الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حسان سراي الدين ينشغل بالواقع والوهم في القصة

حسان سراي الدين ينشغل بالواقع والوهم في القصة
23 يونيو 2010 20:45
نظّمت جماعة الأدب في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي أمس الأول في مقر الاتحاد بالمسرح الوطني بأبوظبي أمسية قصصية للقاص السوري الشاب حسان سراي الدين قرأ فيها بعض نتاجه القصصي وتحدث عن تجربته في كتابة القصة. وفي تقديمه للقاص حسان سراي الدين، استعرض القاص المصري أشرف إبراهيم ميرة سيرة القاص سراي الدين (43 سنة) ومساهمته في كتابة القصة ضمن جيل شاب في سوريا، وأضاف بأن القاص يستعد لإصدار مجموعته القصصية الأولى “هل تعود الصخور”. واستهل حسان سراي الدين الأمسية وقرأ قصتين هما “أروقة حقيبة” و”سجين”، وسبق أن وزعت القصتان على الحضور لمتابعة قراءة القاص لهما بدقة. تناولت قصة “أروقة حقيبة” حكاية شخصية “فاضل المبروك” بائع الجرائد والمهموم بالتصوير الفوتوغرافي والذي يحمل حقيبته البنية الضخمة معه دوماً، التي تحتوي على تاريخ طويل لعلاقات الناس ببعضهم البعض. وتولى القاص مهمة سرد حكاية هذه الشخصية “وكانت حقيبته العتيقة والضخمة التي لازمته كجلده مذ عرفته، تعزز هذا الشعور الطارئ.. تساءلت في سرّي: “كم هي عزيزة عليه؟ وكم من التاريخ والذكريات تتجول في أروقتها؟ كم من صور جماعية ملونة وصور هوية متآكلة دون ألوان؟”. ويكثر السارد من تساؤلاته لكشف هذه الشخصية للقارئ، وحين يمر السارد يوماً ذاهباً إلى عمله يرى شباناً وقد التفوا حول فاضل المبروك وقد بعثروا حقيبته وتناثرت محتوياتها، وهنا يدافع السارد عنه وينفجر في وجوههم ويضرب أحدهم ويودع خلف القضبان لليلة أو يزيد، وعندما يسأل زوجته عن فاضل ترد عليه بأنها لم تره ثانية بعد الحادثة.وتبدو القصة واقعية حكائية مباشرة ضمن منهج تقليدي، ربما أراد القاص أن يرمز إلى قضايا فكرية في بعض جوانبها. أما القصة الثانية “سجين” فتبدو - بإجماع الحضور في مناقشتهم للقاص حولها- بأنها أكثر فنية ونضجاً حيث تناول فيها على لسان السارد السجين قصة فتاة أحبها هو نفسه، وتغزل بها وتخيل أنها قد زارته وهو مكبل بالأغلال وحين ودعته انتقل القاص سرداً إلى معرض تشكيلي أقامته الفتاة وهي فنانة اسمها “ميساء” وحين يسألها الصحفي عن حركة الحياة في الأغلال ادعت أنها لا تعرف شيئاً، حيث يرى الزائر حركة لتكسر الأغلال حينما ينظر في اللوحة، في الوقت الذي كانت فيه لوحة أخرى تعرض أمام لوحة السجين اسمها “الفتاه العاشقة”، ويكشف السارد السر في الحكاية أن السجين في القصة ما هو إلا سجين في اللوحة، وحاول سراي الدين هنا أن يداخل الواقع والوهم في تخيل السجين واقعياً كما بدا للحضور أيضاً وبين تخيل السجين وهماً وهو الوجود الرمزي في اللوحة وأن عشق الفتاة قد تجلى في الروح الحية التي جعلت الأغلال تتكسر كما يتخيلها المشاهد الزائر لمعرضها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©