الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

إقبال الكبار على قراءة القصص الخرافية للأطفال يثير جدلاً حول الهروب من الواقع

إقبال الكبار على قراءة القصص الخرافية للأطفال يثير جدلاً حول الهروب من الواقع
21 نوفمبر 2009 00:59
بدأ الإقبال المتزايد للكبار، في مختلف دول العالم، على قراءة القصص الخيالية والخرافية التي كتبت خصيصا للصغار والمراهقين يثير الانتباه. ويبدو أن الكتابة للأطفال تحولت إلى نوع من الأدب يناسب كافة الأجيال والأعمار ويحقق أكبر المبيعات، مثل مصاص الدماء إدوارد كولين في سلسلة روايات الكاتبة ستيفاني ماير أو ثلاثية “إنك وورلد” لكورنيلا فونكه. وبدأ جنوح الكبار لهذه القصص مع ظهور سلسلة “هاري بوتر”، وبفضل هذا التوجه لمعت أسماء كتاب في عالم الكبار لتمكنهم من خلق نوع من الأدب الشامل الذي يروق للكبار والصغار. وهم ستيفاني ماير( في المركز الخامس) وكورنيلا فونكه ( في المركز الثالث) وجيه كيه رولينج، ومؤلف قصة “أراجون” كريتسوفر باوليني. وثار نقاش في الأقسام الأدبية بالصحف وعبر شبكة الإنترنت حول “هروب” الكبار من الواقع في أدب الأطفال. وتساءل كثيرون”ما العيب في أن يأخذ البالغون استراحة من الواقع بقراءة قصة خرافية خيالية (الفانتازيا)؟”. ويقول المؤيدون لهذا الاتجاه إن هذه القصص هي مجرد نوع من اللهو، وأن جنوح الخيال كان دوما جزءا من الأدب. كما تجذب النماذج المتكررة والشائعة في الروايات الخيالية والتي تروق للكبار والصغار، الكثيرين ممن لم يعتادوا القراءة. ولطالما جذبت القصص الأسطورية والملاحم التي تنتمي للعصور الوسطى والروايات الكلاسيكية مثل “أليس في بلاد العجائب”، انتباه الكبار والصغار. واستجاب الناشرون بسرعة بفتح أسواق جديدة تحمل عناوين أعمالها “للكبار والصغار” أو كتب “كل الأعمار”، في الوقت الذي يشهد فيه عدد الأطفال تراجعا بالنسبة لعدد السكان. ويرى هانز-هينو إيفرز، مدير معهد أبحاث أدب الأطفال بجامعة فرانكفورت، أن ذلك يمثل تطورا إيجابيا في الثقافة الأدبية. ويقول “لم يعد ينظر إلى أدب الإثارة والتسلية كونه فقط أمرا تافها”. ورغم ذلك، يرى أصحاب الرأي الآخر أن أدب “كل الأعمار”، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقصص الخرافية، يقود إلى الهروب إلى عالم ينتصر فيه الخير دائما على الشر من خلال نماذج نمطية وقصصا بسيطة. وهو بذلك يشجع على الهروب من الواقع بدلا من النقاش والمواجهة. كما يقولون بأن الروايات الخيالية تشجع على إضفاء “الطفولية” في الأدب وبين القراء. بالإضافة إلى ذلك، يركز الناشرون على عناوين قليلة على حساب أدب الاطفال المتخصص الذي يخاطب أعمارهم. ويتساءل تيلمان شبركليزن في صحيفة “فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج” الألمانية “أليس هناك شيء ما يتناقص سنفتقده بألم ما دام لدينا أطفال؟ هذا هو شكل الأدب الذي يخاطب احتياجاتهم ويحترم معرفتهم بالعالم، وأيضا أمانيهم”. ويقول رينات ريخشتاين من أتحاد ناشري كتب الأطفال ، “يحتاج الأطفال إلى كتب يتذكرونها في مستقبلهم.. لا يحظى أدب الأطفال الذي يخاطب أعمارهم بالاهتمام الكافي لأن كل شخص صار ينظر إلى الكتب التي تصلح لكل الأعمار.. ربما أصبحنا نفقد التركيز على الأطفال بين السادسة والحادية عشرة.. إنه تطور مخيف”. ويتساءل مارتين فامبسجانس من جامعة توبينجن والأستاذ الزائر لأدب الأطفال “كيف تجذب هذه الكتب الفتيات الصغيرات والأمهات وأعدادا متزايدة من الرجال بصورة متساوية؟ هل صار الأطفال يصلون إلى مرحلة النضج بصورة أسرع، أما أن الكبار يستمرون أطفالا لفترة أطول؟.. ربما يحدث الأمران”. ولكن فامبسجانس، رغم ذلك، أعرب عن اعتقاده أنه تم تضخيم الجدل حول هذه المسألة ، فهو يرى أن “أي كتاب تقرأه هو كتاب جيد”
المصدر: هامبورج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©