الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دمشق تتعهد بمواصلة العمليات ضد «الإرهابيين»

دمشق تتعهد بمواصلة العمليات ضد «الإرهابيين»
16 ابريل 2012
استبقت سوريا وصول طليعة مراقبي وقف إطلاق النار مساء أمس، متعهدة بمنع المقاتلين المناهضين للنظام الذين تصفهم بـ”المجموعات الإرهابية المسلحة” من مواصلة “اعتداءاتها”. كما أعلنت على لسان المستشارة السياسية الإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان أن دمشق لا يمكن أن تكون مسؤولة عن سلامة مراقبي الأمم المتحدة ما لم تكن مشاركة في جميع الخطوات على الأرض، مشددة على أن “تحديد مدة عمل المراقبين وأوليات تحركهم، ستتم بالتنسيق مع الحكومة السورية، لأنه لا يمكن للسلطات أن تكون مسؤولة عن أمن هؤلاء المراقبين إلا إذا شاركت ونسقت بكافة الخطوات على الأرض. وقالت إن سوريا التي تشهد مواجهات مع المعارضين لحكم الرئيس بشار الأسد منذ 13 شهراً لها “الحق خلال عملية التفاوض على البروتوكول، في أن توافق أو لا توافق على جنسيات بعض المراقبين مبينة أن عدد المراقبين سيرتفع إلى 250، حسب المتفق عليه مع الأمم المتحدة. جاء ذلك بعد إعلان أحمد فوزي المتحدث باسم المبعوث الأممي العربي كوفي عنان في جنيف صباح أمس، عن وصول مرتقب للدفعة الأولى المكونة من 6 مراقبين إلى دمشق بحلول المساء وسيكونون على الأرض بقبعاتهم الزرقاء اليوم، موضحاً أن الفريق الأعزل الذي يقوده عقيد مغربي، سيصل من نيويورك و”سيتم تعزيزه سريعاً بما بين 25 و30 شخصاً من المنطقة ومناطق أخرى”. من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، عن “قلقه الشديد” إزاء الوضع على الأرض في سوريا بعد تعرض مدينة حمص لقصف عنيف، رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ الخميس الماضي، قائلاً في بروكسل “مرة أخرى أنا قلق جداً إزاء ما يحصل منذ السبت ويحصل الأحد” في سوريا..الحكومة السورية قامت بقصف حمص وغيرها من الأماكن وقد أحصينا ضحايا وقتلى بين المدنيين”. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر عسكري مسؤول لم تسمه في وزارة الدفاع السورية قوله أمس، “الجهات المختصة وانطلاقاً من واجبها في حماية أمن الوطن والمواطن، ستقوم بمنع المجموعات الإرهابية المسلحة من مواصلة اعتداءاتها الإجرامية وممارسة عمليات القتل والتخريب بحق المواطنين وممتلكاتهم”. وأضاف المصدر أنه “بالتزامن مع صدور قرار مجلس الأمن القاضي بإرسال مراقبين دوليين لمراقبة تنفيذ مبادرة عنان، صعدت المجموعات الإرهابية المسلحة بشكل هستيري من اعتداءاتها على عناصر الجيش وقوات حفظ النظام والمدنيين”. وأشار إلى أنه “منذ إعلان وقف العمليات العسكرية تصاعدت الاعتداءات من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة على المدنيين والعسكريين ونقاط وحواجز قوات حفظ النظام والممتلكات العامة والخاصة والتي تجاوزت عشرات الخروقات وتسببت بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات”. وكانت وزارة الدفاع السورية أعلنت الأربعاء الماضي، وقف الأعمال العسكرية ضد “المجموعات الإرهابية المسلحة” اعتباراً من صباح الخميس الماضي، وهو الموعد الذي حدده عنان لكل الأطراف في سوريا لوقف العنف. ودخل وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ صباح الخميس الماضي، وتبع ذلك انحسار في أعمال العنف رغم تسجيل خروقات عدة له أسفرت عن سقوط عدد من القتلى. وتأتي مهمة المراقبين تطبيقاً للقرار 2042 وهو أول قرار يصدره مجلس الأمن يتعلق بالوضع في سوريا يقضي بإرسال بعثة من 30 مراقباً غير مسلح تمهيداً لنشر بعثة كاملة. ويطلب القرار من السلطات السورية ضمان أمن المراقبين وحرية تحركهم التي يجب أن تكون “كاملة من دون عقبات وفورية”، كما يشير إلى ضرورة أن تكون الاتصالات بين المراقبين سرية. وجاء في القرار أيضاً أن مجلس الأمن يحتفظ لنفسه بحق “اتخاذ أي إجراءات يراها مناسبة” في حال لم يتم تطبيق هذا القرار. وشكك عدد من السفراء الغربيين في إرادة الرئيس بشار الأسد احترام وقف إطلاق النار الذي توصل إليه عنان. ونقلت الخدمة العربية لهيئة الإذاعة البريطانية عن شعبان قولها إن الحكومة السورية ترحب بمراقبي وقف إطلاق النار، قائلة إن “بدء عمل المراقبين سيكون على مرحلتين. المرحلة الأولى لدى وصول 30 مراقباً هم طليعة المراقبين حيث سيتم خلالها التوصل إلى توقيع بروتوكول ينظم عمل هؤلاء المراقبين قبل ارتفاع عددهم إلى 250 مراقباً”. وتابعت شعبان أن “القوات الحكومية السورية ملتزمة بما اتفق عليه مع الإشارة إلى حقها بالرد عند حصول أي اعتداء عليها أو على المدنيين أو الأملاك الخاصة”. وأوضحت أن “إرسال المراقبين إلى سوريا سوف يساعدها في إظهار من يقوم بأعمال الخطف والقتل والتدمير”، مشيرة إلى أن “لدمشق مصلحة بانتشار المراقبين على أراضيها”. وقالت شعبان إنه “بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار صباح الخميس الماضي، قامت مجموعات مسلحة بأكثر من 60 اعتداء في مناطق مختلفة من سوريا على قوى الأمن والجيش والمدنيين”، مشيرة إلى أن “هذه الانتهاكات تم توثيقها برسالة أرسلت إلى المبعوث الأممي العربي كوفي عنان”. وأكدت التزام القوات الحكومية السورية بما أتفق عليه مع الإشارة إلى “حقها بالرد عند حصول أي اعتداء عليها أو على المدنيين أو الأملاك الخاصة”. من ناحيتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إنه منذ الإعلان عن وقف العمليات العسكرية كثفت “المجموعات الإرهابية” هجماتها مما أدى إلى إزهاق أرواح الكثيرين. وأضافت أن “إرهابيين” مسلحين قتلوا 5 أشخاص في أكمنة بشتى أرجاء البلاد أمس الأول. وعقب لقاء مع رئيس الوزراء البلجيكي ايليو دي روبو في بروكسل أمس، شدد بان كي مون بقوله “مرة أخرى أنا قلق جداً إزاء ما يحصل منذ السبت” في سوريا، مشيراً إلى القصف العنيف العشوائي الذي تتعرض له أحياء منذ أمس الأول. وأضاف أمين عام الأمم المتحدة “من المفترض أن تكون طليعة المراقبين قد وصلت إلى دمشق وأن يبداوا عملهم الاثنين”. وشدد على “ضرورة أن تتخذ الحكومة السورية كل الإجراءات لضمان الحفاظ على وقف إطلاق النار”. كما ذكر بان كي مون أنه سيقدم الخميس المقبل اقتراحاً لزيادة عدد بعثة المراقبين لتصبح 250 شخصاً. وقال في هذا الصدد “آمل أن يتحرك مجلس الأمن بشأن هذه النقطة في أسرع وقت ممكن لكي نتمكن من نشر هذا الفريق من المراقبين في اسرع وقت”. وشدد بان كي مون على “ضرورة أن تتخذ الحكومة السورية كل الإجراءات لضمان الحفاظ على وقف النار”. من ناحيته، ذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة كيران دويير أن الهدف الأول لهذه البعثة الأولية من المراقبين هو “إقامة مقر عام عملاني” في دمشق لبعثة المراقبين المرشحة لأن يزداد عددها حتى 250. وأضاف أن المراقبين الثلاثين غير المسلحين سيتصلون لاحقاً بالقوات الحكومية والمعارضة ليشرحوا للطرفين المهمة المكلفين بها ولوضع “نظام تحكم” قبل إقامة مراكز في مدن أخرى من البلاد. إلى ذلك أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أمس، أن وزير الخارجية وليد المعلم سيقوم بزيارة إلى الصين تستغرق يومين يبحث خلالها بشكل خاص خطة السلام التي عرضها المبعوث الأممي العربي كوفي عنان لدى سوريا ووافقت عليها دمشق. وقالت الوكالة في خبر مقتضب “بدعوة من يانج جيشي وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية، يقوم وليد المعلم وزير الخارجية والمغتربين بزيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية تستغرق يومين يبحث خلالها سبل تعزيز العلاقات الثنائية ومهمة المبعوث الأممي كوفي عنان”. إلا أن الوكالة لم تحدد موعد الزيارة. وكان مجلس الأمن أصدر أمس الأول بالجماع القرار 2024 الذي قضى بتشكيل قوة مراقبين تشرف على وقف إطلاق النار في سوريا طبقاً لخطة عنان. إلا أن الخروقات لوقف لإطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الخميس الماضي تكرر منذ ذلك الوقت. وكان المعلم قام بزيارة مماثلة إلى موسكو في التاسع والعاشر من الشهر الحالي قبل أن تعلن حكومته عن موافقتها على وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه الخميس الماضي.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©