رؤية كلاسيكية إيطالية لأناقة الرجل العصري في 2010

بالرغم من خيال المصممين وجنوحهم لتغيير اتجاهات الموضة العالمية في ملابس الرجال، بإدخال الكثير من الصرعات الغريبة، والجديد من الألوان المبهرجة، مع القصّات المبتكرة، إلا أن الخيار الكلاسيكي التقليدي يبقى هو الأفضل، الأسلم، والمتربع على عرش أناقة الرجل على الدوام. ولعل المراقب لأزياء الرجال ومستلزماتهم، سيلاحظ أن هناك التفاتاً كبيراً من كبرى دور الأزياء حول العالم، للدخول لمعترك هذا المجال، واستغلال الاهتمام الشديد الذي يوليه الرجل العصري اليوم لحسن هندامه ومظهره الخارجي بشكل عام. وبالفعل أصبحت عواصم الأناقة حول العالم كباريس وروما ونيويورك، تتنافس في كل موسم لعرض آخر مستجدات الموضة وأعرض خطوط الأزياء الخاصة بالرجل. ومن ميلانو اخترنا بيت الأزياء الإيطالي العريق والمتخصص في الملابس الرجالية منذ عام 1910 (زي زينيا) لنلقي الضوء على رؤيته الجديدة لمجموعة شتاء وخريف 2010 والتي عرضها مؤخراً في أسبوع الموضة في إيطاليا. حيث واجه مصممو "زي زينيا" جفاف الخريف وبرد الشتاء، بعودة إحياء الألوان الداكنة القاتمة، والراقية بامتياز، (كالأسود الفحمي، والرمادي الفضي، والأزرق الكحلي)، مع إضافة شيء من الحيوية والانتعاش ولمسات محسوبة بأطياف اللون (البنفسجي المطفي، الأخضر العشبي، والرصاصي بكل درجاته)، مكونين مزيجا أنيقا، منسجما، ومدروسا بمهارة عالية وذوق رفيع، وبضربات نظيفة ومستقيمة من المقص المحترف، خرجت القصّات في منتهى السلاسة والجمال، من خلال بنطلونات مريحة ضيقة الكاحل نسبيا، تعلوها جاكيتات كلاسيكية بعضها مزررة بصفين ومتوجة بياقات متوسطة العرض، وبعضها الآخر مستوحى من بذلات ال"الجودو" اللف، مع العديد من تصميمات الكنزات المغزولة من خيوط الصوف والبريسم، والتي جاءت إما مغرية وملتصقة بالجسد، أو مريحة وفضفاضة بحرية، كما كان هناك حضور قوي لأشكال مختلفة من المعاطف الطويلة المحزّمة على الخصر، ذات الياقة العريضة التي تستريح على الصدر بفخر واعتزاز، وتتميّز بزينة راقية من القطع المعدنية والتذكارات. مقاييس عصرية لمظهر الرجل ضمن الإطار الكلاسيكي التقليدي المألوف، ولكن بروح متجددة وحديثة، تمازج بين الفخامة والترف وبين الجرأة البساطة، ويتضح هذا بجلاء من خلال استخدام المصمم للخامات الغنية والوثيرة، ذات الأنسجة الجيدة والمبتكرة والتي عكست مزيداً من الرونق والجاذبية على المجموعة كلها، كاستعماله للجلود المطفية واللامعة، والكشمير المشغول يدويا، مع أنواع مختلفة من الصوف وخاصة الأنغورا، أقمشة تناغمت بذكاء، فنسقت ما بين المقلمة والسادة، الناعمة والخشنة، الرقيقة والغليظة، لترسم طرازا جديدا وغير متوقع لإطلالة الرجل الأنيق، الجريء، والواثق من نفسه، ولتشير بقوة لنوع من النضوج والانفتاح في ذوقه وتفكيره. أما الإكسسوارات والملحقات الاخرى، فقد شكلت بالفعل مكملات مدهشة وراقية لكامل التشكيلة، وقد جاءت إما كحقائب جلدية كبيرة بتصميمات وخطوط مستقيمة أقرب لنموذج حقيبة الطبيب، أو كقبعات كلاسيكية قاتمة من العهد الادواردي، أو قمصان حريرية مطبعة ومقرونة بربطات عنق عريضة الأطراف. وبالمحصلة العامة نجحت مجموعة "زي زينيا" الإيطالية في وضع علامة فارقة في موضة الرجال لخريف وشتاء 2010 وباقتدار