الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفريقيا في قمم «الكبار»

23 يونيو 2010 21:17
في مواجهة الانتقادات والضغوط الداخلية والخارجية التي قامت في وجه رئيس الحكومة الكندية، وفي خططه لقمة العشرين التي سماها قمة من أجل تحسين أحوال النساء والأطفال في العالم النامي، واقتراحه لزملائه من زعماء قمة الثماني ثم العشرين، أن يراجعوا ماذا تم وما لم ينفذ من إعلان الشراكة مع أفريقيا. (وهذه الأخيرة مبادرة قدمها رئيس الوزراء الكندي الأسبق جان كريتيان لقمة الثماني التي انعقدت في بلده قبل سبع سنوات. وفي مواجهة سيل الانتقادات الصحفية والسياسية لأداء حكومته العاجز والذي قاد لـ(فلتان) أمور القمة ليس المالية (أي ما يتعلق بالتكاليف)، بل الأجندة السياسية أيضاً. وكان رئيس الوزراء الأسبق والسياسي العتيق «كريتيان» قد وجه نقداً عنيفاً لـ"هاربر" في محاضرة له في باريس حول دور كندا في سياسة العالم الجديد والمتجدد، وقال من بين ما قاله: "إن أفريقيا التي كان يجب أن تكون لها الأولوية في القمم الدولية والالتزام بما صدر من إعلانات عن الأمم المتحدة وعن قمة الشراكة مع أفريقيا، قد غابت عن "شاشة" القمة التي تتمسح باسمها... ولام مواطنه رئيس الوزراء الحالي عن عدم اهتمامه بالشأن الأفريقي، وتساءل كيف يعقل أن يجتمع زعماء عشرين دولة، ولا يتجاوز الحضور الأفريقي اثنين من القادة الأفارقة؟ وأمسكت المعارضة الكندية وجماعات المجتمع المدني بالقضية، وجعلت منها محور السؤال اليومي لرئيس الوزراء في البرلمان الكندي. من ميزات هاربر، أنه عُرف باختصاصي التكتيك والمناورات والألعاب البرلمانية فهو "مستمع جيد" لأقوال وانتقادات خصومه وتعليقات الصحافة القاسية على سياساته (اليمينية) وأدائه الموصوف بالبطء. بالأمس فاجأ رئيس الوزراء الكندي النواب، في الساعة المخصصة لأسئلة الأعضاء وبهدوء "قاتل" أعلن أنه قد وجه الدعوة إلى عشرة من رؤساء الدول لحضور قمة الـ20 المزمع عقدها غداً الجمعة، من بينهم سبعة رؤساء أفارقة وثلاثة من الأميركيين، وجلس ولم يعبأ بالرد على الاتهامات (أو بالأحرى الأسئلة) التي كانت تتطاير في قاعة المجلس قبل أن ينهض ويفجر مفاجأته. في تفصيل "مفاجأة هاربر" يوم الأحد الماضي أصبح معلوماً الآن أنه وجه الدعوة إلى رؤساء الجزائر ومصر ونيجيريا والسنغال وإثيوبيا ومالاوي وجنوب أفريقيا. وقد شمل رئيس الوزراء بدعوته لحضور قمة الـ20 سبعة من رؤساء المنظمات الدولية: الأمم المتحدة - البنك الدولي- منظمة التجارة العالمية - صندوق النقد الدولي- منظمة العمل الدولية - الاتحاد الأوروبي - والمجلس الأوروبي. غياب أفريقيا -أو تغييبها- الذي كان محل انتقاد الداخل والخارج كان ملحوظاً ومستنكراً من بعض حلفاء كندا الكبار. فقد اقترحت الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة في اجتماعات وزراء المالية للدول الثماني أن يكون لأفريقيا حضور ملموس في قمة الـ20، فمن غير المقبول أن تكون أفريقيا محور القمة التي ستناقش بشكل أساسي قضاياها غير موجودة، أو مشاركة بشكل فعال. وكما سبق القول فإن "السياسي" الذكي قد استجاب لهذه "النصيحة" وللضغوط التي مارستها عليه منظمات المجتمع المدني داخلياً وخارجياً. وقد تتالت قراراته "الفجائية" بشأن أفريقيا، فبعد إعلان دعوته سبعة من رؤساء القارة الأفريقية، فقد أعلن أن رؤساء مجموعة الثماني سيعقدون جلسة خاصة مغلقة مع الزعماء الأفارقة، قبل أن يلتئم شمل قمة الـ20، حيث يقدمون لهم شرحاً مفصلاً لما سيرد في إعلان قمة "تورونتو" بشأن أفريقيا. وهكذا عندما ستُفتتح جلسات القمة الأولى اليوم الخميس (قمة الثماني) ستجد الرؤساء وقد أصبح عددهم أحد عشر، وعندما تجتمع قمة الـ20 سيجد الرؤساء، وقد أصبحوا أربعة وثلاثين رئيس دولة ورئيس وزراء. وستجد أفريقيا مكانها في مداولات القمتين وستجد قضايا الانبعاث الحراري (المناخ). والأزمة المالية العالمية، ومكافحة الفقر والأمراض والأوبئة في أفريقيا وتحسن أوضاع المرأة والطفل، مكانتها أيضاً في البيان الختامي. لكن الأهم إن رؤساء مجموعة الكبار سيجددون التزاماتهم تجاه أفريقيا، وسيقدمون الوعود الثقيلة بأنهم سيتفادون التقصير الذي شاب أداءهم خلال السنوات الماضية، وسيكررون أحاديثهم عن الديمقراطية والشفافية والتنمية البشرية التي يسعون لدفعها في أفريقيا بدافع من واجباتهم الإنسانية والدولية بأنهم كبار العالم؟ عبدالله عبيد حسن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©