الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«حرب العقول» في تحدي الأقوياء !

«حرب العقول» في تحدي الأقوياء !
13 أغسطس 2016 00:15
علي الزعابي (أبوظبي) عند انطلاقة الدوري الإنجليزي اليوم، تبدأ الأحاديث والأقاويل، حول هوية الفريق الأكثر حظاً للتتويج بأقوى بطولات كرة القدم على وجه الأرض، إنه الدوري الإنجليزي الذي دائماً ما كان هو الأقوى، نسبة للإمكانيات المالية التي تملكها الأندية، والاستثمارات الكبيرة التي يتم ضخها من أجل حصد الألقاب، والوجود في مصاف الكبار. ورغم أن المهمة الانتحارية نفذها ليستر سيتي في العام الماضي، خالفت هذه القوانين، فإن «البريميرليج» عودنا دائماً على قوة المنافسة، والوجود الكبير من جميع الأندية بخلاف مراكزها ومواقعها بجدول الترتيب، كما أن «الرتم» العالي الذي يطرأ على معظم مبارياته، يؤكد تفوقه على نظرائه في «القارة الأوروبية». الأندية والمال لا يكفيان في بعض الأحيان، ووجود النجوم في نادٍ كبير يمكن أن يمثل دفعة كبيرة نحو الرغبة في حصد الألقاب، ولكن هؤلاء النجوم يجب أن ينجلوا تحت مظلة قائد صاحب خبرة وفكر عالٍ، وشخصية قوية، فالسفينة تحتاج إلى ربان يقودها ويصل بها إلى بر الأمان، محملاً بالألقاب وصانعاً للتاريخ، وهو ما فطنت إليه أندية الدوري الإنجليزي هذا الموسم، بإحضار أكبر وأفضل مدربي العالم، وهناك من يعيش موسمه الثاني، وآخرون يظهرون للمرة الأولى، وغيرهم من لديهم الخبرة الطويلة في الدوري الإنجليزي. «البريميرليج» هذا العام باح بأسرار عدة قبل ضربة البداية، عندما استقطبت أنديته صفقات كبيرة على مستوى المدربين قبل اللاعبين، ووجود كوكبة من المدربين أصحاب الكفاءات العالية، يتيح للمشاهد والمتابع الفرصة للاستمتاع بمباريات حماسية ومنافسات محتدمة يستمتع بها الصغير قبل الكبير، والدوري الإنجليزي يتمتع بالشعبية الكافية، نظراً لشهرته وقوته، فكيف هو الحال بعد إحضار هذه الأسماء. إن وجود مدربين بحجم جوزيه مورينيو وبيب جوارديولا وأنطونيو كونتي ويورجن كلوب، بجانب كلاوديو رانيري وآرسين فينجر وماوريسيو بوكيتينو، دون إغفال بعض الأسماء مثل ديفيد مويس ووالتر ماتزاري ورونالدو كويمان يمنح المشاهد والمشجع رغبة كبيرة في متابعة ومشاهدة جميع مباريات «البريمرليج» وعددها 380 مباراة، فهو صراع الجبابرة بين أعظم مدربي كرة القدم في وقتنا الحالي، وحرب يكتب عنوانها الأول اليوم، ونرى ختامها في مايو 2017، بكل تأكيد فإن الحرب تسفر عن فائز واحد، ينجح في رفع علم الانتصار وكأس بطولة الدوري الإنجليزي، أحد هؤلاء المدربين يضحك أخيراً، بعد خوض 38 جولة صعبة، والسؤال هنا: من يكون «الرابح الأكبر»؟. رانيري.. «الثعلب الماكر» عند الحديث عن حامل لقب النسخة الماضية، ومن انتصر في حرب العام الماضي، لا يمكن أن ننسى المدرب الإيطالي كلاوديو رانيري «الثعلب الماكر» الذي نجح في تحقيق «شيء من لا شيء»، لا نستطيع هنا وضع رانيري مدرباً خارقاً للعادة، ولكن العمل الكبير الذي قام به على جميع المستويات، يجب أن يحسب له، والإمكانيات التي امتلكها في العام الماضي لم تكن مهيأة على الورق، غير أنه نجح في تفجير طاقات اللاعبين، ووضعهم على الطريق الصحيح، ومن ثم عمل بطريقة مثالية على المستوى الإعلامي، وأبعد جميع الشبهات والضغوطات من على لاعبيه، حتى تمكن في نهاية الأمر من الظفر بلقب البطولة، رغم أنها الأولى في تاريخه على مستوى الدوري، فإنها الأغلى في تاريخه التدريبي مهما حصد من بطولات بعد ذلك، ورغم خسارة الفرنسي كانتي أحد نجوم الفريق الموسم الماضي، فإن ليستر عزز صفوفه بصفقات عدة كفيلة في الحفاظ علي توازنه في الموسم الجديد، خصوصاً بعد الإبقاء على محرز وفاردي. «نيو لوك» لا يمكننا الحديث عن «البريميرليج» ومدربيه دون وضع جوزيه مورينيو، ضمن أبرز المرشحين لنيل اللقب، وهو المدرب الذي جاء إلى تشيلسي عام 2004، ونجح في تتويجه بلقب الدوري عامين متتاليين، بعد غياب دام 50 عاماً، وهو نفسه الذي عاد قبل سنوات إلى «البلوز»، وأعاد الدوري إلى خزائنه مرة أخرى منذ عامين، ولكن إقالة مورينيو في منتصف الموسم الماضي، بعد تدهور النتائج، وتراجع تشيلسي كثيراً، أبعدته عن «البلوز»، ولكنه عاد هذه المرة من بوابة «الشياطين الحمر»، الفريق الذي فقد بريقه بعد رحيل «العراب» أليكس فيرجسون، بعد تتويجه بلقب الدوري الإنجليزي قبل 4 سنوات على يد «السير»، وأضاع مانشستر يونايتد أكثر الأندية تتويجاً بالبطولة بوصلة اللقب، وترنح على يد المدربين الذين تسلموا دفة القيادة، ليأتي مورينيو هذه المرة، من أجل إعادة البريق الأحمر مرة أخرى على الساحة الإنجليزية، ومورينيو أحد المدربين الكبار في عالم كرة القدم في الوقت الحالي، ووجوده في مانشستر يونايتد في عامه الأول يمنحه الدافع الكبير للنجاح، وكما أن غيابه عن دوري أبطال أوروبا يمنحه قوة أكبر لوضعه ضمن المرشحين لنيل لقب الدوري في الموسم الجديد. «نجاحات دائمة» بيب جوارديولا.. الاسم الذي لمع في سماء كرة القدم الأوروبية والعالمية منذ أقل من عشر سنوات، إلا أن شهرته الواسعة أكسبته الثقة التامة في أي نادٍ لمغازلته والاستفادة من خدماته، ويكفي أنه يملك تجربتين في عالم التدريب، قبل قدومه إلى مانشستر سيتي هذا العام، وقاد جوارديولا برشلونة وبايرن ميونخ، وتوج بأكثر من 20 لقباً مع الناديين، على مستوى البطولات المحلية والأوروبية والعالمية، ليكون أحد المدربين المرشحين لنيل لقب الدوري الإنجليزي، خاصة أن مانشستر سيتي مجهز تماماً لنيل لقب أي بطولة، وفقاً للكتيبة الكبيرة التي يملكها رجل «التيكي تاكا» الأسلوب الذي عرف عن جوارديولا منذ توليه مهمة تدريب «البارسا»، ونجح في تطبيقه مع النادي البافاري، و«السيتي» على موعد لذلك، وبقدوم جوارديولا، فإن المنافسة القديمة تتجدد مع المدرب الإسباني عندما يواجه البرتغالي مورينيو، في سباق شخصي بين المدربين، منذ أن كانا على رأس القيادة الفنية لبرشلونة وريال مدريد قبل سنوات، فهل يتمكن «بيب» من إعادة الدوري الإنجليزي إلى خزائن السيتي مرة أخرى؟ «مهمة خارجية» من بين المدربين الجدد الذين حضروا إلى «البريميرليج» هو الإيطالي أنطونيو كونتي صاحب النتائج الكبيرة مع يوفنتوس الإيطالي قبل سنوات، يعتبر المدرب الشاب أقل الأسماء خبرة، بالنظر إلى تاريخه التدريبي، إلا أن نجاحاته مع اليوفي تشفع له، وتضعه ضمن المدربين المرشحين للمنافسة على الدوري، كونتي الذي قدم إلى «البلوز» هذا العام يضع البطولة نصب عينيه، بعد أن انتزع لقب «الأسكوديتو» في ثلاث سنوات متتالية، من أصل ثلاثة مواسم قاد فيها «السيدة العجوز»، ليستعين به النادي الأزرق هذا العام، من أجل إعادة الهيبة «التشلساوية»، وتعويض اللقب الذي فقده في العام الماضي. واجه كونتي العديد من الضغوطات فور موافقته على الانضمام إلى تشيلسي، والصحافة الإنجليزية وصفت المدرب بقليل الخبرة، مقارنة مع كبار «البريميرليج»، إلا أن المستوى الكبير للمدرب في أمم أوروبا الأخيرة، بعد قيادته للمنتخب الإيطالي إلى دور الثمانية، على الرغم من الأسماء المتواضعة التي امتلكها أكدت قدرة المدرب على النجاح والوجود بقوة للمنافسة على الدوري. «الأفكار المتغيرة» يأتي الألماني يورجن كلوب ضمن الأسماء الكبيرة في عالم التدريب في هذا الوقت، بعد نجاحات منقطعة النظير في الدوري الألماني، وقيادة بروسيا دورتموند، أزاح خلالها الستار عن بايرن ميونيخ، والاحتكار غير الطبيعي لـ«البافاري» هناك، وقاد دورتموند للتويج بلقب الدوري موسمين متتاليين، ووصل إلى نهائي دوري الأبطال، قبل أن يخسره على يد غريمه التقليدي حينها. ووافق كلوب على تدريب «الريدز» منتصف الموسم الماضي، ورغم احتلال ليفربول المركز الثامن، فإن التغيير الكبير على ملامح فكر الفريق كان واضحاً، من خلال «النفضة» التي أحدثها كلوب بالفريق الأحمر، خاصة أن «الريدز» نجح في التأهل إلى نهائي الدوري الأوروبي، قبل أن يخسر من إشبيلية الإسباني، وتدعيم الفريق هذا الموسم بعناصر عدة كفيل بوجود ليفربول ضمن فرق الصفوة. فينجر.. «حلم الرابعة» على مدى 20 عاماً كان أرسين فينجر حاضراً في الدوري الإنجليزي على رأس الجهاز الفني لأرسنال، والذي يعد أقدم مدربي كرة القدم حفاظاً على مركزه، بعد اعتزال أليكس فيرجسون التدريب، وتمسك فينجر بالمنافسة على اللقب في كل موسم، إلا أنه لم يحصد سوى 3 ألقاب في تاريخه التدريبي، على صعيد الدوري الإنجليزي، ويعود آخرها إلى 13 عاماً ماضية، إلا أن وجوده في الموسم الماضي، بقوة ومنافسته على اللقب، حتى الأمتار الأخيرة، من الطبيعي أن تضعه في صلب المنافسة الآن، نظراً لخبرته الطويلة وقدراته التكتيكية العالية، والمدرب الفرنسي قادر على الوجود ضمن كوكبة المدربين الكبار في «البريميرليج»، بعد الانتدابات الجيدة التي تحصل عليها المدرب خلال موسم الانتقالات الصيفية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©