أكّد الدكتور حمدان المزروعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أن إيرادات حملة أسبوع وقف الإمارات تجاوزت ما حققته الحملة في أسبوعها الأول خلال العام الماضي بنسبة تزيد على 25%، مفضلاً عدم ذكر حجم هذه الإيرادات، لكنه لفت إلى أن الإقبال على المشاركة ما زال دون المستوى المطلوب نظراً لقلة الوعي·
وقال المزروعي: إن حملة الوقف الثانية لاقت في أسبوعها الأول ''إقبالاً مقبولاً'' من الناس، الأمر الذي انعكس على إيرادات الحملة في أسبوعها الأول·
وأشار إلى أن الهيئة أطلقت حملة أسبوع وقف الإمارات خلال شهر رمضان المبارك؛ ''لأنه شهر الخير والعطاء ويتشجع الناس فيه على إحياء سنة الوقف''·
وانطلقت حملة الوقف الثانية قبل أسبوع وتستمر حتى نهاية شهر رمضان المبارك تحت شعار ''نبت في الأرض وأثمر في السماء''، برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء·
وتوقع المزروعي أن ترتفع إيرادات الوقف، ويزيد إقبال الناس والمحسنين على المشاركة في الحملة خلال الأيام المقبلة من رمضان، في وقت تجاوزت فيه إيرادات وقف الهيئة العامة للشؤون الإسلامية منذ بداية العام 48 مليون درهم·
يشار إلى أن إيرادات الوقف خلال العام 2007 بلغت نحو 40,9 مليون درهم، بزيادة قدرها 9 ملايين درهم عن العام ·2006 وتتوقع الهيئة أن تتضاعف إيرادات الوقف خلال حملة العام المقبل·
لكن المزروعي لفت إلى أن تجاوب المحسنين والشركات مع الحملة لا يزال دون المستوى المطلوب، معللاً ذلك بقلة الوعي بأهمية الوقف ورسالته لدى كثير من الشركات والمحسنين·
وأوضح أن مؤسسات كثيرة في دول عدة غير إسلامية باتت تقوم على عائدات الوقف كالمدارس والمستشفيات وما شابه ذلك·
ورأى المزروعي أن ''الحل لهذه المشلكة في مجتمعنا يكون بإطلاق هذا النوع من الحملات الوقفية''، التي تقوم بها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والهادفة بالدرجة الأولى إلى تثقيف المجتمع بأهمية الوقف وأبعاد رسالته الدينية والاجتماعية والإنسانية، ومن ثم إلى جمع التبرعات الوقفية·
وتهدف الحملة الثانية، بحسب المزروعي، إلى تثقيف المجتمع بأهمية المشاركة في الوقف ومآثره، وغرس حب المساهمة في البناء والتنمية الوقفية، وإعطاء الفرصة للجميع كي يستثمروا في دنياهم لآخرتهم والتواصل مع المحسنين لفعل لخيرات·
وأضاف أن الهيئة تهدف أيضاً من وراء إطلاق الحملة الثانية إلى إشراك جيل المستقبل، خصوصاً الطلاب، لتأصيل القيم الوقفية ولترجمة هذه الأهداف النبيلة بشكل فعلي·
وتركز الهيئة على الدروس في المساجد وخطب الجمعة ووسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة والإعلانات لإيصال رسالتها، وخصصت حصّالات تحمل شعار الهيئة للوصول إل أكبر شريحة من الناس· كما بعثت برسائل نصية قصيرة للمحسنين، وتقيم الندوات المتخصصة بهذا الموضوع·
ونظمت الهيئة زيارات للمدارس وقامت بتوزيع ألعاب تركيبية تثقيفية على الأطفال توحي بمفهوم الوقف·
وأشار المزروعي إلى أن الهيئة وضعت ''أهدافاً استراتيجية'' لتشجيع الناس على العمل الوقفي، موضحاً أنها أطلقت لهذه الغاية، العام الماضي، جائزة على مستوى الدولة للبحوث المدرسية المتعلقة بالوقف، في سياق خطة للتركيز على تثقيف النشأ في المدارس·
وشدد على أنه بخلاف التبرع للأعمال الخيرية الأخرى، ''فأموال الوقف التي تدفع لا تصرف، وإنما تبقى صدقة جارية، ويتم الصرف من عوائد هذه الأموال الموقوفة سواء كانت نقدية أم عينية''·
وعدد المزروعي مزايا الوقف الدينية والإنسانية، مشيراً إلى أثرها ''الكبير'' في الإنفاق على المرافق العامة والخاصة كالمساجد والمدارس والمستشفيات والمكتبات وتجهيز الموتى ودور اليتامى والمعوقين والمحتاجين·
وأوضح أن الواقف يحق له أن يحدد الجهة التي يريد أن تستفيد من عوائد الوقف الذي يقدمه·
ولفت المزروعي إلى أنه لا يرى تعارضاً بين المؤسسات الخيرية على مختلف أنواعها؛ لأن للتصدق أهميته التي تختلف عن أهمية الوقف الذي يبقى رأسماله ثابتاً لا يتغير فيما تزداد عوائده باستمرار·
وعدد أنواع الوقف، مشيراً إلى أن هناك ''الوقف الخيري'' الذي يقصد الواقف من خلاله إلى التصدق على جهة معينة، أو أشخاص مخصوصين، كالفقراء والمساكين والأيتام والأرامل، أو أن ينفق على جهة معينة كالمساجد والمستشفيات وكل ما فيه نفع عام يعود خيره على المجتمع·
وأردف أن هناك ''الوقف الأهلي'' أو ''الذري''، ويقصد به الواقف أن يكون نفعه خاصاً به وبذريته وأقاربه ثم بعد ذلك يوقف لجهة معينة، وذلك حسب مشيئة وإرادة الواقف، لافتاً إلى نوع ثالث من الوقف، وهو ''الوقف المشترك'' الذي يجمع بين الوقف الأهلي والخيري·
ووفرت الهيئة طرقاً عدة للراغبين في المشاركة في حملة الوقف، ومنها توفير إمكانية الإتصال المباشر بالرقم المجاني ''''8002421 للهيئة، أو التوجه مباشرة إلى مقرها، أو زيارة أحد مندوبي التسويق المنتشرين في مراكز التسوق في الدولة· وتتواصل الهيئة مع المحكمة في حالة الوقف العيني أو المرتبط بالإرث·
ووصل عدد مشاريع الهيئة الوقفية في الدولة إلى 30 مشروعاً، بعضها جرى تسليمه والآخر في طريقه للتسليم، ومن بينها مبان سكنية وتجارية في مدينة العين تتوقع الهيئة تسلمها خلال أسبوعين·
وتأمل الهيئة أن تصل بالأوقاف إلى مصاف المؤسسات والشركات الاستثمارية الفاعلة لتحقيق أنجح العوائد الاستثمارية لأموال الوقف وتنميتها لصالح مستحقيها·
وأوضح المزروعي أن استثمارات الهيئة تتنوع بين عقارية تتمثل في إنشاء المباني والفلل والمتاجر الوقفية، وودائع بنكية، بالإضافة إلى توزيع مندوبي الهيئة في المراكز التجارية والمساجد·
وتطمح الهيئة من ضمن خططها المستقبلية إلى وضع أجهزة آلية ذاتية التعامل، وهي في طور الاتفاق مع إحدى الشركات على توريد هذا الجهاز·
وأضاف المزروعي أن الهيئة وضعت خططاً استثمارية تركز على مدخلات وواردات المشاريع الوقفية لتنمية مصادر دخلها، والاهتمام بالمخرجات والأهداف التنموية للمجتمع، كما وضعت مشروعات قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، وذلك بهدف تحقيق التوازن بين مصالح الأجيال الحاضرة والمقبلة الذين تستهدفهم مشاريع الهيئة الاستثمارية والتنموية·
وتطمح الهيئة لأن يكون لديها شركات استثمارية وعقارية نشطة في السوق، وأن تعمل في الاستثمارات الخدمية (التعليمية والعلاجية والاجتماعية) كالمعاهد والمستوصفات والمستشفيات ورعاية الفقراء وأبناء السبيل واليتامى والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، بحسب المزروعي·
وتتضمن الحملة الثانية 12 فعالية، بدأت أولى فعالياتها أمس بإقامة ندوة حول التثقيف الوقفي في المجمع الثقافي في قاعة ابن ماجة·
كما تتضمن الفعاليات عرضاً لجميع المشاريع الوقفية على شاشات المساجد وفي المراكز التجارية، وإعطاء محاضرات في المؤسسات ودروس في المساجد، وتأكيد الوقف ومآثره في خطب الجمعة، وإقامة حفل تكريم للمحسنين في شهر أكتوبر المقبل، والتواصل مع المحسنين عبر الهاتف المجاني والموقع الإلكتروني ومندوبي التسويق بالمواقع·
وتشمل الفعاليات تنظيم أمسية المشاريع الوقفية لتكريم الفائزين في مسابقة المشاريع الوقفية مساء 15 سبتمبر الجاري في فندق ''إنتركونتيننتال'' بأبوظبي·
كما تشمل فعاليات الحملة الثانية توزيع حصّالات الوقف على المراكز التجارية، وتسلم المشاريع الوقفية·
عدد اليوم
