الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

حراسة المطارات الإسبانية وظيفة جديدة للصقور

حراسة المطارات الإسبانية وظيفة جديدة للصقور
21 نوفمبر 2009 00:57
طوال النهار والليل تحلق الصقور في الهواء في مطار باراخاس بمدريد. ولا يرى الركاب في المطارات الأربعة بالعاصمة الإسبانية هؤلاء الحراس ذوي الأجنحة وهم يكفلون أمن طائراتهم عن طريق مطاردة وإبعاد الطيور الأخرى التي يمكن أن تدخل في محركات الطائرات ما قد يتسبب في وقوع الحوادث. وتعد إسبانيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تستخدم الطيور المفترسة في معظم مطاراتها وفقا لما يقوله ممثلو شركة “إينا” التي تدير المطارات. وتوضح كريستينا دياز ريو المتحدثة باسم شركة “إينا” أن العديد من المطارات تستخدم الضوضاء أو الموجات فوق الصوتية وغير ذلك من الأساليب الفنية لإبعاد الطيور عن محركات الطائرات، ولكن الطيور سرعان ما تعتاد على هذه الأساليب، بينما تعد الصقور والطيور المفترسة الأخرى هي العدو الطبيعي لهذه الطيور الصغيرة التي ترتاد المطارات. وطرأت الفكرة أولا على ذهن فليكس روديريجو خبير الحياة البرية عندما كانت الطيور تسبب الإزعـاج لحركـة الطيـران في مطار تريخون دي أردوز العسكري بالقرب من مدريد الذي بدأ في استخدام الصقور لإبعاد هذه الطيور عام 1968. وبعد ذلك بعامين بدأ مطار باراخاس في اتباع نفس الأسلوب. واحتاج الأمر 20 عاما لتطبق مطارات مدنية أخرى نفس الأسلوب، وذلك لافتقار إسبانيا إلى محترفين في التعامل مع الصقور. ويتم حاليا استخدام الطيور المفترسة لتحقيق الأمن في 30 من إجمالي 47 مطاراً مدنياً.?وعلى مسافة قصيرة من ممر الهبوط والإقلاع بمطار باراخاس نجد رئيس فريق العناية بالصقور بالمطار جيسوس ريرو والذي يضم 7 أشخاص يرعى نحو 90 من الطيور المفترسة.?ومعظم هذه الطيور من الباز الجوال والذي يعد من بين أقوى الطيور المفترسة التي تحلق في السماء. ويبلغ طول هذا الطائر نصف المتر ويمكنه أن ينقض على فريسته بسرعة تصل إلي 300 كيلومتر في الساعة. ومن بين الطيور المفترسة الأخرى الموجودة بالمطار صقر هاريس وهو متوسط الحجم ويعيش في القارة الأميركية، والشاهين وصقر جوش وهو ضخم الحجم وله أجنحة مستديرة وذيل طويل، والصقر ذو الذيل الأحمر، وباز ألبمادو وهو متوسط الحجم ويعيش في أمريكا الجنوبية.?ويعمل 30 فقط من هذه الطيور المفترسة في مهمة التحليق فوق المجال الجوي للمطار، وتتضمن الطيور الأخرى طيورا صغيرة أو كبيرة السن إلى جانب تلك التي بلغت سن التقاعد. ويوضح ريرو أنه يتم إطلاق طائرين من المجموعة في وقت واحد كل فترة، وقبل ذلك يتم وزنها للتأكد من أنها لم تتناول طعامها بعد الأمر الذي يحفزها للعودة على أمل الحصول على الطعام كجائزة.?ولا يتم إطلاق الصقور وطيور الباز لقتل الطيور الصغيرة، ولكن لكي تحلق في الجو فوق المطار لتحديد حدود المنطقة التي ينبغي أن تقوم بتأمينها والتي لن تجرؤ بعد ذلك على دخولها الطيور الأخرى بل ولا حتى الثدييات مثل الأرانب.?ويقول ريرو أن هذه الصقور مع ذلك قد تختطف فريسة. ولأنها لم تعد تشعر بالجوع فهي لا تعود أدراجها مرة أخرى لتناول الطعام مما يضطر المتعاملين معها إلى البحث عنها. ولأن هذه الطيور تحمل حلقات ترسل إشارات لاسلكية فإن رصدها يكون سهلاً. وقد ولدت هذه الطيور المفترسة في مباني شركة الصقور بالمطار واعتادت على الضوضاء المنبعثة من الطائرات منذ أن خرجت إلى الحياه، وتبدأ الطيور في التدريب في الصغر على حماية المطار. وعندما تبلغ من العمر عاما واحدا تكون مستعدة للبدء في تولي مهامها على مساحة تمتد إلى حوالي 4 آلاف هكتار. ويوضح ريرو أن الباز الجوال مفيد بشكل خاص حيث أنه يطير إلى مسافات عالية ويمكن للطيور الأخرى رؤيته بسهولة، كما أن بعض الأنواع الأخرى من صقر هاريس تستخدم في التحليق فوق مناطق المطارات التي تحيطها الغابات. ويضيف أن الطيور تفضل أحد المربين أو المدربين عن الآخر ويمكن أن تستمر العلاقة بينهما طوال حياة الطائر، كما أن الإنسان يمكن أن يرتبط بالطيور في علاقة تشبه التي تربطه بالكلب. ويعمل الباز الجوال لمدة 15 عاما في المتوسط بينما تمتد حياته حتى 20 عاما. وعندما يتقدم عمر صقور المطارات يتم حفظها داخل مباني المطار إلى أن تتوفى بشكل طبيعي. وبالرغم من أن ريرو يمضي ساعات طويلة في عمله إلا أنه يحبه، ويقول إنه يحب الطيور المفترسة، وهذه الأنواع مختلفة عن الطيور الأخرى، وبعضها ينقل إليك الإحساس بالقوة، بينما نجد أن بعض طيور الباز عندما تكون في لحظة هدوء تشع من عينيها مشاعر الرقة. طائر باز جوال وهو من أقوى الطيور الجارحة الموجودة في مطار باراخاس بمدريد.
المصدر: مدريد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©