السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قاسم حداد: للقصيدة شكل مختلف على شاشة الكمبيوتر

قاسم حداد: للقصيدة شكل مختلف على شاشة الكمبيوتر
9 سبتمبر 2008 00:07
صدر عن ''المؤسسة العربية للدراسات والنشر'' و ''بيت الشعر (إبراهيم العريض) مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة في البحرين'' كتاب حول الشاعر البحريني قاسم حداد حمل عنوان ''قاسم حداد·· فتنة السؤال'' هو عبارة عن حوارات أجريت مع الشاعر خلال الفترة من 1996 إلى 2006 ناقشت واستنطقت واستثارت أجوبته وأفكاره وآراءه في الفن والشعر والفكر والذات والحياة العامة، وقد حرر الكتاب الذي جاء في 360 صفحة متوسطة القطع الأديب والباحث المصري ســـيد محمود· ومما يقوله حداد في هذا الكتاب بأنه ماعاد يحسن كتابة جملة مفيدة بالقلم وأن للقصيدة شكل مختلف على شاشة الكمبيوتر وأن النص أكثر حياة على الشاشة· وقد أجرى الحوارات المنشورة في هذا الكتاب مجموعة من الكتاب والشعراء والروائيين والنقاد والصحفيين من عدة بلدان عربية وهم: أحمد خضر وأحمد الواصل وأسامة الرحيمي وأسكندر حبش وبهية مارديني وجمال الغيطاني وجعفر عمران ومحمد البنكي ومحمد طعيمة ومحمد صلاح الحربي وموسى برهومة وحسن عبد الموجود وحسونة المصباحي ورولا قباني وزينب عساف وسامر ابوهواش وسامي الفليح وسلام سرحان وسيد محمود وعبده وازن وعبد الحميد المحادين وعبد اللطيف الجعفري وعبدالله السفر وعبدالله خليفة وعدنان حسين احمد وعزت القمحاوي وغسان الشهابي ونوري الجراح ووليد معماري· وكتب مقدمة الكتاب التي جاءت بعنوان ''أوركسترا'' الناقد صبحي حديدي، ومما قاله في هذه المقدمة: هذه التعددية في أصوات محاوري قاسم حداد لا تقتصر على تباينهم في الرأي وتغاير اهتماماتهم وأولويات ما يبحثون عنه عند الشاعر فحسب، بل هم يتعددون أيضاً على أسس وظيفية تخص موقع كل منهم من سيرورة التأليف والكتابة، منهم الشاعر والروائي وبينهم الباحث وفيهم المفكر فضلاً عن الصحفي، وقال إن مادة الكتاب تعتمد على انتخاب بالغ الدقة وعالي الحساسية لعدد من الأسئلة التي جاءت في حوارات متغايرة السياقات متباينة الأمكنة والأزمنة جرى انتقاؤها وتبويبها في فصول مرنة· الموضوعات عريضة النطاق ضمن منهجية متكاملة تضفي على تعدد أصواتها تناغماً أوركسترالياً رفيعاً· وتحدث محرر الكتاب سيد محمود عنه تحت عنوان ''فكرة هذا الكتاب''· كما تخلل الحوارات عدد من القصائد للشاعر· ومن نماذج الأسئلة التي طرحت على الشاعر في تلك الحوارات سؤال لبهية مارديني عن طقوس الكتابة لديه· فيرد قاسم حداد بقوله: كنت في فترة مضت أتوهم بأنني من الممكن أن اكتب القصيدة في دفقة واحدة· وقد تخلصت من هذا الوهم بفعل تراكم التجارب والطعن في السن·· بدأت بنقل المسودات من الورق أولاً ومن ثم صرت الآن لا أحسن كتابة جملة مفيدة بالقلم· انه انتقال كوني غير قابل للوصف بسهولة وعجالة مثل هذا الحديث· أصبح الاشتغال على النص دون أي وساطة أخرى وأشعر أن للقصيدة على شاشة الكمبيوتر شكلاً مختلفاً إلى درجة الإحساس بأن النص أكثر حياة على الشاشة منه على الورق· هناك النص يعيش وينمو ويتبلور· وأضاف يقول: إن الكتابة دفعة واحدة يمكن أن تفوت على الكاتب الكثير من المتعة والمكتشفات وتحقيق الأفضل·· فثمة صور بحاجة إلى إشباع وتركيز وبلورة· ومن هنا تأخذ الكتابة في بعض المراحل جماليات تضاهي الكتابة الأولى للنص، اما الكتابة في المراحل الأخرى فيتعرف الشاعر نفسه إلى النص كناقد ومراجع· ورداً على سؤال لاسكندر حبش عن دوافعه للكتابة وهل تغيرت هذه الدوافع قال الشاعر قاسم حداد: الشعر مثل الافق، لا تستطيع أن تفعل شيئاً سوى أن تذهب إليه· والطريق إلى الشعر مثل الطريق إلى الحب·· هو دائما أجمل من الشعر ومن الحب· كأن في هذا ما يشي بكلمة النفّري عندما قال إن في المغامرة شيئاً من النجاة· شعرياً أحب أن أرى في التجربة سفراً متواصلاً لا يكف عن التألق بقدر تأجج شهوة العشق في القلب· أما وليد معماري فقال له: من يقرأك يشعر بأنك أتيت من عتمة ثم بعد لحظة اضاءة خاطفة تمضي إلى عتمة جديدة·! فيرد قاسم حداد قائلاً: في أحد نصوص كتاب ''قبر قاسم'' وصفت الحياة بأنها ''ضوء صغير بين ظلامين'' لا أعرف إذا كان هذا الوصف يصلح لإضاءة انطباعك الوهلي عن تلك الفترة الافتراضية في النص· ورداً على سؤال اخر لوليد معماري عما إذا كان الشاعر عامة يتصرف مثل وحش جريح ومحاصر استشهد حداد بكلام لفرانز كافكا هو أن مجرد الخروج من عتبة الدار هو بمثابة المجازفة غير المأمونة العواقب· وقال: تعال أخبرني عن مسافة عربية وغير عربية بالطبع غير محفوفة بالخطر· بالطبع لا أقصر كلامي على الخطر الافتراضي الذي يواجه الإنسان المعاصر بل أعني على الأخص الخطر بوصفه الفيزيائي المباشر، حيث المرء في مهب المداهمات منذ لحظة استيقاظه الأولى من النوم حتى سقوطه في الإغماء آخر الليل·· قد يكون الإنسان في مطار أو طائرة أو غرفة هاتف او مأدبة عشاء متأخر أو حتى في لحظة حميمية· تعال أخبرني عن مكان آمن للحب في هذا العالم
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©