الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"بقعة ضوء" الأشهر كوميدياً في سوريا يعود مجدداً

20 نوفمبر 2009 23:00
أصبح بحكم المؤكد أن مسلسل (بقعة ضوء) الكوميدي السوري الناقد عائد إلى الشاشة الصغيرة بنسخته السابعة، وبإشراف الفنان أيمن رضا صاحب فكرة العمل منذ جزئه الأول. واتخذت شركة سوريا الدولية قرارها بعودة المسلسل ذائع الصيت، والذي يتمتع بشعبية كبيرة لدى الجمهور السوري، بعد التجربة التي قدمتها في الموسم الماضي، باختيار لوحات من أجزائه الستة، وإعادة عرضها، فيما وصفه المخرج سامر برقاوي ببانوراما تكريمية لكل من ساهم في إنجاز (بقعة ضوء) من مخرجين وممثلين وكادر فني. وقد أدى نجاح هذا العرض الاستعدادي إلى قرار إعادة إنتاج المسلسل. كما أدى في الوقت نفسه إلى قبول وجهة نظر الفنان أيمن رضا القائلة بأن يكون هناك مخرجون متعددون لكل حلقة وكتاب، وبأن تكون البطولة جماعية، وأن يلتقط العمل في لوحاته المفارقة الساخرة من خلال لوحات قصيرة خاطفة ورشيقة، تتناول هموم الناس بجرأة وسلاسة وجمالية بصرية. يقول أيمن رضا: بعد نجاح إعادة عرض أفضل لوحات (بقعة ضوء) اقتنعت الشركة بصحة وجهة نظري، واستجابت مشكورة لمقترحاتي بتعدد المخرجين. وأكثر من ذلك، فقد كلفتني بالإشراف العام على الجزء السابع من المسلسل. ويدافع أيمن عن وجهة نظره بتعدد المخرجين ويقول إن ذلك يفتح الباب أمام المنافسة والاجتهاد، ولاسيما أن هناك مخرجين يمكنهم أن يلبّوا طموحات الكوميديا السورية كالليث حجو وسيف سبيعي وآخرين من المخرجين الشباب الذين يمكن أن يقدموا اقتراحات فنية جريئة وجميلة. كتاب الكوميديا قليلون يرى أيمن رضا أن الكوميديا مهمشة في الدراما السورية، وأن عدد الأعمال الكوميدية السورية يكاد لا يشكل رقماً مقبولاً، ويؤكد أن هناك أزمة في كتاب الكوميديا واستسهالاً في كتابة النصوص الكوميدية، رغم أن هذا الفن يشكل حاجة أساسية للمشاهد العربي، وخدمة اجتماعية من خلال طرحه للأفكار الناقدة التي تتناول هموم الإنسان، وبذلك فهو يقدم المتعة والتسلية والفائدة في الوقت نفسه. وللتغطية على نقص كتاب الكوميديا، فإن الشركة المنتجة دعت أفراد الجمهور لتقديم أفكار أو سيناريو للوحات مقترحة، لاختيار الأفضل منها ومعالجته وتقديمه في الجزء السابع، وذلك بهدف إشراك الجمهور في صناعة العمل، والتعبير عن أفكارهم ومعاناتهم، ولاسيما أن الشركة كانت قد تلقت خمسة آلاف رسالة من المشاهدين تحمل أفكاراً لمسلسل (أهل الغرام) الذي سبق أن أنتجته. ويقول أيمن رضا أن ما يميز بقعة ضوء أنه يقدم في لوحة واحدة وخلال دقائق ما يصلح لأن يكون مسلسلاً كاملاً، والدليل على ذلك المسلسل الناجح (ضيعة ضايعة) الذي هو في الأساس ـ حسب رضا ـ لوحة من لوحات بقعة ضوء، جرى تطويرها. ويضيف: سأحرص على أن يكون الجزء الجديد من المسلسل اجتماعياً وجريئاً ويخص كل الناس، كما يخصني أنا، لأنني لم أخرج ما في داخلي، ولم أعبر عن رؤيتي الخاصة، لذا سأطبق أفكاري ووجهة نظري. ويؤكد أيمن أن هناك اتفاقاً مع الشركة المنتجة على إفساح المجال للمشاركة في العمل، أمام وجوه تمثيلية شابة من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، وكذلك الاستعانة بكتاب جدد ومخرجين شباب، لأن المطلوب مسايرة الزمن الحاضر، وبرمجة عقولنا على عصر السرعة الذي نعيشه، والذي لا يقبل أساليب وأفكار مخرجي ستينيات القرن الماضي، بل يحتاج إلى الشباب الذين يعيشون روح العصر. ويستدرك أيمن قائلاً: لا أنكر أن بعض المخرجين المخضرمين يتطورون مع العصر، سواء من ناحية الأسلوب أو الجرأة في تقديم الاقتراح الفني. صاحب الفكرة يكاد لا يُذكر مسلسل (بقعة ضوء) إلا ويذكر أيمن رضا، حتى أن الأخير يقول علناً: (إذا قلت بقعة ضوء فسيأتيك رد الجمهور: أيمن رضا؟. لأنه لا وجود لهذا المسلسل من دوني). ثم يؤكد صراحة أنه أساس هذا العمل وركيزته وصاحب فكرته، وأنه عرضه على باسم ياخور فقبله، وتحمس له، ثم اتفقا على أن يقوم الليث حجو بإخراجه، لكونه مخرجاً جديداً آنذاك، ويعيش مشاكل الشباب من داخلهم، وقد عزز قناعتنا بالليث أن النكتة أصبحت تختلف من جيل إلى جيل، بل من عام لآخر، وما كان يضحك الناس بالأمس قد لا يضحكهم الآن، لذا تمسكنا بروح الشباب والعقلية المعاصرة. ويتابع: هكذا قدمنا بقعة ضوء سنة (2000) وكنا نشكل فريق عمل واحد، ضم أكبر عدد من الفنانين، كي نكسر كلاسيكية (البطل الواحد) ونكرس ليس البطولة الجماعية فقط وإنما البطولة لمن يجيد ويتميز بالأداء، وهكذا استقطبنا فارس الحلو وبسام كوسا وعدد من الفنانين الشباب، وحققنا نجاحاً كبيراً ضمن منافسة شريفة وبروح رياضية. مفاجآت أيمن وبعيداً عن (بقعة ضوء)، فإن أيمن رضا يحمل في جعبته مشروعاً فنياً آخر هو (سيت كاز)، وقد تبنته شركة عاج، وتتركز فكرته على أسرة مؤلفة من أب وعدة أبناء يعملون في (كازية) محطة وقود، ويومياً يدخل إلى هذه المحطة نماذج مختلفة من الناس، يحتكون بأفراد هذه الأسرة، ومن خلال ذلك تقدم لوحات واقعية عن حياة الناس. ويصف أيمن المشروع بأنه كبير ويتجاوز مئتي حلقة، وسيكون مفتوحاً لكل الوطن العربي من ناحية تلقي الأفكار ومشاركة الكتاب فيه. لكنه لا يعرف الآن إذا كان هذا العمل سينفذ أم لا. ولاسيما في ضوء تفرغه لمسلسل (بقعة ضوء). وربما يفاجئ أيمن رضا القراء، حين يقول إنه ألّف مع باسم ياخور حوالي (75) أغنية، وأنه لحن لوحده خمساً وعشرين منها، في مسلسل (الحصرم الشامي). كما قام بتصوير فيديو كليبين. لكنه يستدرك ليقول: الغناء ليس من اهتمامي، لكني حاولت أن أطابق بين الصورة والكلمات، واهتمامي الغنائي له علاقة بعملي كممثل. أما مفاجأة أيمن الثالثة للقراء فهي أنه يحلم بلعب شخصية مجنون يأتي من عالم آخر، ليحلل هموم الناس ومشكلاتهم، وليطرح أحجية اجتماعية لا يتمكنون من حلها، لكن المجنون يتمكن دائماً من ذلك!.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©