السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

احتدام الصراع بين رئيس جنوب السودان ونائبه

احتدام الصراع بين رئيس جنوب السودان ونائبه
17 ابريل 2013 00:07
جوبا (وكالات) - ألغى رئيس جنوب السودان سيلفا كير جميع الصلاحيات التي كان منحها لنائبه ريك مشار بموجب مرسوم، لكنه أبقاه في منصبه على ما أعلن مسؤولون أمس. وقد يثير هذا القرار الذي يدل على احتدام الصراع المكتوم بين الرجلين، التوتر الاثني في الدولة اليافعة التي ينقصها الاستقرار. وينص المرسوم على “سحب جميع الصلاحيات المفوضة الممنوحة بالقانون إلى نائب الرئيس الذي “يتوجب عليه الاكتفاء بممارسة وتطبيق السلطات المحددة في دستور 2011 الانتقالي حصرا”. وقال جيمس جاتديت داك مدير المكتب الصحفي لنائب الرئيس، إنهم طلبوا توضيحاً للصلاحيات التي سحبت. وقال داك لرويترز “لا نعرف بعد أي الصلاحيات سحبت، فهم لم يحددوها”. وتعدد المادة 105 من الدستور المذكور صلاحيات نائب الرئيس وتنص إلى جانب الصلاحيات التي يفوضها إليه الرئيس، على تحدثه باسم الرئيس في غيابه ومشاركته في مجلس الوزراء ومجلس الأمن. ولم تكن الصلاحيات التي منحها الرئيس قانوناً إلى نائبه محددة بوضوح. وريك مشار هو القائد السابق للتمرد الجنوبي الذي قاتل الجيش السوداني في أثناء الحرب الأهلية (1983 - 2005) التي تلاها انفصال جنوب السودان واستقلاله في يوليو 2011، وهو زعيم نافذ لاثنية النوير، وهي الثانية في البلاد. ويتحدر مشار من ولاية الوحدة الغنية بالنفط المتاخمة للسودان، وهو شخصية مثيرة للجدل في بلاده لكن أغلبية النوير تتبعه، علماً بأن حيزاً كبيراً من جيش جنوب السودان من هذه الاثنية. وفي التسعينيات، أنشأ ريك مشار مجموعة منشقة عن الجيش الشعبي لتحرير السودان، وهو الفصيل الرئيسي في تمرد جنوب السودان. وبعد توقيع اتفاق سلام مع الخرطوم تحولت مجموعته إلى ميليشا داعمة للجيش السوداني في جنوب السودان، حيث تواجهت مع الجيش الشعبي لتحرير السودان الحاكم حالياً في جوبا. وبعد عام 2000 انخرط مشار ورجاله في الجيش الشعبي على الرغم من اتهامهم بالمشاركة عام 1991 في قتل آلاف عناصر اثنية الدينكا التي ينتمي إليها كير والمؤسسون والمسؤولون الرئيسيون في الجيش الشعبي الذين يشكلون اليوم الحيز الأكبر من السلطة السياسية والعسكرية في جوبا. وما زال جنوب السودان يشهد توتراً حاداً بين اثنياته الناتجة أحياناً عن الحرب الأهلية التي لعبت فيها الخرطوم على الخلافات بين المجموعات المختلفة التي تفاقمت اليوم بسبب المعارك بين الجيش والجماعات المتمردة. كما نص المرسوم على تعليق آلية “المصالحة الوطنية” التي يقودها مشار وترمي رسمياً إلى تهدئة التوتر بين الجماعات، لكن بعض المراقبين يعتبرونها “منصة إطلاق” يستغلها نائب الرئيس لتلبية طموحاته السياسية. ويعتبر مراقبون مشار مرشحاً جدياً للرئاسة في استحقاق 2015. ولا توجد أي أحزاب كبيرة منافسة في جنوب السودان الذي نشأ في عام 2011 بعد انفصال جنوب السودان عن شماله، ومن ثم فالتنافس على قيادة الحركة الشعبية هو فعلياً سباق على الرئاسة. وتجرى انتخابات عامة في 2015. وقال دبلوماسي غربي إن مشار أشار إلى أنه يريد المنافسة على قيادة الحركة وأن هذا هو ما دفع كير للتحرك. وقال الدبلوماسي الغربي إن مرسوم كير يحتمل أن يكون قد عطل طموحات نائبه بشكل مؤقت. وقال علي فيرجي وهو باحث كبير في معهد ريفت فالي ومقره نيروبي، إن مشار ينافس على أعلى منصب في الحزب منذ محاولة أجهضت في عام 2008. وقال في تعليق أرسل بالبريد الإلكتروني “لا أعتقد أن كير ومشار اتفقا تماماً في أي يوم من الأيام”. وأضاف “كلما ابتعدت ذكرى الاستقلال ضعفت وحدة الحركة الشعبية لتحرير السودان، وكما هي الحال مع حركات التحرر الأخرى، من المؤكد تقريباً أن تتعرض لمزيد من الانقسامات في السنوات القادمة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©