الاستثمارات إذ أن معظم النفط الذي تسيطر عليه الصين حالياً يتم ضخه من حقول في الجنوب قبل أن يتجه إلى مصافي التكرير في الشمال. عن “فاينانشيال تايمز”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©