جمال إبراهيم (عمّان) - فتح نواب أردنيون أمس النار باتجاه رئيس الحكومة الدكتور عبدالله النسور وطاقمه الوزاري، في أولى جلسات مناقشة البيان الوزاري للحكومة. وتعددت الملفات التي انتقد من خلالها النواب لرئيس الحكومة، فمنها السياسي والاجتماعي وأغلبها اقتصادي، فيما لم تغب الأزمة السورية وتداعياتها على المملكة التي تستضيف أكثر من 480 ألف لاجئ على أراضيها.ووصلت الهجمة النيابية حدّ اعتبار النسور “عنوانا لمشكلة داخلية بدل أن يكون جزءاً من الحل”، كما قال النائب محمود الخرابشة، واعتبر الخرابشة أن “البيان الوزاري لا يوجد فيه شيء جديد سوى الالتفاف على مجلس النواب”، وأن “النسور يسير على قاعدة شاوروهم وخالفوهم”، مؤكدا أن “كل ما قدم أمام النواب هي عهود لن ينفذ منها شيء”. وأكد الخرابشة أن “حصول النسور على ثقة مجلس النواب، يعني خسارة البرلمان، فالأولى أن ننحاز للشعب”، في إشارة إلى الثقة المفقودة من الشارع لمجلس النواب.
وانتقد النائب عاطف الطراونة، رئيس كتلة وطن النيابية ، النسور قائلاً “تأملت في الرئيس خيراً في البداية، إلا أنه كان كسابقيه”، مشيرا إلى أن مجلس النواب يجب أن يشيد نادياً لتوديع واستقبال رؤساء الحكومات.
واتهم الطراونة رئيس الحكومة بالـ”متناقض في كلامه”، وقال “إن النسور يعاني من أزمة شعبية”. كما انتقد النائب محمود مهيدات رئيس الوزراء حيث قال له “تحولت دولة الرئيس من نسر جارح إلى حمامة وديعة”. وأضاف موجهاً كلامة للنسور “لم تعبأ بنصح الناصحين وجئت بحكومة ولدت سفاحا، ليس بين شخوصها أي تناسق”، وقال “لقد اتسع الخرق على الراتق”.
وتطرق المهيدات لأحداث مسيرة إربد(شمال البلاد) التي نظمتها المعارضة الجمعة الماضية وتعرضت لاعتداء من رجال الأمن، ما أدى إلى إصابة 11 شخصا، 6 من رجال الأمن، و3 من قياديي الحركة الإسلامية المعارضة.وقال المهيدات “اتق شر الحليم إذا غضب، فكيف تشكل لجنة للتحقيق بأحداث إربد، يكون فيها الخصم هو الحكم”، في إشارة إلى لجنة حكومية شكلها النسور للتحقيق في الأحداث غالب أعضائها من مسؤولين.
من جانبه قال النائب قاسم بني هاني إن استمرار الحكومة في الاعتماد على جيوب المواطنين هو الانتقال من سيئ إلى أسوأ، وقد يؤدي هذا النهج إلى التحاق الأردن بما يسمى الربيع العربي.وقال النائب حابس الشبيب إنه يشعر بالإحباط الشديد تجاه مجريات الأحداث بدءاً من تشكيلة الحكومة .وقال إنه ليس “مضطراً للمداهنة ولا مجبراً على نفاق سياسي” مستذكراً “أن العنوان الأبرز للمرحلة الإصلاحية في حياتنا السياسية هو وجود حكومة برلمانية، متسائلاً “أين هي الحكومة البرلمانية التي انتظرناها منذ عامين”.
ودعا النائب محمد البرايسة رئيس الوزراء للاعتذار عن تحمل أعباء المرحلة، مؤكدا أن “هذه الحكومة لن تستطيع أن تقودنا إلى بر الأمان، وهي حكومة بتراء عرجاء غير مكتملة النمو”. ومن أصل 14 نائباً تحدثوا في الجلسة أعلن 3 نواب حجبهم الثقة عن حكومة النسور، في استباق منهم ليوم التصويت على الثقة المتوقع أن يكون الأسبوع المقبل.
عدد اليوم
