الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حمى التنقيب عن الذهب تضرب الأردن وجان “الرصد” يحرس الكنوز!

حمى التنقيب عن الذهب تضرب الأردن وجان “الرصد” يحرس الكنوز!
20 نوفمبر 2009 23:01
مخاطر عديدة تواجه الباحثين عن “الكنوز” أهمها الملاحقات الأمنية، ووعورة التضاريس، ومخاوف الليل وضياع الوقت والجهد والمال للوصول إلى قطع أثرية نادرة ونفيسة. المدمنون على التنقيب يجزمون في أحاديثم بوجود الذهب، بدلالة الرموز والاشكال البارزة أو الغائرة في بعض الصخور الجيرية على سفوح الجبال، أو يزعمون بوجود حارس على المال يطلقون عليه “الرصد”، وهو الجني الذي يظهر في أوقات غير محددة من السنة على شكل أفعى أو بقرة أو أرنب أو ما شابه وفق الروايات. وتتزايد أعمال التنقيب بعد ان دخل عليها أناس من جنسيات عربية يزعمون مقدرتهم على طرد الحارس على المال: “فك الرصد”. بحث علمي تشمل سرايا الباحثين عن الذهب فئات اجتماعية عديدة، فمنهم مدرسون وموظفون وطلبة جامعات ومحامون وأطباء، وغالبيتهم يستخدمون اجهزة وخرائط وسيارات مخصصة للتغلب على وعورة التضاريس. مكاتب الآثار الأردنية تؤكد عدم وجود ذهب، لكن الباحثين عنه يستشهدون بحالات عديدة لأناس يعرفونهم، عثروا على صناديق وجرار فخارية تحتوي على الذهب، وقطع أثرية في أماكن مختلفة من البلاد، فتحولوا الى أغنياء من بعد فقر. وقد ألقت السلطات الأمنية القبض على عدد غير قليل ممن وجدوا “الكنوز الأثرية”، وعاقبتهم بالحبس لشهور، مما دفع ببعض المواطنين لمطالبة الدولة بالحصول على جزء من الذهب الذي تستخرجه، مقابل الكف عن البحث، إلى جانب مطالبتها ببيع القطع الأثرية في المتاحف لتحسين أحوال المواطنين. وتنص المادة (31) من قانون الآثار الأردني على أنَّه “لا يجوز لأي شخص أن يصدِّر إلى الخارج أيَّ أثر قديم، ما لم يكن قد حصل على رخصة بذلك، بموافقة مجلس الوزراء، وبتنسيب من الوزير” . دراما تلفزيونية مشهد الوصول إلى مكان الكنز المزعوم يقترب إلى مشاهد الدراما التلفزيونية، إذ يتجمع أعضاء فريق البحث ليلاً، ويقطعون مسافات بعيدة عن المدن في ظل انعدام الرؤية، يحملون شتى أنواع الأسلحة، مما يصعب على السلطات ضبطهم أو مصادرة أي مقتنيات أثرية قد يعثرون عليها. وفي المقابل، وقع كثير من الأردنيين ضحية الاحتيال في مقابل بيعهم قطعا أثرية تبين لاحقاً أنها مزيفة، فيما تعرض آخرون لخداع “العراف” الذي يدعي القدرة على طرد الجني، حارس الكنز، إذ يطالب بآلاف الدنانير لشراء البخور من “المغرب”، فيحصل على المال، ويغادر لجلب البخور ولا يعود. متحف مفتوح يؤكد عميد كلية الآثار والانثربولوجيا في جامعة اليرموك، الدكتور زيدان كفافي، إنَّ “الاردن متحف مفتوح، ويمتاز بغناه بمواقعه الاثرية التي تؤرخ لفترات ما قبل التاريخ، وحتى الوقت الحالي”، مشيراً إلى أنَّ “المكتشفات الاثرية تعبر عن الهوية الاردنية وتعزز الانتماء للوطن”. ويشير الكفافي الى أنَّ “معظم القطع النقدية الذهبية التي استخرجتها التنقيبات الأثرية تعود الى فترة الدولة العثمانية التي كانت تدفع رواتب الجند في أواخر فترة حكمها من العملة الذهبية “العصملي”. ويضيف: “تحتوي المتاحف الأردنية الكثير wمن القطع الاثرية التي تؤرخ للأردن منذ فترة ما قبل التاريخ وحتى وقتنا الحاضر، وذلك ثابت علمياً بعد ان كانت دائرة الاثار العامة، تخضع القطع الاثرية لفحوص مخبرية دقيقة مكنتها من ارجاع كل قطعة الى الفترة التي تعود اليها”. بدوره يقول مدير مكتب آثار محافظة إربد وجيه كراسنة (وهي محافظة تقع شمال البلاد وتكثر فيها الأماكن الأثرية) إنَّ التنقيبات التي اجراها المكتب والبعثات الأثرية الاجنبية على مدى العقود الماضية لم تعثر على قطع نقدية اثرية، مثلما لم يعثر الاشخاص الذين حصلوا على تصاريح للتنقيب سوى على بعض الخرز والحلق والاساور والخواتم. ودعا كراسنة المواطنين الذين يعكفون على التنقيب بحثاً عن صناديق أو جرار الذهب الى التوقف عن ذلك لاعتباره مضيعة لوقتهم ومالهم وجهدهم، مشيراً الى أنَّ ما يعرف “بالرصد” ما هو الا خرافة، لا ترقى الى مستوى الحقيقة العلمية أو الدينية”. ورغم التشديد الأمني وبوابة السجن المفتوحة دوماً بانتظار الباحثين عن الكنوز، إلا أنهم لا يترددون في المغامرة بنبش أي مكان مهما كانت خطورته بحثاً عن “العصملي” الذي نادرا ما عثروا عليه.
المصدر: عمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©