10 سبتمبر 2008 00:18
قبل أيام وقفت في محطة ''القلعة'' للتزود بالوقود مقابل معسكر ''محاوي'' على طريق أبوظبي العين، وبعد مغادرتي المحطة رأيت شايباً يجلس بُعيد المحطة بقليل في نهاية منطقة المحطة، فظننته في البداية أحد الباعة الجائلين من الآسيويين، إلا أنني بعد أن اقتربت منه وبدأت أرى ملامح وجهه، وتبادلت معه الحديث اكتشفت أنه ابن هذا الوطن، ويتكلم بلسان اللهجة المحلية الخالصة·
فسألته إن كان يرغب في أن أوصله إلى أي مكان فرد أنه يبيع عطوراً وعرض علي بضاعته، فتعجبت منه وقلت له: ''يا الوالد كيف تبيع عطوراً في هذا الجو؟ فرد علي قائلاً: ''شو أسوي؟''·
أنا أكتب مقالي هذا ليس لشيء، ولكني أكتب هذه الرسالة موجهة لذوي القلوب الرحيمة، لذوي القلوب الطيبة من أهل الخير لكي يتعاونوا مع هذا الوالد الذي يشكو ضيق الحال،
وروى الشايب لي قصته، فهو أب لستة أبناء أربع بنات وابنان وجميعهم في المدارس، ويعاني من الشلل النصفي، وتقدم بطلب للعلاج في الخارج للجهات المختصة، ولم يتلق رداً حتى اليوم·
وقال لي إنه كان يعمل قبل خمس سنوات في إحدى الوزارات، إلا أنه فصل من العمل وبدون سبب حسب قوله، ومنذ ذلك الوقت يعمل في بيع العطور على الطرقات! حرت لأمر هذا المسن الذي وصل به الحال إلى أن يبيع العطور على الطرقات، وأتمنى أن يتوفر له مصدر دخل يغنيه عن الوقوف في الشوارع لبيع العطور، فهذا الحال لا نرضاه لهذا المسن الذي ينبغي أن يحيا حياة كريمة مع بلوغه من الكبر عتياً·
سهيل سعيد
عدد اليوم
